مستشار السيسي مهاجما الإخوان: مؤتمر جروزني لصالح السعودية
القاهرة - عربي21 - إحسان عبدالعظيم02-Oct-1605:17 PM
1
شارك
زعم أسامة الأزهري أنه بذلت جهود خارقة من أجل شيطنة المؤتمر وتشويهه وإلصاق كل التهم به- أرشيفية
دافع مستشار رئيس الانقلاب، عبدالفتاح السيسي، للشؤون الدينية، عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر، أسامة الأزهري، عن مؤتمر "من هم أهل السنة والجماعة؟"، الذي شهدته الشيشان في أواخر آب/ أغسطس الماضي، مؤكدا أنه شديد الأهمية، وفي صف مصر والسعودية والشيشان.
واعتبر أن المؤتمر "صيحة كبيرة في وجه فكر الخراب والتكفير والدمار، وإعادة للترميم والصيانة والحفاظ على الهوية الأصيلة لعموم المسلمين في المشارق والمغارب"، على حد وصفه.
جاء ذلك في حواره مع برنامج "ممكن"، للإعلامي الموالي لسلطات الانقلاب، خيري رمضان، عبر فضائية "سي بي سي"، مساء الجمعة، بحضور الداعية اليمني حبيب الجفري.
وكان "المؤتمر العالمي لعلماء المسلمين"، الذي انعقد بمدينة جروزني، عاصمة الشيشان، واستمر ثلاثة أيام من 25 إلى 27 آب/ أغسطس 2016، قد عرَّف "أهل السنة والجماعة"، بأنهم "الأشاعرة والماتريدية في الاعتقاد، وأهل المذاهب الأربعة في الفقه، وأهل التصوف الصافي علما وأخلاقا وتزكية على طريقة سيد الطائفة الإمام الجنيد، ومن سار على نهجه من أئمة الهدى"، وفق بيانه الختامي، ما أثار جدلا واسعا في العالمين العربي والإسلامي، وبالأخص في السعودية ومصر.
وفي بداية البرنامج، زعم مستشار السيسي أنه بذلت جهود خارقة من أجل شيطنة المؤتمر وتشويهه وإلصاق كل التهم به، وإدعاء أنه لعبة في يد المخابرات الروسية، وأنه التفاف إيراني على السعودية، وتهجُم عليها في وقت تعاني فيه المملكة من خطر داهم يستوجب علينا جميعا الوقوف في ظهرها، حسبما قال.
وتابع الأزهري حديثه: "أسجل المجهود الإخواني الخارق الذي بذل بوسائل شديدة الالتفاف والحرفية من أجل الاغتيال المعنوي للمؤتمر، وتشويهه، وشيطنته، ومحاولة إحداث وقيعة كبيرة بين مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات، والتحريش بين الناس، ومحاولة الوقيعة، بغرض إفقاد مصر التحالف الكبير والأخوة مع المملكة العربية السعودية بغرض الانتقام من المملكة لموقفها مع مصر طيلة الفترة الماضية"، على حد زعمه.
وحول الاتهام للمؤتمر بأنه لم يدع إليه رموز السلفية قال الأزهري: "إن بيان هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية كان في غاية الحكمة، وكأنني ألمح من ورائه أن هناك عتبا شديدا على كل من ذهب يحاول اغتيال هذا المؤتمر، ويتخذه سبيلا للفرقة، كأنه يقول: "كفوا عن محاولة التشويه، وإحداث الوقيعة".
وشدد الأزهري على أن المؤتمر يصب في صالح السعودية، قائلا: "إننا نشاركها في معركتها ضد الإرهاب"، مشيرا إلى خروج تيار في المملكة يكفرها، ويُسمى صاحبه "أبو محمد المقدسي"، الذي ألف كتاب "الضوابط الجلية في كفر الدولة السعودية"، معقبا: "نحن والسعودية معا ضد هذا التكفير".
