حذر وزير الأوقاف والشؤون الدينية
الفلسطينية، الشيخ يوسف ادعيس، من خطورة مصادقة
الاحتلال الإسرائيلي، الأحد، على قانون "منع الأذان" عبر مكبرات الصوت، بينما أكدت وزارة
الأوقاف الأردنية أن الأقصى ومساجد
القدس "لن ترضخ لقوانين الاحتلال".
وقال ادعيس إن "إسرائيل عندما تقرر
منع رفع الأذان عبر مكبرات الصوت؛ فإنها بذلك تريد أن تشعل المنطقة في حرب دينية"، مؤكدا أن هذا القانون "سيكون له تداعيات خطيرة وسلبية على المنطقة برمتها".
وأضاف لـ"
عربي21" أن ما قام به الاحتلال هو "تدخل سافر في شؤون عبادة المسلمين، وتحدٍّ لكل الشرائع السماوية، والمواثيق والمعاهدات الدولية، التي كفلت حرية العبادة للإنسان".
وأوضح أنه "عندما تقوم إسرائيل بمنع الأذان وتجريم رفعة؛ فهذا منعٌ للصلاة وللعبادة التي يُعد الأذان جزءا منها"، لافتا إلى أنه "لا يحق لأحد أن يتدخل في هذا الشأن، أو أن يمنعنا من ممارسة حقنا الطبيعي بإقامة مختلف شعائرنا الدينية في مساجدنا، أو أن نرفع الأذان من مآذن القدس".
وحول موقف الحكومة الفلسطينية من القانون الإسرائيلي، قال ادعيس إن "الحكومة ترفض هذا القرار، وتستنكر الاعتداءات الإسرائيلية التي ازدادت في الفترة الأخيرة بحق مدينة القدس المحتلة ومقدساتها المختلفة"، كاشفا عن أن حكومته "ستتحرك على المستوى الدولي في هذا الشأن".
وأكد ادعيس عدم استجابة وزارته للقانون الإسرائيلي، بقوله: "ستستمر مساجدنا في رفع الأذان مهما كلفنا ذلك من ثمن"، منبها إلى أن "الأذان مشروع في الإسلام من قبل ألف و400 عام، ولن يتوقف بقرار الاحتلال الإسرائيلي".
القانون مرفوض
من جهته؛ قال مدير متابعة شؤون القدس والمسجد الأقصى في وزارة الأوقاف الأردنية، عبدالله العبادي، إن "القدس مدينة محتلة باعتراف القانون الدولي والواقع المعاش، وعليه فلا يجوز لسلطات الاحتلال أن تقرر ما تريد في هذه المدينة المحتلة، وخاصة إذا تعلق الأمر بعقيدتنا".
وأضاف لـ"
عربي21" أن "مساجد مدينة القدس والمسجد الأقصى ستبقى ترفع الأذان، وسيصدح صوته في سماء القدس"، مؤكدا أن قانون منع الأذان "مرفوض، والاحتلال يأخذ قراراته من جانب واحد، وهذا أمر غير قانوني".
وتابع: "الأقصى مسجدنا، وكذلك مساجد القدس التي تزيد على 101 مسجد، ونحن في الأوقاف الأردنية مسؤولون عنها، ولن ترضخ لقوانين سلطات الاحتلال".
وحول كيفية مواجهة قرار الاحتلال؛ أوضح العبادي أن وزارته ستقوم برفع القضية إلى الوزارات المعنية بما فيها وزارة الخارجية الأردنية، التي بدورها تجري اتصالاتها عبر قنواتها الدبلوماسية مع سلطات الاحتلال؛ من أجل لجمه عن الاستمرار في عدوانه على القدس ومساجدها.
بث تعميمات
وتُعد الأردن صاحبة الوصاية على الأماكن المقدسة في مدينة القدس المحتلة، بما فيها المسجد الأقصى المبارك، وتتعاون في هذا الشأن مع وزارة
الأوقاف الفلسطينية.
وصادقت لجنة الوزراء لشؤون التشريع لدى الحكومة الإسرائيلية، على قانون "منع الأذان" عبر مكبرات الصوت، بزعم أنه "إزعاج المحيطين بالمسجد ودور العبادة" بحسب مواقع إسرائيلية.
اقرأ أيضا: منع الأذان.. استمرار للحرب الإسرائيلية على القدس
وجاء في نص مشروع القانون المقدم من النائب في الكنيست عن حزب "البيت اليهودي، موتي يوآف؛ "إن مئات آلاف الإسرائيليين يعانون بشكل يومي وروتيني من الضجيج الناجم عن صوت الأذان المنطلق من المساجد/ والقانون المقترح يقوم على فكرة أن حرية العبادة والاعتقاد لا تشكل عذرا للمس بنمط ونوعية الحياة".
وبموجب هذا القانون؛ يمنع استخدام مكبرات الصوت لبث "رسائل" دينية أو وطنية بهدف مناداة المصلين للصلاة، حيث تبث بعض المساجد تعميمات وطنية ودينية خلال اندلاع مواجهات مع قوات الاحتلال، أو اقتحامه للمدن الفلسطينية، وهو أسلوب مستخدم منذ الانتفاضة الفلسطينية الأولى.