أعلنت الولايات المتحدة أنها مستعدة لتوجيه ضربات جديدة ضد المتمردين
الحوثيين في
اليمن إذا واصلوا هجماتهم ضد السفن الأمريكية قبالة سواحل البلاد، وفقا لمسؤولين أمريكيين. وقال مسؤول في وزارة الدفاع: "يجب أن يتوقفوا. لن نتردد في توجيه ضربات جديدة" إذا لزم الأمر".
وشن الجيش الأمريكي، الخميس، ضربات بصواريخ كروز على ثلاثة مواقع رادار ساحلية في مناطق خاضعة لسيطرة الحوثيين الموالين لإيران في اليمن ردا على هجمات صاروخية فاشلة هذا الأسبوع على مدمرة للبحرية الأمريكية، طبقا لمسؤولين أمريكيين.
وبعد عدة ساعات قالت وكالة "تسنيم" شبه الرسمية للأنباء، إن إيران أرسلت سفينتين حربيتين إلى خليج عدن يوم الخميس لتنتزع لنفسها موطئ قدم عسكريا في المياه قبالة اليمن.
وأكدت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) فيما يبدو على الطبيعة المحدودة للضربات التي استهدفت الرادار المستخدم في إطلاق ثلاثة
صواريخ على الأقل على المدمرة الأمريكية ماسون في يومي الأحد والأربعاء.
وقال المتحدث باسم البنتاغون، بيتر كوك، "هذه الضربات المحدودة للدفاع عن النفس نفذت لحماية أفراد جيشنا وسفننا وحرية الملاحة في هذا الممر الملاحي المهم".
وقال مسؤولون أمريكيون، طلبوا عدم نشر أسمائهم، إن المدمرة "نيتز" أطلقت صواريخ توما هوك نحو الساعة الرابعة بالتوقيت المحلي (01:00 بتوقيت غرينتش).
وقال أحد المسؤولين: "كانت هذه الرادارات نشطة خلال الهجمات السابقة ومحاولات الهجوم على سفن في البحر الأحمر" من بينها المدمرة "ماسون"، مشيرا إلى أن مواقع الرادارات في مناطق نائية حيث خطر وقوع خسائر بين المدنيين محدود.
وقال المسؤول إن المناطق الثلاث في اليمن التي استهدفت فيها الرادارات هي قرب رأس عيسى، وإلى الشمال من المخا، وقرب الخوخة.
وذكرت مصادر بحرية لرويترز أن مواقع ضربت في منطقة الضباب بمحافظة تعز وهي منطقة نائية مطلة على مضيق باب المندب مشهورة بالصيد والتهريب.
وقالت إيران التي تدعم الحوثيين إنها نشرت سفينتين حربيتين في خليج عدن لحماية ممرات الملاحة.
وأضافت وكالة تسنيم: "تم إرسال السفينتين الإيرانيتين الحربيتين ألوند وبوشهر إلى خليج عدن لحماية السفن التجارية من القرصنة".
وأبلغ مسؤول إيراني (رويترز) أن السفينتين أرسلتا قبل بضعة أيام، لكنه رفض القول متى ستصلان هناك.
ممر آمن
كانت الهجمات الصاروخية الفاشلة على المدمرة "ماسون" التي وقع آخرها يوم الأربعاء على ما يبدو جزءا من رد الحوثيين على ما يعتقد أنها ضربة جوية للتحالف بقيادة السعودية على معزين تجمعوا في قاعة عزاء في صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون، السبت.
ونفى الحوثيون الذين يقاتلون حكومة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، المعترف بها دوليا، تورطهم في محاولة استهداف المدمرة ماسون، الأحد.
وتحدث مسؤولون أمريكيون لرويترز عن وجود مؤشرات متصاعدة على أن مقاتلين حوثيين أو موالين لهم مسؤولون عن الهجمات الصاروخية يوم الأحد والتي فشل فيها صاروخان كروز مصممان لاستهداف السفن في الوصول إلى المدمرة.
وتثير حوادث إطلاق الصواريخ إضافة إلى ضرب سفينة إماراتية في الأول من تشرين الأول/ أكتوبر تساؤلات عن مدى أمان مرور السفن العسكرية في مضيق باب المندب، أحد أكثر الممرات البحرية في العالم ازدحاما بالسفن.
ويحظى الحوثيون المتحالفون مع الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح بدعم كثير من وحدات الجيش، ويسيطرون على معظم أنحاء شمال البلاد بما في ذلك العاصمة صنعاء.
وحذر البنتاغون من أي هجمات أخرى في المستقبل.