وتعليقا على رسالة للبرنامج قال فيها صاحبها إن الكثير من رموز السلفية ابتلع الطعم الذي ألقته إليهم جماعة الإخوان، والمتجلي في إخراجهم من أهل السنة والجماعة، قال الأزهري: "هذا تعليق دقيق، وأحيي صاحبه".
وأشار مستشار السيسي في البرنامج إلى أنه تمت إضافة "أهل الحديث" لنص البيان في تحديده لمن هم أهل السنة والجماعة، مشددا على أن التكفير الذي يحمل السلاح، تحت أي مسمى، فإن الجميع ضده، والسعودية ومصر ضده، مدعيا أنه ليس هناك أصوات في الأزهر ضد المؤتمر.
وفي خاتمة حديثه، أرسل الأزهري برقيات عدة أولها أن مصر كانت وستظل تستمر في دعم الجمهوريات الإسلامية الآسيوية، وفي مقدمتها الشيشان، ومسلمو روسيا، مؤكدا أن هذا المؤتمر "وجه من وجوه الدعم المصري الذي لن يتوقف للشيشان".
وتابع أن المملكة العربية السعودية صمام أمان لمصر، وبيننا وبينها تاريخ مشترك، عشنا فيه معا، وتحملنا الألم معا، مردفا أن أي وقت شدة مرت به مصر، ووقفت فيه المملكة في ظهر مصر لن ينسى، وأن أي وقت شدة مرت به السعودية، فمصر في ظهرها، ونحن والمملكة العربية السعودية معا ضد كل شخص متطرف وتكفيري يحمل السلاح، وينشر فكر التكفير"، حسبما قال.
وأضاف: "نحن والمملكة على خط واحد ضد هذا الفكر التكفيري أيا كان اسمه"، داعيا الشباب المسلم ألا يقع في دائرة الكآبة، معرفا الدين بأنه رحمة وأنه حيثما وجدت الفظاظة فليست من الدين.
كما وجه رسالة إلى الإخوان قال فيها إن "محاولة التحريض والوقيعة بين السعودية ومصر، وبين السعودية والإمارات، وبين السعودية والشيشان، التي أنفقتم عليها إنفاقا هائلا، وجندتم لها إمكانات كبيرة، والدول التي من ورائكم أقول لكم بكل وضوح: ستفشلون كما فشلتم عبر ثمانين سنة".
وتابع: "أقول لهم أيضا إن محاولة الوقيعة مع المملكة نتيجة موقفها الذي لا ينسى مع مصر في وقت الأزمة، ومحاولة إفقاد مصر حليفها الكبير ستفشل، وليس لها وجود، وإن انخدع بها بعض إخواننا في السعودية؛ لكن لا يبقى إلا ما أريد به وجه الله".
وكشف أن "المؤتمر القادم سيكون موجها بالأساس إلى استعراض المنطلقات الإخوانية الكبرى التي سميناها "منطلقات التكفير السبعة"، التي وجدت في كلام حسن البنا وسيد قطب ومختلف أجيال وطبقات الإخوان حتى صار المرشد الثاني يشكو من تسارع التكفير في شباب الإخوان، وهو لا يدري له سببا".
واستطرد: "انتظروا المؤتمر القادم لتفكيك منطلقاتكم الفكرية.. وأقول: "فشلتم، وستفشلون، ولا وقيعة بين مصر وأشقائها"، على حد تعبيره.
ومن جهته، علق مذيع البرنامج، خيري رمضان، بالقول إن حلقة البرنامج استهدفت توضيح ما التبس حول المؤتمر، وأضاف: "أهلا وسهلا بأي عالم من السعودية له وجهة نظر أخرى، ويحب التعليق على المؤتمر".
وبينما قال المستشار الديني لرئيس الشيشان، "آدم شهيدوف"، في مداخلة مع البرنامج، إن مؤتمر "أهل السنة والجماعة" جاء في وقت مناسب، أشاد به الداعية حبيب الجفري، ودافع عنه بحرارة، مشاركا الأزهري هجومه على الإخوان واتهامهم بتشويهه والتحريض عليه.
