اتّهم المنظر الإسلامي السوري "أبو بصير
الطرطوسي"، المنظر الآخر "أبو محمد
المقدسي"، بسرقة الكتاب الشهير "
ملة إبراهيم".
وبالرغم من مرور سنوات طويلة على تأليف المقدسي للكتاب، إلا أن الطرطوسي اتهمه بسرقته من السعودي
جهيمان العتيبي، الذي احتل الحرم المكي الشريف قبل 36 عاما.
وكتب "الطرطوسي" على حسابه في "فيس بوك": "الرجل لا يدع مناسبة إلا ويتباهى بنسبة الكتاب إليه، وعند المتابعة، وجدت أن كتاب "ملة إبراهيم" ليس له، وإنما هو لجهيمان العتيبي، الذي أحدَث الحدَث المعروف، والمرفوض، عندما اقتحم الحرم المكي. غفر الله له".
وتابع: "جهيمان له رسالة مبثوثة ضمن كتاب يحتوي على مجموع رسائله، عنوانها (ملة إبراهيم) ص449، وهي من حيث الحجم بالحجم ذاته أو أكبر بقليل من كتاب (ملة إبراهيم)، المنسوب للمقدسي..!".
وأضاف الطرطوسي: "إذن، عنوان الكتاب هو لجهيمان السابق، وليس للمقدسي اللاحق...!".
ومن المتشابهات التي ذكرها "الطرطوسي" في الكتابين، قوله: "قال جهيمان في كتابه (تقوم ملة إبراهيم على أصلين: 1- إخلاص العبادة لله وحده. 2- التبرؤ من الشرك وأهله)، يقول المقدسي في كتابه المنسوب إليه (ملة إبراهيم هي: ا- إخلاص العبادة لله وحده. 2- البراءة من الشرك وأهله)".
وعلق الطرطوسي على العبارتين، قائلا: "اختلفت عبارته عن عبارة جهيمان فقط في كلمة (البراءة)، فجهيمان قال: (التبرؤ)، بينما المقدسي قال: (البراءة)".
واتهم الطرطوسي المقدسي بتقليد أسلوب جهيمان العتيبي، وأخذ أفكاره، والاستدلال بأدلته ذاتها، والاقتباس حرفيا منه، دون الإشارة إليه.
وتابع: "للإنصاف، فإن الرسالة الأصل (ملّة إبراهيم) لجهيمان العتيبي غفر الله له أشمل، وأنفع، وأحكم في بابها، من الكتاب المنسوب للمقدسي، كما أن جهيمان -على شدته التي عرف بها- ظهر في كتابه عندما تكلم عن واقعه بأنه أكثر إنصافا، وأكثر أدبا، وأقل فجورا من المقدسي عندما تكلم عن واقعه، وأراد إنزال النصوص على الواقع.. فليس المزوّر -مهما كان منمّقا- كالأصلي.. وليس المتشبّع كالمستغني!!".
بدوره، ردّ المقدسي على اتهامات الطرطوسي، بالقول: "يبدو أن أحدهم اكتشف بعد 3 عقود من نشر كتابي "ملة إبراهيم" بأنه مسروق من كتاب لجهيمان!".
وتابع: "عيب أن تسكت عن ذلك سابقا، وتدعيه بعد الخصومة، أين كنت قبل ذلك؟" في إشارة إلى أن اتهامات الطرطوسي جاءت بعد الخصومة بينهما.
وأضاف المقدسي: "ودليله المضحك على دعواه اتحاد تعريفنا للملة بـ(إخلاص العبادة لله وحده، البراءة من الشرك وأهله)، وهذا كلام ابن عبد الوهاب بحروفه، وابن تيمية، وغيرهما".
وفي تأكيده على الاختلاف الجوهري بين الكتابين، قال المقدسي: "ملّة إبراهيم عند جهيمان تعتبر الخارج على الحكام غادرا، والجهاد بلا هجرة مكانية خطأ، فهل هي في كتابي كذلك؟".
وأردف قائلا: "من قرأ الكتابين ميّز بين المنهجين بوضوح، ولا يدعي أن الكتابين أخذ أحدهما عن الآخر إلا من يقرأ بعين أعماها عن التمييز حقدُها وفجورها في الخصومة".
واتّهم المقدسي الطرطوسي بأنه لجأ لرميه بـ"السرقة"، بعد أن "أزعجه نقدنا لانحراف فصائل يزكونها عن ملّة إبراهيم، وفشلوا في إسكاتنا عن إنكار هدمها لعرى التوحيد".
وأضاف: "خلط الأوراق يفعله المأزوم، حادوا إلى التدليس".
"أبو بصير الطرطوسي"، بدوره، عاد للرد على رد المقدسي، قائلا إن "المقدسي يدلّس في رده"، متحدثا عن تعريف ملة إبراهيم لدى ابن تيمية وابن عبد الوهاب".
وتابع: "لم يكن الحديث عن تعريف ملة إبراهيم لا عند جهيمان ولا عند المقدسي، وإنما كان الكلام عن أصول ملة إبراهيم، التي تقوم على أصلين، وركنين، فتطابق كلام المقدسي مع كلام جهيمان في اللفظ، وفي تقسيم أصول الملة إلى نقطتين".
وتساءل: "فلمَ أراد المقدسي أن يستبدل هذا وينكره، ويغطي عليه بالحديث عن التعريف؟ وأنه مجرد تطابق في التعريف؟".
ووصف الطرطوسي المقدسي بأنه "متكبر"، ويرفض الاعتراف بأخطائه.