أعادت زيارة جينيفير روبنسون، محامية مؤسس موقع ويكيلكس الشهير، جوليان
اسانج، إلى مخيمات تندوف للاجئين الصحراويين في
الجزائر، للحديث عن "القضية الصحراوية" ضمن ندوة حول "حق الشعوب بتقرير مصيرها" في تندوف، الأسئلة مجددا عن أجندة الموقع، لا سيما مع التقارير التي نشرتها وسائل إعلام غربية عن أدلة متزايدة حول تناسق خطوات الموقع مع السياسة الروسية.
وقالت روبنسون، في حوار مع صحيفة "الخبر" الجزائرية، نشر الأحد بنسختها الورقية فقط: " أنا مستعدة لوضع خبرتي القانونية في خدمة القضية الصحراوية".
وأضافت روبنسون في هذا الحوار: "لم أكتشف معاناة الشعب الصحراوي إلا هذه المرة، كما اكتشفت أن الصحراويين يدافعون عن قضية عادية وتعرفت على شعب شجاع وصبور يعيش ظروفا صعبة".
وفي دعم لموقف الجزائر من الصراء الغربية، في مواجهة
المغرب، قالت محامية أسانج: "علمت أن الجزائر تقدم دعما إنسانيا كبيرا للشعب الصحراوي في اللجوء، ومن واجب المدافعين عن حقوق الإنسان في العالم أن لا يتخلوا عن الشعب الصحراوي"، بحسب قولها.
ويُعد إعلان محامية صاحب أشهر موقع تسريبات في العالم؛ دعمها للصحراويين من مخيمات تندوف في الجزائر، رسالة واضحة ضد المملكة المغربية التي تعتبر الأراضي الصحراوية جزءا لا يتجزأ من ترابها، وتمثل هذه القضية محورا حساسا في السياسة المغربية الخارجية، كما تعتبر عامل توتر مستمر للعلاقات المغربية الجزائرية.
فقد ساير موقف جينيفير روبنسون، موقف الجزائر من القضية الصحراوية، حيث كررت مطالبة الجزائر "بضمان حق تقرير مصير الشعب الصحراوي".
من جانبه، قال لحسن بوربيع، مراسل جريدة "الخبر" الجزائرية، الذي حاور محامية جوليان أسانج بمخيمات تندوف، إن "جينيفير روبنسون، تتواجد بمخيم الداخلة بتندوف، جنوب الجزائر منذ قرابة الأسبوع، حيث شاركت بندوة مع موكلها، ممثل حركة تحرير بابوا الغربية المستعمرة من طرف أندونيسيا، وهي الندوة التي شارك بها أيضا نشطاء حقوقيون".
وأفاد بوربيع المتواجد في المنطقة حاليا، لـ"عربي21"، إن "تواجد جينيفير روبنسون بالمخيمات ومشاركتها بندوة للدفاع عن حق الشعوب بتقرير المصير يعني بالضرورة أنها مناصرة للقضية الصحراوية"، على حد وصفه.
وتابع بوربيع أن محامية أسانج أكدت أنها " في خدمة الشعب الصحراوي إن طلب مني ذلك، وسأضع كل خبرتي القانونية الدولية تحت تصرفه إن شاء".
وذكر أن روبنسون أخبرته "كيف أنها مندهشة من النظام المغربي كونه دفع بكل هذا الشعب إلى اللجوء"، وتابع: " قالت لي محامية اسانج كيف لهذا الشعب أن يختار اللجوء على العيش على أرضه لولا القمع"، وفق ما نقله عنها.
وحول ما إذا كانت الجزائر مستفيدة من تواجد محامية أسانج على ترابها، بالنظر لموقفها المعروف من قضية
الصحراء الغربية، اعتبر بوربيع، في حديثه لـ"عربي21"، أن "موقف الجزائر مدعوم لأنه يساير الشرعية الدولية في هذه القضية، وتواجد هذه السيدة هنا، تفصيل بسيط في كفاح شعب طيلة 40 سنة"، على حد قوله.
لكن محامية مؤسس
ويكيليكس، بحسب بوربيع الذي أجرى المقابلة معها، لم تشأ الخوض في خصوصيات تسريبات موقع وكيليكس، باعتبار أن مهمتها الدفاع عن أسانج دون التدخل بعمله، ومن ذلك قضية تطابق تسريبات الموقع مع الأهداف الروسية، بظل تزايد الأدلة بشأن هذا التطابق.
ومن بين "الدلائل" التي تشير إلى أن ويكيليكس تخدم الأهداف الروسية، وثيقة سرية أمريكية كشفها الموقع الالكتروني الأمريكي "ديلي دوت"، أوضحت أن النظام السوري حول مبالغ مالية ضخمة إلى بنك روسي حكومي، في إطار التحايل على العقوبات المفروضة عليه "، لكن "ويكيليكس" أخفى هذه الوثيقة التي حصل عليها، رغم نشره وثائق أخرى أقل أهمية حول سوريا، وهو ما نفاه موقع "ويكيليكس" لاحقا.
وفي هذا الصدد، يرى حفيظ سالمي، الخبير الجزائري المختص بتكولوجيا المعلومات والمتابع لمواقع التسريبات العالمية، إن "الارتباط الأول لجوليان أسانج بروسيا ترك الانطباع لدى الدول الغربية بأنه يتحاشى الخوض بالوثائق المتعلقة بفضائح المسؤولين الروس".
وأضاف سالمي، لـ"عربي21": "معلوم أن مؤسس ويكيليكس طلب قبل عامين اللجوء إلى روسيا التي حمته لفترة ، كما يقال إن خبراء معلوماتية وهاكر روس ساعدوه كثيرا على الحصول على المعلومات والوثائق السرية"، قبل أن يستدرك بقوله: "لكن لا يوجد دليل ملموس على أن الرجل يسير بتحقيق الأهداف الروسية، حتى وإن توعد بكشف مليون وثيقة بخصوص هيلاري كلنتون، مرشحة الانتخابات الأمريكية".
ويقول سالمي: "صحيح أن محامية اسانج تتواجد بالجزائر، لكن لا ننسى أن اسانج أخرج ما لا يقل عن 20 وثيقة تحدثت عن المسؤولين بالجزائر، عامي 2014 و2015".
خارج هذا السياق، قالت روبنس، في مقابلتها مع صحيفة "الخبر"، إن موكلها جوليان أسانج يعيش فيما يشبه السجن بسفارة الإكوادور في لندن، بداخل غرفة من 18 مترا، "وقد تدهورت صحته ويحتاج إلى رعاية صحية"، وفق قولها.
كما أوردت أن "الخارجية الأمريكية لا تتردد باللجوء إلى أساليب غير قانونية، فأنا أتعرض لضغوط في كل أسفاري بناء على تعليمات تتلقاها البلدان التي أحل بها"، كما قالت.
الجزائر: محمد شيراك