اصطحب رئيس الانقلاب، عبد الفتاح
السيسي، 24 عضوا في "مجلس نواب ما بعد الانقلاب"، معه في رحلته التي يبدأها الأحد إلى الولايات المتحدة، بدلا من الإعلاميين الذين اعتاد على اصطحابهم معه في رحلاته إلى أوروبا والولايات المتحدة، طيلة فترة حكمه الماضية، على نفقة رجال الأعمال، الموالين له، في الحالتين.
ووضع
مصريون موالون للسيسي، في الولايات المتحدة، أغلبهم من المسيحيين، اللمسات النهائية لاستقباله، واتفقوا على تسيير عدد من الأتوبيسات من ولايتي نيوجيرسي ونيويورك، لتنظيم وقفة أمام مقر إقامته، الأحد، للترحيب به.
وذكرت صحيفة "المصري اليوم"، السبت، أنه تم حجز ثلاثة أماكن أمام
الأمم المتحدة، يوم إلقاء السيسي كلمته، الثلاثاء، في اجتماع الدورة الـ71 للجمعية العامة للأمم المتحدة، التي يحضرها للعام الثالث على التوالي في نيويورك، أولها مكان مربع حجزته جماعة الإخوان للتظاهر ضده، على حد وصفها.
وحجزت كل من: جمعية الهيئة القبطية الأمريكية، وجمعية "مصر لكل المصريين"، مكانين للترحيب بالسيسي.
وعقد وفد الكنيسة القبطية المكلف من البابا تواضروس، اجتماعا لكهنة نيويورك ونيوجيرسي، الجمعة، للتأكيد على خروج الأتوبيسات يومي الأحد والثلاثاء، من أمام الكنائس لنقل المرحبين بالسيسي، ورفع صور مشتركة له، بجانب الأعلام المصرية.
حشد كنسي غير مسبوق للزيارة
وبالتوازي مع ما سبق، دعت قيادات مسيحية كبرى، في مصر والولايات المتحدة، المسيحيين المصريين إلى الاحتشاد لدعم زيارة السيسي.
ودعا الأنبا مكاريوس ساويرس، أحد رعاة الكنيسة الأرثوذكسية بالولايات المتحدة، أقباط أمريكا للخروج واستقبال السيسي خلال زيارته.
وقال في تدوينة عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، الجمعة: "إلى كل أحبائي، إلى كل أصدقائي، إلى إخوتي الأقباط في كل أمريكا عموما، وكل الساحل الشرقي الشمالي للولايات المتحدة، فلنخرج جميعا يومي الأحد 18، والثلاثاء 20 أيلول/سبتمبر الحالي لاستقبال رئيس مصر السيد عبد الفتاح السيسي يوم وصوله الأحد، ويوم إلقاء كلمة مصر بالأمم المتحدة".
وحذر المسيحيين المصريين بالولايات المتحدة من توجيه الانتقاد للسيسي فقال: "هناك ملاحظة في غاية الخطورة، هي أن أي فعل خطأ من أي قبطي مقيم ومتنعم بالحرية في أمريكا، مثل كتابة مقال به شتائم لمصر، أو تطاول على حكومة مصر، أو محاولة التقليل من دور وعمل رئيس الدولة السيد عبد الفتاح السيسي، اعلم يا عزيزي أن رد الفعل كله سيكون على إخوتك المقيمين في مصر، وهذا ما لا يرضاه ضميرنا ولا ديننا ولا مبادئنا".
ومن جهته، عقد أسقفا أسيوط، وقوص، ثاني لقاءاتهما بالكنائس في الولايات المتحدة، مساء الخميس، والتقيا بعدد من الأقباط في كنيسة السيدة العذراء باستاتن ايلاند بنيويورك، وشارك في اللقاء أسقف نيويورك، الأنبا ديفيد.
وقال أسقف قوص، الأنبا بيمن: "يتهمونني بالتطبيل للرئيس، أيوه أنا بطبل للرئيس، لأنه رئيس يستحق، وأفضل رئيس حكم مصر، ويسعى لنهضة مصر في كل المجالات من المشروعات القومية، إضافة إلى ملف المواطنة".
وقال أسقف أسيوط، الأنبا يؤانس: "الأقباط يعيشون أفضل أيامهم مقارنة بالعصور السابقة، وبصفتي كنت سكرتيرا للبابا شنودة الثالث أكثر من 21 سنة، وعايشت الأحداث المختلفة أرى تغيرا في التعامل مع المشكلات".
وأضاف أن البابا تواضروس أرسل الوفد الكنسي لاستقبال الرئيس هذا العام رغم أنها الزيارة الثالثة للرئيس، لأن الإخوان المسلمين يسعون لتنظيم وقفة ضده، ويستغلون الظروف الاقتصادية والمشكلات التي يعاني منها المصريون.
وأشار إلى أن الأقباط في نيويورك ونيوجيرسي يشكلون أكثر من ثمانين بالمائة من المصريين في الولايتين، وطالبهم بالخروج لاستقبال السيسي، وقول الحق فقط لأن الكنيسة لا تحشد ولا تقول لكم السمع والطاعة.
طوبى لمن يستقبل السيسي
ومدافعا عن الخطوات الكنسية السابقة قال الكاتب الصحفي التابع للأجهزة الأمنية، حمدي رزق، في مقاله بجريدة "المصري اليوم"، السبت، بعنوان: "رأس الدولة ورأس الكنيسة"، إن "المسيحيين المصريين كانوا في قلب ثورة 30 يونيو، وبابا المسيحيين فوق منصة 3 يوليو".
