هل تصبح علاقة واشنطن بأنقرة أكثر دفئا مع وصول
ترامب لكرسي الرئاسة؟ تساؤل بات يطرح على طاولة النقاش والتحليل في
تركيا وأمريكا ودول المنطقة، في ظل التوتر الكبير الذي شهدته
العلاقة على خلفية الانقلاب الأخير، وما قيل عن اتهامات تركية مبطنة لواشنطن بدعمه، وعززه رفض تسليم فتح الله
غولن.
المحلل السياسي التركي محمد زاهد غول، أجاب عن التساؤل بالايجاب، من منطلق العلاقة الشخصية القوية التي تربط الرئيس الأمريكي المنتخب بنظيره التركي، منذ أن كان رئيسا لبلدية إسطنبول في تسعينيات القرن الماضي. وذكّر غول بأن ترامب لديه استثمارات واسعة في تركيا، تتمثل بشكل رئيس في برجين تجاريين بإسطنبول.
وقال غول لـ "
عربي21"، إن العلاقات ستشهد تحسنا خلال المرحلة القادمة في ضوء حاجة الطرفين للتعاون الوثيق لمواجهة التحديات المشتركة، وبخاصة ملف محاربة تنظيم الدولة في سوريا والعراق.
وتوقع غول أن يسهم فوز ترامب في تسهيل التعامل مع تركيا في عدد من ملفات المنطقة مقارنة بسلفه باراك أوباما، كاشفا في حديثه عن معلومات وصفها بالخاصة، عن لقاء مرتقب بين أردوغان وترامب في بداية كانون الثاني/ يناير القادم.
عدم التفاؤل المفرط
في مقابل تفاؤل غول، يتحدث المحلل السياسي التركي مصطفى أوزجان، عن ضرورة عدم المبالغة عند الحديث عن علاقات إيجابية مستقبلية بين أنقرة وواشنطن، ويذكر أوزجان في حديث لـ"
عربي21" بالعلاقة الجيدة مع إدارة أوباما بعد فوزه في الانتخابات التي سرعان ما ساءت بعد ذلك.
وقال إن "تحسن العلاقة والحكم عليها يتطلب وقتا طويلا بالنظر لرفض واشنطن والغرب توثيق تركيا لعلاقاتها مع دول الشرق الأوسط، وتحديدا الدول العربية".
وقال: "أرى أن تحسن العلاقات احتمال ضعيف في ضوء فوز ترامب؛ ولكن ربما تحدث مفاجآت لا نعرفها". وأضاف أن "محاربة تنظيم الدولة والملفات التي تتصدى لها أنقره ربما تكون مدعاه لترتيب العلاقة مع الولايات المتحدة، وهناك تعاون لا بد أن يتم مع تركيا في العديد من الملفات، لأنها عضو مهم في حلف شمال الأطلسي".
وعن إمكانية تسليم فتح الله غولن، قال إن "من المبكر الحديث عن الموضوع قبل وضوح سياسة ترامب.. ملف غولن يحتاج لوقت وترتيبات وربما تكون هناك معوقات للملف، كالمحاكم والإجراءات القانونية والفنية".
وكان مستشار ترامب، مايكل فلاين، أكد ضرورة أن "تتوقف الولايات المتحدة عن إيواء فتح الله غولن، قائلاً إن تركيا تنظر للأمر كما لو أن الولايات المتحدة تؤوي أسامة بن لادن، داعيا القراء لتخيل كيف كانت ستصبح ردة فعل الأمريكيين لو أن أسامة بن لادن عاش في قرية جميلة في تركيا، وأدار 160 مدرسة تمول بأموال دافعي الضرائب الأتراك".
وفي إشارة إلى أن الإدارة الأمريكية الجديدة قد تنتهج نهجا مغايرا لنهج إدارة أوباما في التعامل مع فتح الله غولن، قال مايكل فلاين، إن "غولن يظهر نفسه باعتباره معتدلاً، إلا أن الوجه الحقيقي له مختلف".
ويرى فلاين في مقاله، أن "إدارة الرئيس الحالي باراك أوباما لم تفهم تركيا بالشكل الكافي، وبالتالي فإنه لا بد من إعادة تشكيل السياسة الخارجية الأمريكية بشكل يجعل تركيا ضمن الأولويات".