نجحت
المقاومة الشعبية المؤيدة للشرعية في فتح جبهة جديدة في المعقل الرئيس لجماعة "أنصارالله" (الاسم الرسمي للحوثي) في محافظة صعدة في أقصى شمال الشمال، انطلاقا من مدينة نجران السعودية الحدودية مع
اليمن.
الهجوم الذي بدأته فصائل المقاومة الشعبية بإسناد من قوات التحالف، قبل أيام باتجاه منفذ البقع الذي يقع على بعد (150) كيلومترا من مدينة صعدة وعلى بعد 100 كم من نجران جنوب غرب المملكة، وتوغلها كيلومترات عدة في المنطقة التي يقع ضمنها المنفذ شرق صعدة.
المقاومة، وعبر جبهة البقع، تسعى إلى توجيه ضربة قاصمة للحوثي في مركز النفوذ التقليدي له (صعدة) وهو ما دفع بمسلحي جماعة الحوثي وحلفائهم لتغيير قواعد الاشتباك من الهجوم إلى الدفاع، لطالما كانت هذه المنطقة وغيرها من مناطق الشريط الحدودي مع المملكة، نقاط لانطلاق هجماتهم باتجاه البلدات ومواقع تمركز الجيش السعودي.
الجديد في الأمر، أن فتح المقاومة جبهة جديدة في العمق للحوثيين قضى على اتفاق "ظهران الجنوب" بالسعودية الموقع بين ممثلين عن الحوثي والجانب السعودي في آذار/ مارس من العام الجاري لوقف العمليات العسكرية على جانبي الحدود بين البلدين.
وفي هذا الإطار، رأى الخبير العسكري في شؤون النزاعات المسلحة، علي الذهب، أن تشكل هذه الجبهة إسقاط واضح على الاتفاق الذي أبرمه الحوثيون مع المملكة في ظهران الجنوب، منذ بضعة أشهر.
وقال في تصريح خاص لـ "
عربي21" إن تزايد العمليات العسكرية للحوثيين ضد البلدات السعودية إما عبر الهجوم برا أو بواسطة الصواريخ؛ فرض على السعوديين إيجاد منطقة عازلة بينهم وبين مناطق سيطرة الحوثي في محافظتي صعدة وحجة (شمالا) وهو ما تسعى إليه الرياض.
ولفت "الذهب" إلى أن هناك محددان لفتح جبهة للمقاومة في عمق النفوذ لجماعة الحوثي الأول، يكمن في مسعى سعودي لتأمين مدنهم المتاخمة لمحافظتي حجة وصعدة، بما يتيح لسكان تلك المدن من العودة إليها بعد نزوحهم منها جراء الهجمات الحوثية.
أما المحدد الثاني، فإنه لا يخرج عن هدف السلطات الشرعية في استعادة الدولة ودحر الانقلاب الحوثي التي كانت أول تحركاته التوسعية من هذه المناطق، وفق تعبيره.
وأشار الخبير اليمني أن الحوثيبن عمدوا استعدادا لهذه التحركات إلى "رفع يد الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح عن بعض ألوية الاحتياط (الحرس الجمهوري)، وإخضاعها إلى شقيق زعيم
الحوثيين، عبدالخالق الحوثي، تحاشيا لأي عمل مناوئ لها من قبل قادة هذه الوحدات أو من قبل صالح نفسه، كما يبدو أنهم سيدفعون بهم في هذه الجبهة بعد أن فقدوا الكثير من رحالهم في تعز والبيضاء والجوف جنوب ووسط وشمال شرق البلاد".
وبدأت سلطات الرئيس عبدربه منصور هادي، بتشكيل مجاميع عسكرية تابعة للمقاومة الشعبية سبق لها وأن خاضت معارك مع الحوثيين في جولات سابقة، في إطار المقاومة الشعبية المساندة له بقيادة القيادي في المقاومة، هاشم السيد، والشيخ مصلح بن أثله الوائلي.
وكان محافظ محافظة صعدة المعين من الرئيس اليمني، هادي طرشان، قد أعلن نهاية الأسبوع الماضي عن إحراز المقاومة الشعبية تقدما نوعيا في منطقة البقع، حيث تمكنت من السيطرة على مدرج ترابي خاص بالطيران المروحي، إضافة إلى التوغل باتجاه مركز البقع الحدودي مع المملكة.