فيما تستهدف عشرات الغارات الجوية المكثفة للطيران الروسي والسوري الأحياء الشرقية لمدينة
حلب، اعتبر رئيس النظام السوري بشار الأسد أن السيطرة على المدينة ستفتح أمامه الطريق للسيطرة على باقي المدن. أما حليفه الروسي فقد صادق على اتفاقية نشر مجموعة قوات جوية بسوريا.
قصف متواصل
شن الطيران السوري وحليفه الروسي ليلا عشرات الغارات المكثفة على الأحياء الشرقية التي تخضع لسيطرة الفصائل المعارضة في مدينة حلب، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الجمعة.
وذكر مدير المرصد رامي عبد الرحمن، صباح الجمعة، أن ضربات جوية تستهدف "مناطق تقع في الأحياء الشرقية لمدينة حلب منذ فجر اليوم وحتى الآن". دون أن يتمكن من إعطاء حصيلة للضحايا بعد.
وتنفذ القوات الجوية منذ ثلاثة أسابيع غارات على الأحياء الشرقية لمدينة حلب عندما أعلنت شنها هجوم عليها في 22 أيلول/ سبتمبر بهدف استعادتها من الفصائل المقاتلة التي تسيطر عليها منذ صيف 2012.
وأشار عبد الرحمن إلى "أن كثافة الغارات تظهر نية الروس باستعادة الأحياء الشرقية بأي ثمن".
بشار: حلب مفتاح سوريا
من جهته، اعتبر رئيس النظام السوري بشار الأسد أن سيطرة قواته على مدينة حلب سيمكن من استعادة باقي المدن السورية من فصائل المعارضة، مشيرا إلى أن مدينة إدلب كذلك "ستحتاج إلى عملية تنظيف نوعية".
وقال الأسد، خلال مقابلة مع صحيفة "كومسومولسكايا برافدا" الروسية: "تحرير مدينة حلب سيكون انتصارا سياسيا استراتيجيا وانتصارا وطنيا. من وجهة نظر عسكرية نحن لا نستطيع عزل جبهة النصرة، ولكن تحرير مدينة حلب سيكون نقطة انطلاق لتحرير باقي المدن السورية، هنا تكمن أهمية الانتصار في حلب".
وجدد الأسد هجومه على الرياض وأنقرة واتهمهما بتقديم الدعم لـ"الإرهابيين"، قائلا بخصوص السعودية: "أهم شيء الآن هو وقف الدعم المالي الذي تنفقه حكومة المملكة السعودية ومعاهدها لنشر الفكر الوهابي في كل أنحاء العالم. لا يمكنك القول بأنك تحارب الإرهاب، وفي الوقت نفسه تسمح لأئمة الجوامع والمشايخ بالترويج لهذا الفكر المتطرف".
قوات جوية روسية بسوريا
في سياق متصل نشرت وكالة "سبوتنيك" الروسية أن الكرملين أعلن أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقع على مرسوم يصادق من خلاله على الاتفاق بين
روسيا وسوريا لنشر مجموعة طيران روسية على الأراضي السورية.
وكان مجلس الدوما (مجلس النواب الروسي) قد صادق الأسبوع الماضي على الاتفاقية التي وقعتها روسيا والنظام السوري في 26 آب/أغسطس 2015. وتتواجد طائرات تابعة لسلاح الجو الروسي في قاعدة حميميم بمحافظة اللاذقية تلبية لطلب النظام السوري.
وتنص الاتفاقية على إعفاء ما تستورده القوات الروسية الموجودة في سوريا من الرسوم الجمركية، وتسمح لأفرادها بعبور الحدود السورية بدون عوائق.
لافروف واجتماع لوزان
قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، الجمعة، إنه لا يعلق آمالا خاصة على الاجتماع المنتظر عقده غدا السبت بمدينة لوزان السويسرية، بشأن الأزمة السورية.
ونقلت عنه وكالة "سبوتنيك" قوله: "اتجاهات العمل كلها واضحة: وقف العنف في سوريا، ومحاربة الإرهابيين، وضمان الوصول الإنساني إلى السكان المحتاجين، وإطلاق عملية سياسية فورا بمشاركة كافة الأطياف السورية، بما في ذلك النظام والمعارضة برمتها دون أي شروط مسبقة".
وتابع: "سوف نقوم بتحركات ملموسة تعد ضرورية لرؤية تطبيق هذه القرارات، إضافة إلى تطبيق الاتفاقيات الروسية والأمريكية"، مستدركا أنه لم يلاحظ حتى الآن أي خطوات في اتجاه تنفيذ تلك القرارات الدولية من جانب شركاء روسيا الغربيين.
وشدد وزير الخارجية الروسي على أن المسألة الرئيسية في هذا الخصوص هي "الفصل بين الإرهابيين والمعارضة المعتدلة"، داعيا إلى تفهم طبيعة العمليات التي تثير قلق روسيا والتي تتمثل في اندماج العديد من فصائل المعارضة، التي تصف نفسها "معتدلة"، مع "جبهة النصرة"، التي غيرت اسمها إلى "جبهة فتح الشام" بعد إعلان الانفصال عن القاعدة.
تركيا تقصف تنظيم الدولة
في سياق آخر، أفاد بيان للجيش التركي، الجمعة، أنه دمر 62 هدفا تابعا لتنظيم الدولة في شمال سوريا، في إطار عملية درع الفرات، مشيرا إلى أن "طائرات بدون طيار رصدت أهداف التنظيم، حيث تم قصفها بالمدفعية".
وأفاد البيان أن عنصرين من الجيش السوري الحر قتلا في الاشتباكات خلال العملية، مضيفا أن "134 منطقة سكنية تم تحريرها من الإرهابيين منذ انطلاق عملية درع الفرات، وأن المساحة الإجمالية المطهرة من داعش بلغت ألفا و110 كيلومترات مربعة".