نشرت صحيفة "إندبندنت" البريطانية تقريرا لمراسلها باتريك كوكبيرن، تقول فيه إن تقريرا للجنة الدفاع في مجلس العموم البريطاني اتهم الحكومة البريطانية بأنها لا تملك استراتيجية واضحة في
سوريا، وبدعم من وصفهم التقرير بأنهم حلفاء "وهميون" هناك.
وينقل التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، عن النواب الذين أعدوا التقرير، قولهم إن الحكومة فشلت في الحرب ضد
تنظيم الدولة، التي دخلت سوريا لأجلها، بعد نقاش حاد في البرلمان، مشيرا إلى أن التقرير، الذي نشر يوم الأربعاء، ذكر أن
بريطانيا لم تشن سوى 65 هجوما على سوريا، مقارنة بـ 550 غارة شنتها على التنظيم في
العراق، وشن معظمها في الأشهر الأولى على بداية الحملة الجوية، قبل أن تتراجع الغارات إلى ما بين ثلاث إلى سبع غارات في الشهر.
وتساءل رئيس لجنة الدفاع الدكتور جوليان لويس، في مقابلة مع الصحيفة، عن عدد الغارات الجوية القليل الذي شنه الطيران البريطاني في سوريا، وقال: "كان هناك نقاش كبير في بداية الحملة العسكرية على سوريا، عندما كان عدد الغارات قليلا".
ويستدرك الكاتب بأنه رغم ما قامت به اللجنة من جهود كبيرة، إلا أنها لم تستطع التأكد من الحكومة من طبيعة الـ70 ألف مقاتل معتدل، في إشارة إلى تصريحات رئيس الوزراء السابق ديفيد كاميرون، الذي قال إن هؤلاء هم شركاء البريطانيين والتحالف على الأرض.
وتشير الصحيفة إلى أن السياسة البريطانية المشوشة بدت واضحة، عندما شارك الطيران البريطاني في غارة جوية على قوات تابعة لنظام بشار
الأسد، حيث قتل منهم 62 جنديا في دير الزور في شرق سوريا، لافتة إلى أن الولايات المتحدة والدول التي شاركت في العملية، اعترفت بأنها قصفتهم بالخطأ، حيث كانت تهدف لضرب مواقع تنظيم الدولة، وردت الحكومة البريطانية بأن الجنود السوريين لم يكونوا يقاتلون تنظيم الدولة، بل كانوا يحاولون سحق القوى المعتدلة في سوريا.
ويورد التقرير نقلا عن اللجنة، قولها إن فشل وزارة الدفاع بتقديم توضيح كامل حول استراتيجية الغارات الجوية في سوريا يؤثر في استراتيجية الغارات، وبكونها تهدف إلى دعم القوى السورية التي يوثق بها على الأرض.
وبحسب الصحيفة، فإن عددا من الشهود الذين تحدث إليهم النواب، قالوا إن هناك فرقا كبيرا بين الحملة البريطانية في العراق، وتلك التي في سوريا، ففي الأولى تدعم بريطانيا الحكومة العراقية، أما في الثانية فليس من الواضح أي طرف تدعمه الحكومة، لافتة إلى أن تقرير اللجنة يلمح إلى أن الحكومة تدعم "أشباحا"، حيث تساءل لويس: "إذا كانت المعارضة السورية ليست أسطورة، فلماذا لا ندعم- الأشباح، كما يسميهم لويس، بشكل مطلق؟".
ويلفت التقرير إلى أنه عندما سئل نائب رئيس هيئة الأركان ومسؤول الاستراتيجيات والعمليات الجنرال مارك كارلتون – سميث، عن الفرق بين الدور الجوي لبريطانيا في العراق وسوريا، فإنه قال إن بريطانيا في سوريا تشارك جوا بشكل هامشي؛ نظرا لعدم انسجام المعركة، الأمر الذي يعقد عملية تحديد الأطراف والوكلاء والمليشيات.
ويرى كوكبيرن أن التقرير هو المحاولة الأكثر صرامة والأكثر اطلاعا لتحديد طبيعة المعركة السياسية والعسكرية التي تشارك فيها بريطانيا في كل من سوريا والعراق، مشيرا إلى أن النواب المعدين له يحاولون البحث عن الأهداف التي ترغب بريطانيا بتحقيقها هناك، وفيما إن كان من السهل تحقيقها.
وتذكر الصحيفة أن التقرير يركز على غياب الاستراتيجية السياسية المتماسكة، وغياب الحلفاء على الأرض في سوريا، لافتة إلى أنه جاء في التقرير أنه كانت هناك قلة في العمليات العسكرية البريطانية؛ لأن "قلة من الغارات الـ 65 البريطانية تبدو أنها من أجل دعم المعارضة السورية".
ويفيد التقرير أن نسبة الغارات البريطانية على العدو تشكل 55% في العراق، أما في سوريا فكانت النسبة 35%، وزادت في نهاية أيار/ مايو إلى 40%؛ لدعم الحملة على مدينة منبج السورية، التي هاجمتها قوات سوريا الديمقراطية.
وتخلص "إندبندنت" إلى أنه في ظل استبعاد التعاون والتنسيق مع نظام الأسد، الذي يعد التخلص منه محور السياسة البريطانية، فإنه يفترض وجود "قوة ثالثة" قي سوريا، ويقول التقرير إنه "رغم التواصل المكثف مع وزارة الدفاع، إلا أن اللجنة لم تستطع الحصول على قائمة الجماعات التي تتعامل معها الحكومة وتدعمها في سوريا".