ويُذكر أن السيسي اختار الأزهري في تشرين الأول/ أكتوبر 2014، ضمن الفريق الاستشاري له، مستشارا للشؤون الدينية، وشهد إمامته للمصلين في صلاة العيد ثلاث مرات في وجود شيخ الأزهر ومفتي الجمهورية ووزير الأوقاف، بمواقع "المأمومين".
وكانت القوات المسلحة المصرية نظمت، أخيرا، بحضور الأزهري، مسابقة دينية بعنوان "الأخلاق تصنع إنسانا"، لحث الشباب على التعرف على صحيح الدين، ورفض التطرف الفكري والديني والسلوكي، كما نظمت مسابقة أخرى بعنوان "إنجازات وطن"، بهدف توعية الشباب بمنجزات الوطن خلال الفترة الحالية، برغم الظروف التي تمر بها البلاد، بحسب بيان إدارة الشؤون المعنوية فيها.
وكانت العاصمة الشيشانية "جروزني"، شهدت يوم 25 آب/ أغسطس الماضي، مؤتمرا تحت عنوان: "من هم أهل السنة والجماعة؟"، برعاية رئيس الشيشان، رمضان أحمد قديروف، وحضور شيخ الأزهر، وأكثر من مئتي عالم من علماء المسلمين من أنحاء العالم.
وبحسب البيان الختامي للمؤتمر فإن المؤتمرين خلصوا إلى أن "أهل السنة والجماعة هم "الأشاعرة والماتريدية في الاعتقاد، وأهل المذاهب الأربعة الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة في الفقه، وأهل التصوف الصافي علما وأخلاقا وتزكية على مسلك الإمام الجنيد وأمثاله من أئمة الهدى".
وعبّر دعاة ومفكرون خليجيون وعرب عن غضبهم الشديد تجاه المؤتمر، وتجاهله السلفيين، مقابل استضافة العديد من الشيوخ الصوفيين والأشاعرة والماتريديين، بجانب العديد من الشيوخ المصنفين على أنهم من رموز تيارات إسلامية معادية للسلفية، مثل شوقي علّام مفتي مصر، وعلي جمعة، والحبيب علي الجفري، وسعيد فودة، وحاتم العوني، وغيرهم.
كما شن نائب رئيس "الدعوة السلفية" بالإسكندرية، ياسر برهامي، وعدد من القيادات السلفية، وعلماء الأزهر بمصر، هجوما كاسحا على المؤتمر، ووصفوه بأنه عُقد تحت رعاية روسيا الاتحادية، واقتصر في دعوته وبيانه الختامي على اتجاه بعينه، يحاول سرقة لقب "أهل السنة والجماعة" من أهله، وأقصى بالكلية الاتجاه السلفي بكل أطيافه.
ومن جهته، أصدر شيخ الأزهر، أحمد الطيب، بيانا تبرأ فيه من البيان الختامي للمؤتمر، وأكد أنه أدخل في كلمته الافتتاحية عبارة "أهل الحديث" ضمن تعريفه لمصطلح "أهل السنة والجماعة".
ووصف رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الشيخ يوسف القرضاوي، المؤتمر بـ"مؤتمر الضرار"، ورفض مقرراته، وأعلن انزعاجه من أهدافه وعنوانه، واستغرب من نفي بيانه الختامي "صفة أهل السنة عن أهل الحديث والسلفيين".
مُؤتمر غروزني أحدث ضجة إعلامية كان الغرض منها غسل أيدي السيسي وبوتين من دماء المسلمين السنة في مصر وسورية والشيشان . هؤلاء المجرمين يقعون في سذاجة الاعتقاد أنهم عبر دمويتهم المُفرطة وصناعتهم في أروقة مُخابراتهم لإسلام على قياس أوهامهم، سيبلغون أمرهم. الإسلام موجود بصحته قبل هؤلاء المجرمين، وسيستمر من بعدهم. والله الذي لا يُؤمن به المُجرمين قد تعهد بالحفاظ على صحة الدين الإسلامي السني الحنيف عن طريق الحفاظ على كتابه العظيم: القرآن الكريم "