أعلنت الهيئات الثورية العاملة في حي
الوعر في مدينة
حمص، الإثنين، وقف جميع الفعاليات التعليمية والدراسية في الحي، نظرا للتصعيد العسكري المفاجئ الذي بدأه النظام السوري ضد الحي، بعدما فشلت ضغوطه لإفراغ الحي من سكانه ومقاتليه.
وقد أسفر القصف الذي بدأ الأحد؛ عن مقتل خمسة من المدنيين بينهم طفل، كما منعت قوات بشار الأسد المنظمات الإنسانية، مثل الهلال الأحمر أو الصليب الأحمر أو الأمم المتحدة، من إخراج المصابين الذين هم بحاجة ماسة لتلقي علاج طبي خارج الحي.
وجاء قصف قوات النظام لحي الوعر، بحسب مصادر ميدانية، عقب ثبات وفد التفاوض الممثل للحي على قرار عدم قبول إخراج المقاتلين منه نحو الشمال السوري، إلا بعد قيام نظام الأسد بالإفراج عن آلاف المعتقلين من أبناء الحي؛ الموجودين في سجونه، حيث أصرت لجنة التفاوض على موقفها "لا لخروج المقاتلين من الحي دون إطلاق سراح المعتقلين".
وأكد مدير مركز حمص الإعلامي، أسامة أبو زيد، على عدم وجود سبب للتصعيد العسكري الذي بدأه النظام يوم الأحد على الحي، مشيرا إلى قيام النظام باستبدال اجتماع التفاوض الذي كان من المفترض عقده في ذلك اليوم، بين محافظ حمص وممثلي حي الوعر، بالمدفعية والقذائف، والتي خلفت خمس ضحايا من المدنيين.
وقال أبو زيد لـ"
عربي21"؛ إن اللجنة الممثلة لحي الوعر في ملف التفاوض مع النظام، وكذلك ثوار الحي، متمسكون بملف معتقلي الحي في سجون النظام، والبالغ عددهم 7365 مدنيا بينهم 50 امرأة، وموزعون على عدة سجون كـصيدنايا، وأمن الدولة، وسجون دمشق، مشيراً إلى أن قائمة أسماء المعتقلين سلمت للأمم المتحدة وكذلك للنظام السوري.
ورفض نظام الأسد الإفراج عن أي معتقل من أبناء الحي، رغم موافقته وتعهداته السابقة بإطلاق سراحهم، ولكن ما إن وصلت المفاوضات إلى بند المعتقلين، نكث العهد وطالب المقاتلين الموجودين في الوعر بالخروج منها دون أي مقابل.
وأشار مدير مركز حمص الإعلامي إلى أن سبب التصعيد الأخير للنظام سببه معرفته المسبقة بثبوت الأهالي داخل حي الوعر على مطالبهم بالإفراج عن المعتقلين قبل خروج أي مقاتل من الحي، لافتاً إلى أن محافظ حمص طلال البرازي استبق الهجمة العسكرية على الوعر بالتهرب من الاجتماع مع أهالي الحي بعد تذرعه بحجة "الانشغال".
كما لفت أبو زيد إلى عدم تواجد للروس أو لحزب الله في الاجتماعات التي تعقد بين وفد الحي والنظام، ولكنه أوضح أنه في عملية إخراج مقاتلين من الحي نحو الشمال السوري قبل أشهر، كان هنالك تواجد لضابط عسكري روسي على أحد مفارق الحي، وقد تحدث عبر إعلام الأسد الرسمي والموالي عن دعمه الكامل للأسد في ترسيخ سياسة الهدن والاتفاقيات، كما ألمح ذلك الضابط الروسي إلى استمرار الضغط العسكري للمناطق التي تقف في وجه مشاريع التغيير الديمغرافي في
سوريا، وذلك بحضور شخصيات قيادية للنظام منها محافظ حمص، ورئيس فرع أمن الدولة في حمص عقاب عباس.
أما الناشط الميداني في الوعر محمد الحميد، فقد قال لـ"
عربي21"؛ إن النظام السوري تذرع قبيل تصعيده العسكري على الوعر بقنص أحد عناصره في بساتين الحي من قبل الثوار، حتى يبرر حملته العسكرية على أكثر من 75 ألف مدني يقطنون الحي.
وأوضح الناشط الميداني أن القصف المكثف عطّل الحياة المدنية بشكل كامل في الحي، "وجعلها في حالة شلل، وسط مخاوف كبيرة بين الأهالي جراء تعمد مدفعية النظام استهدف المناطق السكنية المكتظة".
وأكد الحميد أن الحياة كانت تجري بشكل طبيعي في أرجاء الحي قبيل بدء القصف، ولكن بسبب توالي سقوط القذائف أغلقت المحال التجارية أبوابها بشكل كامل، وتوقفت الحركة في الأسواق، منوها إلى أن التصعيد الأخير لم يسبقه أي تهديدات من قبل الأسد، وخطورته تكمن بإمكانية سقوط عدد أكبر من الضحايا المدنيين.
ونوه، إلى أن لجنة التفاوض التي تمثل حي الوعر، آخر معاقل الثوار في حمص المدينة، أوفت والتزمت بكافة النقاط المناطة بها حول قضية التفاوض مع النظام، ولكن الأخير يتعمد اللجوء للحل العسكري للتهرب من ملف المعتقلين الذي يرفض الحي ولجنته التنازل عنه بشكل كامل.