فاجأ فوز المرشح الجمهوري، دونالد
ترامب، بمنصب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الكثيرين، غير أنه كشف أيضا ضعف الإمبراطورية الإعلامية التي واجهته ووقفت إلى جانب المرشحة الديمقراطية هيلاري
كلينتون.
ودعم عدد كبير من المشاهير، وممثلي هوليوود والقنوات الأمريكية والصحف، الديمقراطية كلينتون، وأجمعت استطلاعات الرأي على أنها متقدمة على ترامب، وبفارق كبير أحيانا.
وهدم فوز ترامب مصداقية استطلاعات الرأي التي أجرتها مؤسسات عدة كان أبرزها ما أجرته وكالة "رويترز" بالتعاون مع "إبسوس".
وفاز الملياردير الأمريكي الذي لا يملك أي خبرة سياسية الأربعاء، في الانتخابات الرئاسية، في "زلزال سياسي"، وفق ما وصفته الصحف والمواقع الأمريكية في تغطيتها.
وحصد ترامب 279 من أصوات المجمع الانتخابي، مقابل 228 لمنافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون.
الأكاديمي والخبير الإعلامي حسن الراشدي، أوضح لـ"
عربي21" أن فشل استطلاعات الرأي في توقع فوز ترامب أثبت أنها أجريت دون طريقة عملية دقيقة، وأن المؤشرات لم تكن موحدة.
وأشار إلى أن هناك من يعتقد أن تصويتا سريا هو ما أفضى إلى فوز ترامب حيث صوت أنصار الديمقراطيين لصالح الجمهوري ترامب، وهو الأمر الذي لم تتوقعه استطلاعات الرأي.
وعن الطريقة التي هزم بها ترامب الإعلام المضاد له، قال الراشدي إن ترامب خاطب فئة خاصة من المهمشين، والعاطلين عن العمل، والمحاربين القدامى ومنهم المصابون، وأولئك الذين تضرروا من النظام الصحي للرئيس أوباما.
ولفت إلى أن الإعلام الذي فشل في امتحان انتخابات الرئاسة الأمريكية، يجب عليه أن يتعامل في المستقبل مع البيانات والمؤشرات بمهنية وطريقة سليمة وبحيطة كبيرة.
كما أشار الراشدي إلى أن التصويت أثبت أن المجتمع الأمريكي مجتمع ذكوري يرفض أن تقوده امرأة في هذه المرحلة.
استطلاعات مضللة
ومن أبرز الاستطلاعات كان استطلاع أجرته "رويترز" و"إبسوس"، قبل ساعات فقط من توجه الناخبين الأمريكيين للإدلاء بأصواتهم أفاد بأن فرص كلينتون في هزيمة ترامب والفوز بالسباق الرئاسي تصل إلى نحو 90 في المائة.
وأظهر الاستطلاع الذي نشر الاثنين ويأتي ضمن مشروع (ستيتس أوف ذا نيشن) أن وزيرة الخارجية السابقة تتقدم على ترامب بواقع 45 بالمائة مقابل 42 بالمائة في التصويت الشعبي وأنها في طريقها لجمع 303 من أصوات المجمع الانتخابي مقابل 235 صوتا لترامب أي أنها ستتخطى العدد اللازم للفوز وهو 270 صوتا.
وأظهر استطلاع آخر لـ"فوكس نيوز" تقدم المرشحة الديمقراطية في انتخابات الرئاسة الأمريكية هيلاري كلينتون، نقطتين مئويتين على المرشح الجمهوري دونالد ترامب في السباق للانتخابات.
وأوضحت نتيجة استطلاع للرأي أجرته شبكة "إيه بي سي نيوز" وصحيفة "واشنطن بوست" أن كلينتون تتقدم بأربع نقاط مئوية على منافسها مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب.
وفي استطلاع لآراء 1763 ناخبا أمريكيا مرجحا، قال 47 بالمائة إنهم يدعمون هيلاري مقابل 43 بالمائة لترامب.
وقالت "واشنطن بوست" إن هامش الخطأ 2.5 نقطة مئوية بالزيادة أو بالنقصان.
وأوضح استطلاع منفصل للرأي نشرته "بلومبيرغ بوليتكس-سيلزر أند كو" تقدم كلينتون بثلاث نقاط مئوية على منافسها.
خيبة أمل
ومع ظهور النتائج، فقد بدا الإعلام الإخباري الأمريكي يحاسب نفسه على طريقة تعامله مع انتخابات العام 2016 الرئاسية، وكيف أنه أخفق في عدم توقعه اتجاه المرشح الجمهوري نحو الفوز.
ورأى مراقبون أن الإعلام قدم "دعاية مجانية" لترامب بمهاجمته.
الكاتبة حول قضايا الإعلام في صحيفة "واشنطن بوست" مارغريت ساليفان، حمّلت العام 2016 "فشلا ذريعا" للإعلام الإخباري.
وكتبت ساليفان: "أقولها بصراحة، وسائل الإعلام أخطأت في الخبر".
وأوضحت أنه "في النهاية، اتضح أن عددا ضخما من الناخبين الأمريكيين يريد أمرا مغايرا. ورغم أن هؤلاء الناخبين عبروا عن ذلك".. وقال الكاتب حول قضايا الإعلام في "نيويورك تايمز" جيم روتنبرغ، إن غالبية المؤسسات الإخبارية أساءت تفسير "النبض المعقد" للبلاد.
ورأى أستاذ الصحافة في جامعة "نورثيسترن" دان كينيدي، أن ترامب "فهم مناخ الإعلام المعاصر أكثر من أي شخصية عامة أخرى وتمكن من استغلاله بحيث جعل نفسه النجم".
وألقى نجوم هوليوود والفنانون الكوميديون وصناع الأفلام، بثقلهم خلف كلينتون. وذكرت مجلة "فارايتي" نقلا عن مركز "ريسبونسيف بوليتكس" هذا الأسبوع، أن مصادر في قطاع الترفيه ساهمت بمبلغ 22 مليون دولار في حملتها.