قال موقع "سبوتنك" إن وصول حاملة الطائرات الروسية "أدميرال كوزنيتسوف" إلى المياه السورية أنقذ سوريا من هجمات صاروخية.
وجاء في التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، أن قرار موسكو إرسال إسطول من البوارج الحربية، بقيادة حاملة
الطائرات "كوزنتسوف" إلى شرق البحر المتوسط، ربما كان وراء إنقاذ جيش النظام السوري من هجمات بصواريخ كروز أمريكية.
وينقل الموقع عن الخبير العسكري إيفسيف، قوله في مؤتمر صحافي في مركز وكالة أنباء "
روسيا سيغونديا" في موسكو، إن روسيا وجدت في الفترة الأخيرة أن هناك إمكانية لمهاجمة قوات حكومة النظام السوري، مستخدمة تقريرا صادرا عن الأمم المتحدة حول استخدام النظام السوري السلاح الكيماوي.
وأضاف إيفسيف، الذي يعمل مديرا لمعهد "سي آي أس" في موسكو: "لقد عشنا في الفترة الأخيرة حدثا مهما لم يلاحظه الكثيرون"، وتساءل قائلا: "لماذا تم طرح سؤال استخدام الجيش السوري المزعوم للسلاح الكيماوي؟ فقد تمت تهيئة المسرح لعملية إطلاق صواريخ كروز من بوارج أمريكية، وبحسب تقارير فقد كان هذا القرار في مرحلة تنفيذ، وتمت تهيئة الرأي العام له وبشكل فاعل".
ويستدرك التقرير بأن دخول الأسطول الروسي بقيادة حاملة الطائرات "أدميرال كوزنيتسوف" إلى البحر الأبيض المتوسط ربما كان عاملا مهما في تبريد شهية البنتاغون، وقال إيفسيف إن "وجود سفننا (بين الجزائر وإيطاليا) أبعد فكرة نشر بوارج مماثلة للناتو في المنطقة، ومن ناحية واقعية، فإن سفننا قامت بإغلاق
سوريا، ولم تظهر السفن الروسية في مكانها بطريقة عرضية، وقامت بقتل فكرة صواريخ كروز من ذلك الاتجاه"، وأضاف المحلل أنه تم نشر نظام صواريخ "أس-300" قبل ذلك في طرطوس لتحقيق الغرض ذاته، حيث كانت "قادرة على مواجهة التهديدات الجوية فقط".
ويلفت الموقع إلى أنه قدم تقريرا إلى مجلس الأمن الدولي في الأسبوع الماضي، وفيه تم تحميل النظام السوري مسؤولية القيام بهجمات كيماوية على مدينة إدلب عام 2015، منوها إلى أن دمشق تنفي بشدة هذه الاتهامات، وتشير إلى استخدام "الإرهابيين" المستمر للغاز السام، التي أكدت موسكو أنه يجب تقديم أدلة قوية قبل توجيه اتهامات خطيرة كهذه.
وتساءل إيفسيف قائلا: "لماذا تتم التغطية الإعلامية على جرائم المعارضة في حلب؟ والجواب هو أن الولايات المتحدة والناتو أطلقا حملة لشيطنة روسيا وسوريا، بسبب القتال في حلب، واستخدما التقرير لمراكمة الاتهامات بأن دمشق وموسكو مسؤولتان عن (جرائم الحرب) في عمليات تحرير سوريا من الجماعات المسلحة والجهادية".
وبحسب التقرير، فإن إيفسيف أشار في تعليقات على الوضع العسكري في سوريا، إلى أن الجيش السوري وحلفاءه الروس عليهم التركيز بعد تحرير حلب على محاصرة جبهة النصرة في إدلب، وقال: "يجب تدمير الإرهابيين، لكن يجب قبل ذلك التضييق عليهم أولا"، وأضاف: "لو أجبروا على ترك إدلب، فإن المكان الوحيد الذي سيلجأون إليه سيكون تركيا، وهنا اقترح قيام شركائنا الغربيين، الذين ينصحونا الآن حول كيفية القتال في حلب، بالتفكير حول ما سيحدث للمسلحين في إدلب، الذين سيهربون إلى تركيا".
ويتابع إيفسيف قائلا: "من المتوقع قيامهم بزيارة أوروبا من هنا، وهذا ما يجب على الدول الأوروبية عمله، بدلا من عرقلة سير العمل، وعمل ما يمكنهم عمله للتدخل في عملية تحرير حلب وبقية المدن السورية".
ويختم "سبوتنك" تقريره بالإشارة إلى قول إيفسيف إنه لو استمرت العملية في حلب، وطالت الأزمة الإنسانية "فلن يبق فيها ناس، ودون وجود دعم جوي، فإن الخسائر ستكون فادحة، ومن المهم تحرير المدينة سريعا، وعدم التفكير بما يقوله الغرب".