نائل درويش المصري.. شاب
فلسطيني دفعه حبه الكبير للغة العربية وغيرته عليها -كما يقول- إلى إطلاق مبادرة "اكتب صح" في صفحته على "فيسبوك" منذ شهر، بهدف مكافحة الأخطاء اللغوية المتزايدة، وخصوصا مع الانتشار الواسع للمواقع الإخبارية الإلكترونية العربية.
وقال المصري المختص في
اللغة العربية، إن فكرة المبادرة "تقوم على رصد الأخطاء النحوية والإملائية الواردة في بعض المواقع الإخبارية الإلكترونية وتصحيحها"، متمنيا على القائمين على تلك المواقع العمل على "تفادي الأخطاء ونشر الأخبار دون أخطاء تذكر".
وأضاف لـ"
عربي21" أنه "لا يمكن لي أن أحصي كل الأخطاء، ولكنني آخذ نماذج قليلة منها وأصححها، وفي كثير من الأحيان أنشر عللها النحوية والإملائية واللغوية؛ ليتعرف العاملون على القاعدة اللغوية، كي لا يقعوا في الخطأ مرة أخرى".
ورأى أن "اللغة العربية هُضم حقها في خضم الثورة المعلوماتية التي تجتاح العالم"، معربا عن سعادته للاستجابة المتزايدة من قبل المواقع الإلكترونية المحلية؛ لتصحيح الأخطاء الواردة في بعض المواد الخبرية.
الحاجة ماسة
وأكد صاحب المبادرة الذي يقيم في مدينة خان يونس، بجنوب قطاع غزة، أنه يعمل على تطوير مبادرته بالتعاون مع بعض المؤسسات الصحفية والجامعات الفلسطينية، وذلك في سبيل إعادة الاعتبار للغة العربية، سواء على صعيد الإعلام المكتوب أم المسموع أم المرئي"، معتبرا أن "انصراف البعض إلى الاهتمام باللغات الأجنبية على حساب لغتنا العربية؛ أمر مؤسف للغاية".
وحول تعزيز التعامل باللغة العربية السليمة؛ قال المصري إن "العمل الذي أقوم به لا يكفي وحده، وتعزيز اللغة العربية السليمة يتطلب جهدا مشتركا أطمح أن أجد من يساهم معي في تحقيقه في المستقبل القريب"، لافتا إلى أن "العديد من الصحفيين والخطباء بحاجة ماسة إلى تطوير مهاراتهم اللغوية".
ورغم العقبات و"الحرج" الذي وقع فيه المصري بسبب رصده بعض الأخطاء اللغوية؛ فإنه عازم على المضي قدما في نشر تصحيح الأخطاء، حتى "يأتي ذلك اليوم الذي أتصفح فيه المواقع الإخبارية ولا أجد فيها أي خطأ" كما قال، مشددا على أن "مستقبل الفكرة التي تحملها المبادرة؛ مبني على مدى تعاون وتفاعل المختصين والصحفيين والمهتمين معها".
وحول نصيحته للوسائل الإعلامية التي تعتمد
لغة الضاد في نشرها؛ قال المصري إنه "يجب عليها عدم إهمال اللغة وقواعدها من أجل سرعة نقل الخبر"، مؤكدا أنه "لا يوجد فصل بين أهمية سرعة نقل الخبر، وبين تدقيقه لغويا، فكلاهما يكمّل الآخر، وذلك من أجل الخروج بخبر يقبله القارئ".