وأشار رزق لبيان الكنيسة في المهجر بالاحتفاء بحضور السيسي إلى نيويورك، وإيفادها ممثلين عنها ليكونوا في مقدمة مستقبليه، باعتباره "تقليد كنسيا درجت عليه الكنيسة الوطنية".
وادعى أن تواضروس لم يخرج على المسيحيين بما يسيئهم كنسيا أو سياسيا، زاعما أنه يتصرف بمسؤولية وطنية، متسائلا باستنكار: "هل مطلوب من بابا الكنيسة المصرية أن يحرج الرئيس المصري في المهجر، ويؤلب عليه الغرب؟".
وشدد على أن البابا "لن يمكن الإخوان والتابعين أبدا من الرئيس، ولن يكون الأقباط ورقة يرفعها هؤلاء مكايدة في وجهه، متى كان الأمريكان رحماء بالأقباط؟".
واختتم بالقول: "الحط على البابا لا يستقيم وطنيا، فقط لأنه طلب من أولاده في المهجر إكرام الرئيس، حسنا أكرمت جماعة العلمانيين البابا في موقفه من الرئيس، إكراما للوطن".
وأردف: "طوبى للبابا وطوبى للمصريين المسيحيين في المهجر إن خفوا لاستقبال الرئيس.. حبا في أغلى اسم في الوجود" (يقصد مصر).
أسرار سفر نواب السيسي لدعمه بأمريكا
ومن جهتهم، أعلن 24 من أعضاء "مجلس نواب ما بعد الانقلاب"، سفرهم لنيويورك، برفقة السيسي، لتقديم الدعم له بالولايات المتحدة.
وكشف وكيل لجنة العلاقات الخارجية بالمجلس، طارق رضوان، أن وفد النواب المرافق للسيسي سيبدأ تحركاته يومي الاثنين والثلاثاء المقبلين مع الجانب الأمريكي بعقد لقاءات مع مجموعات من أعضاء الكونجرس، ومنظمات المجتمع المدني، وبعض الوفود الأجنبية.
وأضاف أن اللقاءات تستهدف "إيضاح الصورة الحقيقية لمصر بعد ثورة 30 يونيو، وكشف حقيقة النقاط الملتبسة على الجانب الأمريكي، والأكاذيب التي تروجها الجماعات الإرهابية عن حقيقة الأوضاع السياسية والأمنية في مصر"، وفق زعمه.
وتابع - في تصريحات صحفية، السبت - أن وفد النواب بمثابة دبلوماسية شعبية وبرلمانية، ووجودنا يستهدف دعم الرئيس السيسي في هذه الزيارة، الذي يمثل دولة بعد ثورتين.
وزعم أن السفر جاء على نفقة النواب الخاصة، وادعى أن " الإخوان سيفشلون كالعادة لأنهم أقلية"، مشيرا إلى أن "الوفد سيعمل على إبراز حجم المخاطر التي تعرضت لها الدولة المصرية، بعد الإطاحة بحكم الإخوان في ثورة 30 يونيو، وما كان يعانيه الشعب من الإرهاب وإجرام الجماعة".
وفي السياق نفسه، قال عضو الوفد، صلاح حسب الله، إن تأييد السيسي واجب على كل مصري لأنه لا يؤيد شخص الرئيس، وإنما مصر.
ويضم الوفد كلا من النواب: عبد الرحيم علي، ود. مي البطران، وأحمد بدوي، وخالد يوسف، وداليا يوسف، وطارق الخولي، وطارق رضوان، ود. عماد جاد، وإيليا ثروت باسيلي، ونادر مصطفي، وهشام الشطوري، ونبيل بولس شنودة، ومنال ماهر، ومحمد شعبان، وإيهاب الطماوي، ومحمد علي عبد الحميد، وهاني نجيب، وسحر طلعت، وسولاف درويش، ونشوى الديب، وكريم درويش، وكريم سالم، وصلاح حسب الله، وعلى بدر.
ملف القروض على أجندة السيسي في نيويورك
ويصل رئيس الانقلاب، الأحد، إلى نيويورك، للمشاركة في فعاليات الدورة الحادية والعشرين للجمعية العامة للأمم المتحدة، التي تعقد تحت عنوان "قمة الأمم المتحدة المعنية باللاجئين والمهاجرين".
ونقلت وسائل إعلام محلية عن وزير الخارجية سامح شكري قوله إن السيسي سيقوم بطرح الرؤية المصرية أمام الجمعية الأممية بخصوص الجهود المبذولة لتسوية الأزمات الإقليمية.
كما سيشارك السيسي في قمة مجلس الأمن حول التطورات في الشرق الأوسط، ويترأس قمة مجلس السلم والأمن الأفريقي، على هامش أعمال الجمعية، لمناقشة تطورات الأوضاع بجنوب السودان، في ضوء تولي مصر رئاسة مجلس السلم والأمن الأفريقي، خلال شهر أيلول/ سبتمبر الجاري.
كما يترأس السيسي اجتماع لجنة الرؤساء الأفارقة المعنية بتغير المناخ، التي ستناقش نتائج مؤتمر أطراف اتفاقية باريس حول تغير المناخ، فضلا عن التحضير للدورة المقبلة للمؤتمر، في مراكش، خلال تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل.
لكن صحيفة "المصري اليوم"، نقلت، في سياق مختلف، السبت، عن "مصدر على علاقة بملف التفاوض مع صندوق النقد الدولي"، قوله إنه من الوارد أن يلتقي السيسي مع مسؤولين بالصندوق والبنك الدوليين، والإدارتين الأمريكية والبريطانية، على هامش الزيارة، لمناقشة القرض، الذي تم الاتفاق مبدئيا بشأنه مع مصر، البالغ 12 مليار دولار.