هاجمت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا، قيام شبكات التواصل الاجتماعي الشهيرة عالميا (
فيسبوك وتويتر)، ومحرك البحث
جوجل، بسبب حملة
إغلاق حسابات مواقع وصفحات وحسابات
فلسطينية.
وقالت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا، في بيان نشرته الخميس، إن الاحتلال الإسرائيلي الذي ينعم باحتلال هادئ لفلسطين ويعمل بشكل متواصل على تزوير الجغرافيا والديمغرافيا بدأ يتمدد ليحتل العالم الافتراضي فرضخت جوجل وزورت الجغرافيا وحذفت اسم فلسطين من خرائطها وجعلت من القدس عاصمة لدولة الاحتلال في أكبر عملية تزوير للتاريخ والجغرافيا.
وتابعت "كما قامت إدارة (
تويتر) بحذف العديد من الحسابات لشخصيات فلسطينية وحسابات مناصرة للقضية الفلسطينية كما قام موقع (يوتيوب) بحذف محتويات تفضح جرائم الاحتلال بدعوى أنها تحرض على العنف والإرهاب".
وأضافت المنظمة، لقد "أقدمت إدارة موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك أيضا في الأيام الماضية على حذف ما يقارب 30 حسابا إخبارياً وثقافيا وترفيهياً فلسطينياً ناطقة باللغة العربية تحظى بمتابعة آلاف المتابعين، كما تم حذف وتعليق عمل 15 مدير ومحرر في أربع صفحات على الموقع".
وتابعت "قد جاء هذا الإغلاق عقب وصول وفد يمثل إدارة موقع فيسبوك، إلى إسرائيل حيث التقى بوزيري الأمن الداخلي غلعاد إردان والعدل أييلت شاكيد في شهر سبتمبر/ أيلول الحالي وبحثوا ما أسموه ظاهرة استخدام هذه الشبكة للتحريض على الإرهاب".
وأوضحت "انتهى الاجتماع باتفاق لم تنشر بنوده لكن رشح منه اتفاق الطرفان على توطيد التعاون بين السلطات الإسرائيلية المختصة وشبكة فيسبوك من أجل شطب المضامين التحريضية من صفحات الشبكة، وأكدت شاكيد أن إدارة فيسبوك استجابت لـ 95% من الطلبات".
وسجلت "بالإضافة إلى إعلان مكتب وزير الأمن الإسرائيلي غلعاد إردان، أنه جرى الاتفاق على إنشاء فرق تقوم باكتشاف أفضل السبل لمواجهة وإزالة المحتوى الذي يحمل (مضامين تحريضية)".
وقالت "في ساعات صباح يوم الجمعة 23/9/2016 بدأت إدارة موقع فيسبوك التطبيق الفعلي لاتفاقها مع دولة الاحتلال بحذف 30 صفحة فلسطينية والتي يتابعها آلاف المتابعين وهي حسابات تحتوي مضامين إخبارية بحتة أو ترفيهية ساخرة، فيما لا يمكن اعتباره إلا اشتراكا من إدارة الفيسبوك في قمع حرية الرأي والتعبير في فلسطين بالتعاون مع سلطات الاحتلال تحت مبرر وهمي تستغله كافة الأنظمة القمعية وهو محاربة التطرف".
وأفاد أن "من أهم المواقع التي تعرضت للحجب: موقع غزة الآن وهو صفحة إخبارية، شبكة فلسطين للحوار وهي صفحة إخبارية، مش هيك وهي صفحة ساخرة، موقع كيفك وهو صفحة ترفيهية فنية، معلومة وهي صفحة ثقافية، وراديو بيت لحم وهو إذاعة محلية، كما تم حذف وتعليق عمل 15 مدير ومحرر في أربعة صفحات وهي: وكالة شهاب للأنباء وشبكة قدس الإخبارية، رام الله نيوز، و48 الإخبارية".
