عادت عمليات
الخطف مجددا إلى الواجهة في الشمال السوري عامة ومدينة إدلب وريفها خاصة منذ 6 أيلول-سبتمبر الماضي، مستهدفة بشكل رئيسي عناصر في
المعارضة السورية المسلحة، الأمر الذي أحدث تخوفا بين العناصر من التجول ليلا دون سلاح وسط تسيب أمني من قبل حواجز فصائل المعارضة المتمركزة على الطرقات في إدلب وريفها.
وأوضح مصدر أمني في "جيش الفتح" لــ"
عربي21" رفض الكشف عن اسمه لأسباب أمنية، أن الكتيبة الأمنية كانت قد ألقت القبض على مجموعة كانت تقوم بزرع العبوات الناسفة مستهدفة قيادات في "جيش الفتح" وفصائل المعارضة المسلحة بشكل عام، إلا أن عمليات الخطف في الشمال السوري عادت من جديد، ونتوقع بأن المجموعة التي تقوم بعمليات الخطف تابعة للمجموعة ذاتها التي كانت تقوم بالتفجيرات في مدينة إدلب وريفها.
وبين المصدر: "أبلغنا
الكتائب الأمنية التابعة لـ"حركة
أحرار الشام الإسلامية" وعددا من الفصائل المنضوية في "جيش الفتح" بضرورة تدقيقهم على الحواجز وتفتيش جميع المارة من المدنيين والفصائل، مع ضرورة انتشار الدوريات الأمنية في المدن والبلدات التي يتم خطف العناصر بها كمدينة إدلب ومدينة معرة النعمان، ولكن لم نتمكن بعد من إلقاء القبض عليهم لعدة أسباب منها اشتعال الجبهات وتقدم النظام السوري وحلفائه الإيرانيين إلى حلب، حيث توجهت الكتائب الأمنية المختصة بهذا الأمر إلى جبهات حلب لمؤازرتنا، وما زلنا نبحث عن المجموعة التي تقوم بهذه العمليات لمحاسبتهم".
وروى أحد العناصر، وهو "محمد أبو هاجر"، لــ"
عربي21" حادثة اختطافه قائلا: "ذهبت مع صديقي ليلا لشراء بعض الاحتياجات من مدينة معرة النعمان الواقعة في
ريف إدلب الجنوبي، وكنت أقود دراجة نارية، وعند جسر بلدة تل منس الواقعة على أوتوستراد دمشق – حلب الدولي ظهرت أمامنا سيارة مغلقة من نوع (فان) فاضطررت للتوقف، وهنا ترجل من السيارة مسلحون أجبروني أنا وصديقي على النزول من الدراجة النارية".
وتابع: "كان بحوزة صديقي بندقية ولم يستطع الدفاع عنا، حيث اقتادونا إلى السيارة وغطوا أعيننا كي لا نعلم إلى أين نحن ذاهبون، كانوا ملثمين واستطعت تقدير عددهم بستة أشخاص، أما المكان الذي اقتادونا إليه فكان بعيد جدا، حيث استغرقت المسافة ساعة وربعا".
وأردف "أبو مهاجر" قائلا: "وضعونا في غرفة مظلمة وبقينا ما يقارب الساعتين ومن ثم أتى إلينا رجل من هذه العصابة للتحقيق معنا دون أن نستطيع رؤية وجهه أو أن نعرف إلى أي فصيل ينتمي، ومع كل سؤال لم نجب عنه كانوا ينهالون علينا بالضرب المبرح، ومع ذلك لم نجب عن شيء، حيث كانت معاملتهم كمعاملة أفرع الأمن والمخابرات، وبقينا دون طعام أو شراب، عدا الكلمات النابية التي وجهوها لنا".
ويستطرد "أبو مهاجر" قائلا: "بقينا ما يقارب الخمسة أيام ولم نعلم أين نحن متواجدون، ومن شدة الضرب وتمنعنا عن الإجابة عن أسئلتهم، قاموا بأخذ بندقية صديقي ودراجتي النارية ووضعونا في سيارة مغلقة وهم يشتموننا بهدف استفزازنا، وبعد ما يقارب الثلاث ساعات، دفعونا من السيارة بأقدامهم، وبعد قليل من الوقت جاء إلينا رجل ورفع اللثام عن أعيينا وأخذنا إلى بيته لمساعدتنا وإذ نحن في بلدة تدعى تل بطيخ في ريف إدلب".
ويبين: "قام الرجل صباح اليوم التالي بإيصالنا إلى مقرنا، حيث أبلغنا قائد مجموعتنا عن الذي حدث معنا، وعن تسيب الحواجز المتمركزة على الطرقات العامة من الناحية الأمنية، متسائلين أين هو دور الفصائل المقاتلة، حيث تتكرر هذه الحادثة كل فترة بخطف عنصر أو عنصرين من فصائل المعارضة المسلحة، الأمر الذي أحدث بلبلة بين المدنيين الذين تخوفوا من أن تكون المجموعة التي تقوم بعمليات الخطف تابعة للنظام السوري".
وطالب "أبو مهاجر" جميع الفصائل العاملة في الشمال السوري أن تقوم بنشر الكتائب الأمنية ليلا، وإلقاء القبض على هذه العصابة بأقصى سرعة، لأننا نفقد أبطالا ضحوا بكل ما يملكون من أجل نصر الثورة السورية.