عادت قضية الشيخ بسام الطرّاس
المفتي السابق لراشيا بالبقاع
اللبناني، إلى الواجهة مجددا، بعد أن قام فرع المعلومات التابع لقوى الأمن الداخلي في لبنان، باعتقاله ليل الأربعاء في مدينة صيدا جنوب البلاد.
وبحسب مصادر أمنية؛ فقد جاء الاعتقال بتعليمات من معاون مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية، القاضي هاني الحجار، بعدما أدلى أحد الموقوفين على خلفية تفجير كسارة في
البقاع، بإفادة قال فيها إن الطراس هو من عرّفه إلى مشغّله الذي ينتمي إلى
تنظيم الدولة الإسلامية.
ورجحت وسائل إعلام لبنانية نقلا عن المصادر الأمنية، استمرار توقيف الطرّاس في الأيام المقبلة، إلى حين إحالته على القضاء موقوفا.
وسبق لجهاز الأمن العام اللبناني أن اعتقل الشيخ الطراس قبل نحو 20 يوما، وأخضعه للاستجواب قبل أن يفرج عنه.
ووجهت للشيخ الطرّاس تهم تتعلق بالتخطيط للانفجار الذي وقع في 31 آب/ أغسطس الماضي عند مستديرة كسارة بمدينة زحلة، حيث استهدف التفجير -بحسب قناة الميادين الفضائية- موكبا لحركة أمل الشيعية؛ كان في طريقه إلى مدينة صور، للمشاركة في ذكرى اختفاء مؤسسها موسى الصدر في ليبيا، إلا أن الحركة نفت في وقت لاحق صحة هذه المعلومات.
وكان الطرّاس قد أكد لـ"
عربي21" بعد الإفراج عنه، أنه تعرض خلال فترة توقيفه "لتعذيب جسدي ونفسي"، كما أنه تحدث عن "تلفيق التهم للمعتقلين" على حد قوله.
وقال: "تعرضت لإساءة كبيرة.. عند إيقافي أوثقت يداي، واصطُحبت برفقة أربعة عسكريين عاملوني وكأنني مجرم، وتعرضت خلال التحقيق للتعنيف اللفظي، واتُهمت بالكذب، في الوقت الذي أغمضت فيه عينيّ، ووضعت بمواجهة الحائط، بالإضافة إلى استخدام أساليب جديدة للتعذيب في حقي.
جهود للإفراج عنه
من جهته؛ قال عمير، نجل الشيخ الطراس، إن "جهودا تبذل على المستويين السياسي والروحي، للدفع باتجاه إخلاء سبيل والدي"، مؤكدا "براءته من أي تهم توجه له"،
ولفت إلى أن "الأجهزة اللبنانية صادرت هاتفَي والده، في إطار استكمال التحقيقات بخصوص قضية تفجير كسارة"، مضيفا لـ"
عربي21" أن "دار الفتوى لم تتحرك هذه المرة، في حين تبذل هيئة علماء المسلمين جهودا متواصلة".
وحاولت "
عربي21" الحصول على تصريح من دار الفتوى، لكن الناطق الإعلامي خلدون قواص أكد أنه لا يمتلك أي معطيات واضحة عن الموضوع.
غير لائق
من جهته؛ قال عضو هيئة العلماء المسلمين في لبنان، الشيخ عدنان إمامة، أن ما يتعرض له الشيخ
بسام الطراس "أمر غير لائق لرمز من رموز العلم والدين، ليس على مستوى لبنان فحسب، وإنما على المستوى العربي والإسلامي"، متسائلا: "هل هذه هي الطريقة المناسبة للتعاطي مع رجال الدين؟".
وأضاف لـ"
عربي21": "في المرة الأولى؛ استدعي بذريعة تفقد جواز سفره، حيث تم اعتقاله، ومؤخرا تكرر الأمر بطريقة مختلفة".
وطالب إمامة بأن يكون "المجرى القضائي واضحا وشفافا، لا أن تكال تهم الإرهاب جزافا دون أي مسوغات واضحة من الناحيتين القانونية والإجرائية".
وكشف عن "منع محامي الشيخ الطراس من حضور التحقيق معه، بالإضافة إلى رفض طلب هيئة علماء المسلمين بمراقبة وحضور التحقيق؛ لضمان نزاهته وشفافيته".
المتهم مدان في لبنان
وتعليقا على ما يساق ضد الطراس من اتهامات؛ فقد أكد إمامة أن "المتهم بريء حتى تثبت إدانته، لكن ما يحدث في لبنان هو العكس تماما، فالمتهم مدان في عيون الجميع قبل أن تتضح الأمور والمعطيات".
وحول مسار تحركات هيئة العلماء المسلمين؛ قال: "نحن نبذل جهودا من أجل وضع الأمور في نصابها الحقيقي، لكننا لا نخفي استياءنا من الأساليب المتبعة بحق علمائنا".
وقال إن "الساسة اللبنانيين يعيشون فزاعة الإرهاب، فعندما تلوح معلومة حول شخص ما؛ تسقط كل حقوقه الإنسانية أمام هول ما يخشاه المسؤولون اللبنانيون"، مؤكدا أن "هناك خروجا واضحا عن النص القانوني الذي يكفل للجميع، ومن بينهم المتهمون، الحقوق الكاملة".
وأضاف إمامة أن "الاتهامات لا يمكن أن تكال لمجرد الاشتباه بأن فلانا قابل شخصا له علاقة بتنظيم محظور أو إرهابي"، مؤكدا أن "الشيخ الطراس لم يشهد له في السابق سوى العمل الدعوي المتزن، ولا يمكن أن يحيد عن خطه التعليمي الإرشادي".