أكدت مصادر محلية في بلدة
مضايا التي يحاصرها عناصر
حزب الله في ريف دمشق، أن الحزب الله ببيع الكيلو الواحد من
الملح للتجار بمئة دولار أمريكي، فيما تقوم التجار ببيع هذه المادة للأهالي بسعر 110 دولارات.
وكان الإعلام الموالي للنظام السوري قد روج معلومات عن مسؤولية المجلس العسكري في البلدة عن احتكار مادة ملح الطعام وبيعها للأهالي بأسعار مرتفعة.
بدوره، أشار الإعلامي في المجلس المحلي في مضايا، فراس الحسين، إلى معاناة المدينة من نقص حاد في المواد الغذائية الأساسية بسبب
الحصار، مبينا أن كل ما يشيعه ويروجه النظام وحزب الله عن استغلال المجلس العسكري الحصار في مضايا، وبيع مادة الملح بمئة دولار أمريكي، "هو أمر عار عن الصحة تماماً، فالمجلس العسكري لا يتدخل بالأمور الإغاثية، بالأصل ولا يقوم ببيع أيً من المواد الغذائية أو غيرها"، وفق قوله.
وقال الحسين لـ"عربي21": "المجلس المحلي في مضايا لديه بعض المحلات، لكنها لا تحتوي على مادة الملح المنقطعة منذ أشهر عن البلدة، ولكن حزب الله يبيع مادة الملح للأهالي عبر بعض التجار بمئة دولار أمريكي، فيقوم التجار ببيعها بسعر 110 دولارات، حيث استغل حزب الله عدم وجود هذه المادة في شاحنات القافلة الأممية وحصار البلدة وحاجة الأهالي، فقام ببيعها بأسعار خيالية".
كما نوه الحسين إلى وجود مساع حثيثة من قبل جيش الفتح في الشمال السوري لإدخال مادة الملح وبقية المواد الأساسية في الطبخ إلى مضايا خلال الأيام القليلة الماضية، في إطار هدنة "مضايا الزبداني الفوعة كفريا"، وذلك لمنع حزب الله من استمرار استغلاله لحصار رابة أربعين ألف مدني في البلدة، وجني الأموال، مستغلاً حاجة المحاصرين.
ودخلت الاثنين 49 شاحنة تحمل مساعدات إنسانية وطبية إلى مضايا وبقين والزبداني، برفقة وفد من الهلال الأحمر والأمم المتحدة والصليب الأحمر، فيما شهدت المناطق التي دخلتها المساعدات حالة من الاستياء بسبب افتقاد المساعدات لعدة مواد أساسية، كالملح والسمن ورب البندورة، كما خلت من الأدوية النوعية أو المسكنات أو خافضات الحرارة إلى جانب المضادات الحيوية، بحسب الإعلامي في المجلس المحلي لمضايا.
واستخدم النظام السوري بدوره وسائل التواصل الاجتماعي التابعة له لترويج الأخبار التي وصفها النشطاء بـ"الملفقة" حول مضايا" بهدف "خلق نوع من الفتنة الداخلية في البلدة وإثارة المشاكل"، حيث تبنت الصفحات الموالية لبشار الأسد شائعات تتحدث عن مصادرة المجلس العسكري في مضايا وبقين مادة الملح من الإغاثة ومن ثم بيع الكيلو الواحد منها بمئة دولار أمريكي، بحسب مزاعم إعلام النظام.
ونوه الحسين إلى إن بلدة مضايا ستشهد الثلاثاء، مع بقية المناطق التي دخلتها المساعدات في اليوم السابق، توزيع كامل للمساعدات التي تم إدخالها؛ على الأهالي.
ووجه إعلامي المجلس المحلي مناشدات إلى الأمم المتحدة والجهات الراعية بضرورة إدخال لقاحات للأطفال، كما أن الواقع التعليمي مترد للغاية، وفي حال عدم إدخال اللقاحات سيكون هنالك مخاطرة كبيرة في إرسال الأطفال إلى المدارس، علما بأنه يتواجد في مضايا المحاصرة زهاء 3500 طفل، بينهم 750 طفلا رضيعا.
وتبعد مضايا بنحو 40 كيلومترا شمال غرب دمشق، وهي محاصرة من قبل قوات النظام السوري وحزب الله اللبناني منذ 3 أيار/ مايو 2015.
وتعرضت البلدة سابقا لمجاعة، إثر حصارها ومنع المواد الغذائية من الدخول إليها، حيث لقي ما لا يقل عن 187 شخصا مصرعه، واختلفت أسباب الوفاة بين الجوع إلى القصف والألغام.
ومنذ 11 كانون الثاني/ يناير 2016 تغير الحال في البلدة مع دخول المساعدات الأممية إليها، وقد استقبلت مضايا خمس قافلات إغاثية كان آخرها الاثنين، بعد انقطاع دام 85 يوما، حيث بدأت الأسر بتقليل كمية الطعام المستهلكة، واقتصارها على وجبة واحدة يوميا، وفق نشطاء البلدة.