أكد عمار سقار، الناطق العسكري باسم تجمع "فاستقم كما أمرت"، الذي يشارك في معارك فك الحصار عن حلب، أن "هدف ملحمة حلب الكبرى، يتجاوز فك الحصار عنها إلى طرد النظام منها"، مشيرا إلى أن المرحلة الأولى منها، والمتمثلة بفك الحصار "تحتاج أياما".
وقال سقار، في تصريحات خاصة لـ"عربي21"، الجمعة، إن "جميع فصائل الثورة السورية الموجودة
حلب وإدلب مشاركة في ملحمة حلب الكبرى، وفي كسر الحصار عن المدنيين في أحيائها الشرقية"، ومنها: تجمع "
فاستقم كما أمرت"، جبهة فتح الشام، حركة أحرار الشام الإسلامية، جيش الإسلام، الفرقة الوسطى، الجبهة الشامية، الفوج الأول، أجناد الشام، حركة أنصار الدين، فيلق الشام، بنسب ومهمات مختلفة.
وأوضح سقار أن التنسيق بين هذه الفصائل عال جدا، ويتم من خلال "تحديد ساعة صفر وبدء للعمل".
وقال التجمع إنه لا يمكن تحديد التوقيت بشكل دقيق، بسبب الظروف وصعوبة المعركة؛ مستدركا بقوله إن التقدم الحالي يظهر أن المرحلة الأولى من الملحمة، المتمثلة بفك الحصار عن أحياء حلب الشرقية "لن يحتاج أكثر من أياما".
اقرأ أيضا: الثوار يعلنون جولة جديدة من "ملحمة حلب" لفك الحصار (شاهد)
وأشار سقار إلى أن "الملحمة"، التي انطلقت مرحلة جديدة منها الجمعة، "خطط لها تخطيط عسكري دقيق جدا منذ وقت سابق"، مؤكدا أن التنسيق عال جدا بين الفصائل، وسيتجاوز هدف فك الحصار الأولي إلى تحرير المدينة كاملة من النظام السوري والمليشيات المؤيدة له، والوصول إلى أحياء لم يسيطر عليها الثوار في وقت مسبق، مثل "ضاحية الأسد"، بحسب قوله.
وأوضح الناطق باسم التجمع أن ما يميز هذه المرحلة هو "استخدام المدفعية الثقيلة والسلاح الثقيل بكثافة"، مشيرا إلى أن ضربات صواريخ الغراد "أحرقت المناطق المستهدفة وحيدت مرابط مدفعية النظام، في: جبل عزان، والأكاديمية العسكرية، والكليات العسكرية"، مما منع النظام من استخدام المدفعية.
تحييد الطيران
وأشار تجمع "فاستقم" إلى أن أهم ما حصل في المعركة كان بثلاثة إستراتيجيات، أولها: "التوغل في كتل سكنية متراصة، مما يفقد الطيران كثيرا من فعاليته"، مشيرا إلى عجز النظام عن السيطرة على "مشروع 1070 شقة"، والتي سيطروا عليها في معركة فك الحصار الأولى في آب/ أغسطس الماضي، رغم سيطرته على بقية المناطق "لأنها مفتوحة وسهلة السيطرة".
والإستراتيجية الثانية، بحسب سقار، هي "اختيار يوم غائم وممطر"، موضحا أن هذا قلل من قدرة النظام على رصد الأهداف بنسبة كبيرة"، أما الإستراتيجية الثالثة فهي "التحرك السريع، متمثلا بالسيطرة على المناطق الجديدة، لأجل تحييد الطيران".
"الملحمة" و"درع الفرات"
وأكد سقار، أن "ملحمة حلب الكبرى" في المدينة، ضد النظام السوري والمليشيات المؤيدة له، وعملية "درع الفرات"، المدعومة عسكريا، في ريف حلب الشمالي ضد تنظيم الدولة ووحدات الحماية الشعبية، "لن تتأثرا أو تؤثرا عسكريا بعضهما ببعض".
وأوضح الناطق الرسمي باسم "فاستقم كما أمرت"، الذي يشارك في العمليتين، أن "كل جبهة منفصلة قواتها عن الجبهة الأخرى"، مؤكدا أن كلتا العمليتين تصبان في صالح الثورة السورية وتضربان أعداءها.
وتابع: "نعلم أن كل عمل عسكري ضد تلك العصابات المجرمة، ونتحدث عن عصابات الأسد والبي كي كي وداعش، الذين طعنوا في الثورة السورية، يصب في صالح الثورة"، مؤكدا أن الهدف واحد من كل هذه العمليات وهو "إسقاط النظام تحرير البلاد"، بحسب تعبيره.
وأكد سقار أن "السويعات الأولى من الملحمة شهدت تقدما بشكل كبير وكسر لخطوط الدفاع التي كانت تعتبر قلاعا بالنسبة للنظام"، مشيرا إلى أن "هناك حالة تخبط في صفوف العصابات وانسحابات بالجملة وانهيار كامل من الضربات الأولى"، بحسب قوله.
وكانت فصائل المعارضة المسلحة بدأت الجمعة جولة جديدة من المعارك التي تهدف لفك الحصار عن أحياء حلب الشرقية، باسم "ملحمة حلب الكبرى"، بحسب ما أعلن ناشطون، كما تمكنوا من السيطرة على معمل الكرتون ومناشر منيان غرب حلب، كما تقدموا في ضاحية الأسد، بالإضافة لقصف كثيف لمطار النيرب العسكري بصواريخ الغراد.