قال الرئيس
اليمني عبدربه منصور
هادي، الثلاثاء، إن حكومته تتطلع إلى إرساء سلام دائم وليس مجرد هدنة لمدة 72 ساعة، بالتزامن مع تحركات دولية مكثفة لوقف إطلاق النار واستئناف مشاورات السلام.
وذكر هادي، خلال لقائه في مقر إقامته المؤقت بالعاصمة
السعودية الرياض، سفير واشنطن لدى اليمن، ماثيو تولر، أنه "يتطلع إلى وقف الحرب وارساء سلام دائم وليس لمجرد هدنة لمدة 72 ساعة ليتم اختراقها من قبل
الحوثيين كعادتهم دون تحقيق السلام الذي يتطلع إليه اليمنيون وينشده المجتمع الدولي"، وفقا لوكالة سبأ الرسمية.
وحسب الوكالة، فقد أعرب هادي "عن أسفه لتداعيات التصعيد الانقلابي من الحوثيين وقوات (الرئيس السابق علي عبدالله صالح )، والذي كان آخرها محاولة استهداف الناقلة الأمريكية "ماسون" في المياه الدولية بباب المندب وقبلها استهداف السفينة الإماراتية سويفت".
ونفت جماعة "أنصار الله" (الحوثيون) استهداف المدمرة الأمريكية قبل يومين، غير أنها أقرت بقصف السفينة الإماراتية الأسبوع الماضي قائلة إنها كانت "عسكرية" وهي رواية متناقضة مع نظيرتها الإماراتية التي تحدثت على أنها "مدنية للمساعدات".
وأشار هادي إلى أن "الاستهداف المتواصل لتلك الجماعات (الحوثيون وقوات صالح) للمناطق الحدودية في المملكة العربية السعودية يتم بدعم وإسناد من قوى إقليمية"، في إشارة إلى إيران.
ووفقا للوكالة، فقد عبّر سفير واشنطن، عن تطلعه لتحقيق السلام لمصلحة اليمنيين ووقف الأعمال التصعيدية، كما وصف محاولة الاعتداء على السفينة الأمريكية"ماسون" بـ" البائسة"، وتكشف مدى الاستهتار بزعزعة استقرار المنطقة والملاحة الدولية.
ويضغط السفير الأمريكي، ضمن جهود دولية وأممية، لإعلان هدنة لمدة 72 خلال الساعات القادمة، من أجل التمهيد لإطلاق عملية شاملة لحل النزاع اليمني المتصاعد منذ أكثر من عام ونصف.
وحسب ذات الوكالة، فقد عقد سفير واشنطن لقاء منفصل مع وزير الخارجية اليمني ورئيس الوفد التفاوضي الحكومي عبدالملك المخلافي، لمناقشة الأوضاع اليمنية ومتطلبات السلام.
وذكر المخلافي، إن الحكومة" أبدت استعداها لهدنة لمدة 72 ساعة قابلة للتجديد، بشرط ضمان إيصال المساعدات الإنسانية وفك الحصار الحصار عن مدينة تعز وتفعيل لجنة التهدئة والتنسيق والتواصل".
وكان المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ، قد أعلن، الجمعة الماضية، عن موافقة طرفي النزاع اليمني( الحكومة والحوثيون وحزب صالح)، على الدخول في هدنة لمدة 72 ساعة قابلة للتمديد، على أن يتم طرح ما وصفها بـ"ورقة حقيقية" للحل الشامل خلال الأسبوعين القادمين، إذا تم تثبيت وقف إطلاق النار.
وانتقل ولد الشيخ إلى العاصمة الفرنسية باريس، أمس الإثنين، ودعا في مؤتمر صحفي بمعية وزير الخارجية الفرنسي، جان مارك إيرو، أطراف النزاع اليمني، إلى "عدم إحباط الجهود الرامية للتوصل إلى اتفاق سلام"، في أعقاب دعوات من زعيم الحوثيين للتصعيد ومهاجمة الحدود السعودية أكثر من أي وقت مضى.
ومن المقرر أن يعود "ولد الشيخ" إلى العاصمة السعودية الرياض للالتقاء بالرئيس"هادي" والمسؤولين السعوديين، لعرض شروط الحوثيين من أجل الدخول في هدنة، قبل الانتقال مجددا إلى مسقط للقاء وفد الحوثي وصالح العالق في مسقط منذ أكثر من شهرين.
ويشترط وفد الحوثي وصالح، وقف التحالف لكافة عملياته العسكرية بما فيها وقف الطلعات الجوية للمراقبة ورفع الحظر المفروض على مطار صنعاء الدولي منذ التاسع من أغسطس الماضي، حتى يعلن الموافقة النهائية على الهدنة، فيما يشترط وفد الحكومة، فك الحوثيين وقوات صالح للحصار المفروض على مدينة تعز وإدخال المساعدات، فيما يتفق الجانبان على تفعيل لجنة التهدئة والتنسيق والتي مقرها ظهران الجنوب السعودية.