وقال كوك: "الولايات المتحدة سترد على أي تهديد آخر لسفننا، وحركة السفن التجارية حسب الحاجة".
وعبرت الإمارات، العضو القيادي في
التحالف العربي الذي تقوده السعودية ضد الحوثيين، عن "استنكارها وقلقها الشديدين من الاعتداء المتكرر للحوثيين على السفن في المياه الدولية، في محاولة واضحة لاستهداف حرية الملاحة، وتأجيج الوضع في المنطقة واليمن بشكل خاص".
وقال مايكل نايتس، الخبير في الصراع اليمني بمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، إن الحوثيين الذين ينتمون للمذهب الشيعي ربما يتجهون للتحالف العسكري مع جماعات مثل حزب الله اللبناني.
وأضاف: "استهداف سفن أمريكية مؤشر على أن الحوثيين قرروا الانضمام لمحور المقاومة الذي يضم حاليا حزب الله اللبناني وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) وإيران".
الحوثيون يحذرون
حذر الحوثيون الولايات المتحدة من توجيه ضربات لأراض يمنية مجددا بعدما استهدفت صواريخ كروز أمريكية مواقع رادار ساحلي، الخميس، ردا على هجمات صاروخية فاشلة على مدمرة تابعة للبحرية الأمريكية.
ونقلت وكالة "سبأ" للأنباء التي يسيطر عليها الحوثيون عن العميد الركن شرف لقمان، المتحدث باسم قوات يمنية تقاتل إلى جانب الحوثيين، قوله: "الاعتداء الأمريكي المباشر واستهداف الأراضي اليمنية صباح اليوم ليس مقبولا وسيتم التعامل مع أي تطورات بما يناسبها"، مؤكدا الحق "في الدفاع عن سيادة اليمن وحماية حدودها البرية والبحرية".
وجدد نفي ضلوع قوات الحوثيين المتحالفين مع إيران في الهجمات الصاروخية على السفينة الحربية الأمريكية.
اتهام "التحالف العربي" بمهاجمة السفن الأمريكية
من جانبه، اتهم حزب المؤتمر الشعبي اليمني العام "التحالف العربي" باستجلاب عناصر من القاعدة وتنظيم الدولة في سوريا لمهاجمة السفن قبالة سواحل اليمن، وإلصاقها باللجان الشعبية التابعة للحوثيين وصالح.
وجاء في بيان صادر عن حزب المؤتمر الشعبي العام، الذي يتزعمه الرئيس السابق علي عبد الله صالح: "المؤتمر الشعبي العام وهو يدين تلك الممارسات سواء تلك التي قيل إنها استهدفت البوارج البحرية الأمريكية، أو الاعتداءات المباشرة التي قامت بها القوات الأمريكية، والتي استهدفت بلادنا على مرأى ومسمع من الجميع، يؤكد أنه ضد أي أعمال أو ممارسات من شأنها إقلاق الملاحة والسلامة الدوليين في مضيق باب المندب والبحر الأحمر".
وأكد الحزب مجددا بأن لا صلة للجيش واللجان الشعبية التابعين للحوثيين وصالح بما زعم من اعتداءات أو أعمال عسكرية عدائية ضد أي جهة في المياه الدولية، وعلى وجه الخصوص في المياه الإقليمية لليمن، بحسب البيان.
وقال مصدر في الحزب: "الجانب الأمريكي على علم ودراية من خلال قنوات دبلوماسية وخاصة، بوصول أعداد من عناصر تنظيم القاعدة وداعش إلى مطار عدن ومينائها البحري تحت مسميات عدة ليتم استخدامهم لتنفيذ أعمال إرهابية عدائية تستخدم كمبررات لتدويل وإلقاء اللوم على القوى المناهضة للعدوان السعودي الجائر".
ودعا الحزب، حكومتي الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وحكومات كل الدول التي لها تواجد بحري عسكري في المنطقة بالانتباه لمثل تلك الأعمال الإرهابية وأعمال القرصنة البحرية وما ينتج عنها من أعمال منافية لقواعد وقوانين الملاحة الدولية.
وجدّد المصدر التأكيد على أن "الجيش والقوات المسلحة اليمنية وقوات الأمن واللجان الشعبية أحرص من غيرهم على سلامة أمن الملاحة البحرية في مضيق باب المندب الاستراتيجي الهام والبحر الأحمر، وحريصة أيضا بأن تظل مياه ذلك الممر المائي بعيداً عن أي صراعات أو تحشيد عسكري، وأن يبقى ممرا آمنا للملاحة البحرية الدولية وللتجارة العالمية".