تجري التحضيرات على قدم وساق لإنتاج أضخم
فيلم في تاريخ السينما التركية، يسلط الضوء على المحاولات الانقلابية الثلاثة التي شهدتها
تركيا في 17و25 ديسمبر/كانون الأول 2013، و15 تموز/يوليو 2016، بعنوان "17-25-15 الانقلاب الموازي"، ليقرب المشاهد من تفكير منظمة "فتح الله
غولن" الإرهابية، أو "الدولة الموازية" كما تسميها الحكومة التركية، وآلية عملها في التغلغل داخل كيان الدولة، بهدف السيطرة عليها.
وسيتم إنتاج الفيلم باللغتين الإنكليزية والتركية، وخصصت له أضخم ميزانية في تاريخ السينما التركية، ليرتقي إلى تصنيفات أفلام "الأكشن والسياسة" العالمية، بحسب ما أكده منتجه إسماعيل أوزار" للأناضول، قائلاً "الفيلم سيجيب على السؤال التالي: " ماذا كان سيحدث لو نجحت منظمة فتح الله غولن الإرهابية في انقلابها؟ ولا أريد أن أعطي أرقاما حول ميزانية الفيلم إلا أنها لن تكون أقل من ميزانية أفلام هوليوود".
وعن الأدوار الرئيسية في الفيلم، أوضح أوزار أنَّهم يريدون للممثل الألماني "أرمين مولر ستاهل" تأدية دور زعيم المنظمة الإرهابية "فتح الله غولن"، أما عن دور الرئيس التركي رجب طيب
أردوغان، فقال أوزار: "لا نريد في اختيار دور رئيس الجمهورية، الاعتماد على عنصر الشبه فقط، بل نريد ممن يؤدي هذا الدور أن يكون ممثلا محترفا، وسنقوم بتغيير ملامحه بواسطة المكياج وأقنعة السيلكون، ليرى المشاهد نسخة شبيهة تماما بالسيد أردوغان". كما أشار منتج الفيلم إلى مشاركة العديد من نجوم التمثيل العالميين في الفيلم.
وأكد أوزار أنَّ هذا العمل سيحقق أرقام قياسية جديدة في مجال صناعة الأفلام بتركيا، قائلا "في مجال صناعة الأفلام دائما كنا دون مستوى هوليوود، في هذا العمل فكرنا مليا، بإكساب السينما التركية بعدا جديدا، ووضعنا هدفا نصب أعيننا، وهو أن يقول المشاهد التركي بعد مشاهدته للفيلم، ونحن أيضا بإمكاننا صناعة أفلام بمعايير عالمية".
وقال أوزار: "إنّ الفيلم سيكون باللغتين التركية والإنكليزية، بحيث يقوم المخرج بإعادة تصوير المشهد باللغة التركية، ثم يعيد تصويره باللغة الإنكليزية، هذه ستكون سابقة عالمية، اللغة الإنكليزية ضرورية من أجل عالمية الفيلم، والتركية أيضا لشعبنا. وسيعرض في دور السينما بتاريخ 15 تموز/يوليو 2017".
ومن جانب آخر، أشار سركان ساميز، مشرف المؤثرات البصرية على الفيلم، أنَّ من مشاهد الفلم المثيرة، هو انفجار في جسر "شهداء 15 تموز" (جسر البوسفور سابقا) وانهياره، ومشاهد الخراب والدمار في مدينة إسطنبول، مؤكدا استخدام تقنيات ومؤثرات جديدة لم يتم استخدامها مسبقا في تركيا".
وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، منتصف يوليو/تموز الماضي، محاولة انقلاب فاشلة نفذتها عناصر محدودة من الجيش تتبع منظمة "فتح الله غولن"، وحاولت خلالها السيطرة على مفاصل الدولة ومؤسساتها الأمنية والإعلامية.
وقوبلت المحاولة الانقلابية باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات التركية؛ إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن؛ ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب، وساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي.
جدير بالذكر أن عناصر منظمة "فتح الله غولن" قاموا منذ أعوام طويلة بالتغلغل في أجهزة الدولة، لا سيما في الشرطة والقضاء والجيش والمؤسسات التعليمية؛ بهدف السيطرة على مفاصل الدولة، الأمر الذي برز بشكل واضح من خلال المحاولة الانقلابية الفاشلة. ويقيم غولن في الولايات المتحدة منذ عام 1999، وتطالب تركيا بتسليمه، من أجل المثول أمام العدالة.