واعتبرت انه "بعد ساعات من الحذف أعادت إدارة موقع فيسبوك تنشيط حسابات مدراء صفحتي شبكة قدس الإخبارية ووكالة شهاب للأنباء، وصرح متحدث باسم الموقع أن حذف مدراء صفحتي قدس الإخبارية، وشهاب، جاء بالخطأ و تم تصحيحه عقب إجراء تحقيقات حول الموضوع" وأضاف "لدينا فريق يتعامل مع ملايين التقارير والبلاغات أسبوعيًا، وأحيانًا نخطئ، نعبر عن أسفنا الشديد حيال هذا الخطأ".
وزادت إن "استجابة إدارة فيسبوك للتعاون أمنيا مع قوة احتلال ترتكب ابشع الجرائم بحق الشعب الفلسطيني ينسف الأسس التي قام عليها موقع فيسبوك وهي إيجاد منصة تواصل بين أبناء الشعب الواحد والشعوب الأخرى وتتعاظم أهمية هذه الغاية في ظل الاحتلال والقمع حيث يمنع الناس من حرية التعبير عبر وسائل أخرى كما يمنعون من حرية التنقل فيلجأ الناس إلى الموقع لشرح معاناتهم وفضح جرائم الاحتلال".
وتابعت "إن إدارة فيسبوك تعلم تماما أن هناك مئات الآلاف من الإسرائيليين ومناصريهم يستخدمون الموقع للتحريض على قتل الفلسطينيين وتهجيرهم ،وزيرة العدل ذاتها شاكيد التي عقدت الاتفاق مع إدارة فيسبوك استخدمت الموقع في ظل الحرب الأخيرة على قطاع غزة صيف 2014 ووصفت الفلسطينيين بأنهم "إرهابيون" داعية إلى ذبح الأمهات الفلسطينيات لأنهن ينجبن مقاتلين وصفتهم بـ"الثعابين" وأضافت "ينبغي أن يتم هدم منازل جميع الفلسطينين إنهم جميعا أعداؤنا ويجب أن نقتلهم بأيدينا وهذا ينطبق على الأمهات الفلسطينيات".
وأضحت "مثل شاكيد الكثير من الوزراء والمستوطنين والجنود ورجال الدين فموقع فيسبوك يزخر بكتابات الكراهية والتحريض على القتل وعلى الرغم من وضوح الجرم فإن إدارة فيسبوك لم تقم بما يلزم لحذف هذه الصفحات أو تحذير أصحابها على لرغم من الضجة الإعلامية التي أحدثتها".
واعتبرت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا أن "هذا القرار الذي اتخذته إدارة فيسبوك جاء دون أي تنويه أو تحذير سابق لهذه الحسابات بخروجها عن شروط وسياسات الموقع بشكل واضح، مما يعد انحيازا سياسيا واضحاً لدولة الاحتلال الإسرائيلي ودعما لها في عمليات القمع وتكميم الأفواه للتغطية على جرائمها اليومية".
وأكدت المنظمة أن "ما قامت به إدارة فيسبوك يعد خرقا واضحا للقواعد التي تحكم عمل الموقع كما يعد انتهاكا للعهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية والإعلان العالمي لحقوق الإنسان اللذان كفلا حق حرية الرأي والتعبير والنشر وتداول ونقل المعلومات".
و دعت إدارة فيسبوك إلى إلغاء اتفاقها مع دولة الاحتلال كما تدعو المنظمة إدارة فيسبوك إلى مراجعة موقفها القانوني إذ أن هذا الاتفاق يدعم دولة ترتكب بشكل يومي جرائم حرب بحق الفلسطينيين".
وناشدت المنظمة "إدارة تويتر ويوتيوب عدم الرضوخ لمطالب الاحتلال التي تغلف بمحاربة الإرهاب، وتدعو شركة جوجل إلى تصحيح خطئها الفادح بإعادة اسم فلسطين لخرائطها وحذف القدس باعتبارها عاصمة لدولة الاحتلال".