تظاهر المئات من سكان مدينة الحسكة، شمال شرق
سوريا، احتجاجا على إعلان "حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي" تطبيق النظام الفيدرالي في تشرين الأول/ أكتوبر القادم، وسط استنفار أمني من قبل قوات النظام التي تقلصت سيطرتها إلى وسط المدينة فقط، والقوات الكردية التي تسيطر بقية أجزاء المدينة، حيث أغلقت قوات النظام والقوات الكردية جميع الطرق الرئيسية المؤدية إلى مراكز المدنية لمنع خروج المتظاهرين إلى المناطق الخاضعة لسيطرة قوات حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي.
وجاءت هذه المظاهرات الثلاثاء؛ بعد أيام من مظاهرات مماثلة خرجت في عدة مناطق وبلدات أخرى للتعبير عن رفض تطبيق النظام الفيدرالي في سوريا من جانب واحد.
وقال الناشط الإعلامي باسل الحسين، لـ"عربي21"، إن المئات من سكان مدينة الحسكة تظاهروا احتجاجا لإعلان حزب الإتحاد الديمقراطي "قانون تطبيق
الفيدرالية"، وإنشائه مجلسا لإدارة شؤون المنطقة خلال الأيام المقبلة.
وأضاف أن المتظاهرين تجمعوا في ساحة الرئيس أمام القصر العدلي في المدينة، تحت رقابة قوات النظام السوري، بعد أن شدد وجهاء العشائر في المنطقة على أن خطة الحكم الذاتي من شأنها تفكيك سوريا، حيث رفعوا شعارات تؤكد على وحدة سوريا ورفض إعلان تطبيق النظام الفيدرالي، ورددوا هتافات ضد التفريط في وحدة البلاد، وفق قوله.
وردا على المظاهرات الرافضة، قال الناشط السياسي الكردي خليل جوكار، وهو أحد مؤيدي الفيدرالية، إن ما شهدته المدنية "حراك سياسي طبيعي"، لكنه اتهم النظام السوري بالوقوف وراء تحريك الشارع ضد
الأكراد، مدافعا عن "حقهم "التاريخي والدستوري في الإعلان عن النظام الفيدرالي الذي يحفظ كافة حقوقهم"، كما قال.
وأضاف إن النظام السوري عمل خلال 40 عاماً لتهميش الأكراد، لكنه قال أن سقفهم لا يصل إلى حد المطالبة بالانفصال عن سوريا، وفق قوله.
بدورها، حذرت مجموعة من العشائر والعربية خلال زيارتها لمقر حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في محافظة الحسكة من تطبيق النظام الفيدرالي، حيث أعلنوا رفضهم القاطع لفكرة الفيدرالية أو التقسيم.
وقال: نايف الشيخ، أحد وجهاء العشائر في منطقة الجزيرة، إن كبرى عشائر الحسكة من طي والجبور والبكارة وشمر والشرابين "تقرع جرس الإنذار لمواجهة إعلان تطبيق النظام الفيدرالي خلال الفترة المقبلة، والمس في وحدة المحافظة".
وأضاف الشيخ في حديث لـ"عربي 21"؛ أن مجلس قيادة العشائر السورية ذهب إلى قيادة حزب الاتحاد الديمقراطي (ب و د) "وأبلغها رسالة مفادها أن العشائر لا تقبل صراعات داخلية في المحافظة التي هي جزء من سوريا، ونرجو إزالة المظاهر المسلحة والعدول عن تطبيق الفدرالية".
وبحسب الشيخ، فإن العشائر تتمسك بـ"خطوط حمراء عنوانها وحدة الأرض والمجتمع السوري، التي تستند على ثقل بشري يزيد عن 70 في المئة من أهالي المحافظة، فعند أي تحرك سيكون كفيل بتغير موازن القوى على الأرض انطلاقاً من الحفاظ على التراب السوري الذي جمع لأول مرة الطيف العشائري من المؤيدين والمعارضين".
يذكر أن حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، الذي يُعد بمثابة الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني، كان قد أعلن في منتصف آذار/ مارس الماضي النظام الفيدرالي في شمال سوريا، ويشمل عين العرب (كوباني) في ريف حلب الشمالي، وعفرين في ريف حلب الغربي، ومنطقة الجزيرة في محافظة الحسكة، شمال شرق سوريا، بالإضافة إلى المناطق التي سيطرت عليها قوات سوريا الديمقراطية، التي تشكل
الوحدات الكردية عمودها الفقري، مؤخرا، خصوصا في محافظتي الحسكة وحلب.