اندلعت، على مدى اليومين الماضيين وحتى الآن،
حرائق كبيرة في منطقة
دريكيش الواقعة على بعد 30 كيلومترا من مدينة
طرطوس، ضمن سلسلة الجبال الساحلية في
سوريا. وقد أدت الحرائق التي ما زالت مشتعلة؛ إلى إلى خسارة آلاف الأشجار الزراعية وأخرى حرجية معمرة، فيما اتهم موالون للنظام حكومته بالتقصير بإخماد الحرائق "مجهولة السبب" التي وصلت إلى القرى والبلدات المتاخمة لدريكيش.
ونقلت مصادر إعلامية موالية للنظام السوري في طرطوس، عن رئيسة مجلس بلدية دريكيش، نسرين بدر، تأكيدها أن المساحة الجغرافية الزراعية التي التهمتها النيران المستمرة منذ الثاني من تشرين الأول/ أكتوبر الجاري؛ وصلت إلى ألف دونم زراعي وحرجي.
وأشارت بدر إلى وجود تقصير من النظام السوري بتقديم الدعم لإخماد الحرائق، الأمر الذي أدى إلى زيادة مساحة الأراضي المشتعلة، وذكرت أن سيارة إطفاء واحدة تتبع لمجلس مدينة دريكيش كانت تواجه الحرائق لساعات ثلاث، قبل أن تصل سيارة إطفاء من مدينة طرطوس.
بدورها، أكدت "صفحة مدينة الدريكيش" الموالية للنظام، على "فيسبوك"، أن الحرائق الكبيرة التي حولت مساحات شاسعة من الأشجار الزراعية والحرجية في جبل وظهر دريكيش وما حولهما، وصلت بعضها إلى المباني السكنية القريبة، وأدت في مناطق ريفية أخرى إلى قطع الكهرباء بفعل احتراق منصات الكهرباء والأسلاك، بسبب درجات الحرارة المرتفعة الناجمة عن الحرائق.
هروب عمال الإطفاء
واعتبرت صفحة دريكيش وصفحات موالية أخرى؛ أن استمرار الحرائق والتهام مساحات جديدة ناجم عن "فشل عملياتي لكل الجهات المختصة، وانعدام الجاهزية، وتخبط وقلة ضمير من بعض المسؤولين".
كما أشارت إلى أن النيران تنتقل إلى مناطق جديدة مع كل ساعة في عدة أماكن، بسبب هروب عناصر الإطفاء المكلفين بإخماد الحرائق متجهين إلى منازلهم، فيما لا يوجد في دريكيش سوى سيارة إطفاء واحدة وعامل واحد يقوم وحده بمكافحة النيران التي حولت مئات الدونمات في جبل وظهر دريكيش إلى رماد.
أما قائد فوج إطفاء طرطوس، سمير شما، فتحدث عبر الإعلام الرسمي التابع للنظام؛ عن أن رجال الإطفاء والدفاع المدني والزراعة والشرطة ما زالوا يتعاملون مع الحرائق، مشيرا إلى تطويق المنطقة وإبعاد النيران عن المنازل السكنية، وقال إن ظروف الطقس وهبوب الرياح تساعد الفرق في التعامل مع الحرائق، منوها إلى أن الأضرار اقتصرت على الماديات.
كما تحدث راديو "شام إف إم" الموالي أيضاً؛ بأن إجمالي عدد الحرائق التي شهدتها مدينة الدريكيش وصل إلى 24 حريقا، كان أكبرها في ريف الدريكيش، معللاً حدوث الحرائق بالحرارة المرتفعة وأعمال جني محصول الزيتون من قبل الفلاحين، فيما اكتفت حكومة النظام بالقول: "نسعى لمعرفة الأسباب الكامنة وراء اندلاع هذه الحرائق، ومن يقف وراءها".
اتهام النازحين
وانهالت العديد من الاتهامات من قبل موالين للأسد في طرطوس ودريكيش على النازحين القاطنين في طرطوس وما حولها، متهمين إياهم بالوقوف وراء إشعال الحرائق.
وطالب بعض هؤلاء الموالين بالانتقام من النازحين، وسط سيل من الشتائم بحقهم، رغم عدم وجود أي دليل ملموس حول من يقف وراء الحرائق. أما القسم الأكبر من المعلقين الموالين للأسد فطالبوا بطرد النازحين السوريين من عموم الساحل نحو الشمال السوري، واصفين إياهم بـ"السرطان".