كشف اللواء المتقاعد
خليفة حفتر (الذي رُقي أخيرا إلى رتبة المشير)، أنه يتشاور مع سلطات الحكم في
مصر، بقيادة رئيس الانقلاب،
عبد الفتاح السيسي، فيما يتعلق بالقضايا المشتركة التي تخص
ليبيا، وأنه يتسلم معلومات استخباراتية من نظامه.
جاء ذلك في حوار أجرته معه صحيفة "الأهرام" الحكومية، بعددها الصادر الاثنين.
وقال حفتر: "نتعامل على المستوى القيادي (مع مصر) بكل شفافية ووضوح، ونتشاور فيما بيننا في كل القضايا المشتركة، ونتعاون بلا حدود من أجل مصلحة بلدينا".
وزعم أن هناك دولا اكتوت بنار
الإرهاب، وقال: "تجدها تحرص على تزويدنا بالمعلومات الاستخباراتية، وتوظيف تقنياتها المتطورة في عمليات الرصد والتنصت، وتأتي مصر وفرنسا في مقدمة هذه الدول"، بحسب تعبيره.
وأضاف أن "تبادل المعلومات الاستخباراتية حول نشاط المجموعات الإرهابية وتمركزاتهم وقدراتهم القتالية، ومصادر تمويلهم وإمداداتهم، ومعرفة قياداتهم وتحركاتهم، ومراقبة اتصالاتهم، وكذلك حول المتعاونين معهم، هو أهم العناصر التي تتأسس عليها خطط الهجوم".
وأردف: "نحن لا نشن أي هجوم عليهم إلا بعد إتمام عمليات الاستطلاع وتحديد الأهداف المباشرة وغير المباشرة بناء على المعلومات التي تتجمع لدينا".
وحول زيارته الأخيرة إلى القاهرة، والتقائه مع الفريق محمود حجازي، رئيس الأركان المصرية، (صهر السيسي)؛ وصف "حفتر" حجازي بأنه "الصديق الحميم والشخصية المتميزة بالهدوء والحكمة والخلق الرفيع"، مضيفا أنه يبذل مجهودا كبيرا من أجل تخفيف حدة الاحتقان في ليبيا، ومعالجة الأزمة".
وتابع: "في اللقاء الأخوي معه، تناولنا بعض النقاط التي تضمنها الاتفاق السياسي الخاصة بعلاقة المؤسسة العسكرية بالجهاز التنفيذي في الدولة، وحرصنا على عدم الزج بها في النزاع السياسي على السلطة، خاصة أننا نمر بمرحلة استثنائية يقوم فيها الجيش بدور محوري في تعزيز الاستقرار، وقد لقينا تفهما من طرف سيادة الفريق لهذا الموقف".
وفي حواره حمل حفتر على الإخوان المسلمين زاعما أن أي تنظيم له جناح مسلح هو تنظيم إرهابي، وأن الإخوان المسلمين هم في صدارة التنظيمات التي تعتمد على ميليشيا مسلحة لفرض نفسه بالقوة، ومن ثم فهو تنظيم إرهابي بجدارة، ولا يمكن أن يقبله الشعب شريكا في العملية السياسية، وهو بهذه الصورة.
كما حمل "حفتر" على المبعوث الأممي مارتن كوبلر، زاعما أنه يحشر نفسه في قضايا حساسة لا علاقة لها بمهمته كرئيس لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، مشيرا إلى أنه طلب اللقاء ليناقش معه الهيكل التنظيمي للجيش الليبي، وتجاوز حدوده حين طلب مناقشة أبعاد الزيارة التي قام بها رئيس الأركان اللواء عبد الرازق الناظوري لمدينة الزنتان، ثم أضاف نقطة أخرى تتعلق بمحاربة الإرهاب، فما علاقته بالإرهاب؟ بحسب تساؤله.
وكان حفتر صرح، الأحد، في حوار مع وكالة "سبوتنيك" الروسية، بأن الجيش المصري يتحمل العبء الأكبر حاليا في حماية الحدود الليبية بسبب إمكاناته التي لا يمكن مقارنتها بما لدينا من قدرات، سواء من حيث الأطقم العسكرية والأمنية أو الأسلحة والتقنيات، بحسب قوله.
بحث الوضع الليبي بالقاهرة
إلى ذلك، نقلت تقارير إعلامية، الاثنين، عن مصادر مطلعة، كشفها عن اجتماع مبعوث الأمم المتحدة لليبيا، مارتن كوبلر، مع كل من رئيس المجلس الرئاسي الليبي، فايز السراج، ورئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، في القاهرة خلال اليومين الماضيين.
وقالت المصادر إن السراج، الذي غادر القاهرة، إلى نيويورك، الأحد، للمشاركة في اجتماعات الأمم المتحدة، بحث آخر التطورات في ليبيا، خاصة بعد سيطرة قوات خليفة حفتر، على منطقة الهلال النفطي الليبي.
وتابعت أن السراج طالب بسرعة تشكيل حكومة وفاق وطني، وعرضها على مجلس النواب، لمنحها الثقة، وهو الأمر نفسه الذي ناقشه السراج مع رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية، رئيس اللجنة التي شكلها السيسي لبحث الأزمة الليبية، الفريق محمود حجازي.
ورجحت المصادر عقد اجتماع في القاهرة نهاية الأسبوع الجاري، أو بداية الأسبوع المقبل، يجمع بين السراج وصالح والفريق حجازي، حال توصل الجانبين لشروط لتفادي الخلافات الحالية الخاصة بتشكيل الحكومة، بحسب التقارير.