قال تلفزيون "آر تي" الاثنين، إن بنك "
نات ويست" البريطاني أغلق جميع حساباته، في قرار اتخذه من جانب واحد، في خطوة نفت الحكومة البريطانية أي علاقة لها بها.
وكتبت رئيسة التحرير في التلفزيون، مارغريتا سيمونيان، في تغريدة: "لقد أغلقوا حساباتنا في
بريطانيا. أغلقوا جميع حساباتنا".
وذكرت لاحقا أن البنك لم يمنع وصول التلفزيون إلى حساباته، وأن باستطاعته سحب أمواله. وصرحت لوكالة تاس الرسمية للأنباء قائلة: "نعتبر هذا القرار سياسيا تماما".
وقالت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، إنها "ستطالب السلطات البريطانية بتوضيح الأمر".
وألمحت إلى أن القرار يمكن أن يكون "تم الاتفاق عليه مع الأوساط الرسمية في لندن؛ للقضاء على مصدر إخباري غير مريح للسلطات البريطانية".
وقالت إن هذا "انتهاك خطير لمبادئ حرية التعبير الأساسية".
إلا أن الحكومة البريطانية نفت أي ضلوع لها في شؤون بنك "نات ويست".
وقال المتحدث باسم رئيسة الوزراء تيريزا ماي، لوكالة فرانس برس: "المسألة تعود إلى البنك، وهو من يقرر لمن يقدم خدماته، استنادا إلى استعداده الخاص لمخاطر".
ولم تفرض الحكومة البريطانية أي عقوبات أو التزامات تتعلق بروسيا على البنوك البريطانية منذ شباط/ فبراير 2015.
وفي بيان إلى وكالة فرانس برس، وصف تلفزيون "آر تي" هذه الخطوة بأنها "غير مفهومة، وتأتي دون إنذار". وأضاف إنها تأتي بعد "إجراءات لا حصر لها" قامت بها بريطانيا وأوروبا؛ "لإغلاق أو عرقلة عمل آر تي".
ونشر التلفزيون لاحقا على موقعه رسالة من بنك "نات ويست"، يعود تاريخها إلى 12 تشرين الأول/ أكتوبر، جاء فيها أنه راجع الترتيبات المصرفية مع التلفزيون، "وتوصل إلى نتيجة أننا لن نقدم هذه التسهيلات بعد الآن".
وقال البنك إنه سيغلق حسابات التلفزيون الروسي بحلول 12 كانون الأول/ ديسمبر.
وفي رد على إعلان التلفزيون، قال بنك "نات ويست" إن "هذه قرارات لا نأخذها باستخفاف. ونحن نراجع الوضع، ونتصل بالعميل؛ لمناقشة هذه المسألة بشكل أوسع (..) والحسابات البنكية لا تزال مفتوحة وعاملة".
وقالت سيمونيان لموقع "آر بي كاي" المتخصص بالأعمال إنه "ليس لديها فكرة" حول سبب إغلاق الحسابات، إلا أنها قالت إن الإجراء ربما يكون مرتبطا بـ"أننا نتوقع عقوبات بريطانية وأمريكية جديدة ضد
روسيا (..) ربما يكون الأمر مرتبطا بذلك".
وأضافت لتلفزيون "روسيا-24": "لا يوجد أي سبب (لإغلاق الحسابات)، عملنا شفاف للغاية، وأمورنا المالية شفافة للغاية".
وأشارت إلى أن القرار يشمل بعض الحسابات الشخصية لكبار الموظفين العاملين في بريطانيا.
ويقدم تلفزيون "آر تي"، الذي كان يعرف باسم "روسيا اليوم"، الأخبار من وجهة نظر الكرملين، وواجه انتقادات بأنه أداة دعائية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
والعلاقات بين روسيا وبريطانيا عند أدنى مستوياتها منذ الحرب الباردة؛ بسبب الأزمة في أوكرانيا، والتدخل العسكري الروسي في سوريا.
ولم يظهر أي مؤشر على علاقة الحكومة البريطانية بقرار البنك.
وربطت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زخاروفا، بين القرار وبين خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وقالت على صفحتها على فيسبوك: "يبدو أنه بقرارها الخروج من الاتحاد الأوروبي، فقد قررت بريطانيا أن تترك في أوروبا جميع التزاماتها بحرية التعبير".