شنت
الصحف الإيرانية، الخميس، هجوما شرسا على صفحاتها الأولى ضد
السعودية، مستخدمة خطاب المرشد علي
خامنئي الداعي لتدويل إدارة
الحج وإخراج إدارة شؤون الحج والحجاج من السلطات السعودية.
ووصفت الصحف التي رصدتها "
عربي21"، السعودية بأنها "الشجرة الخبيثة والملعونة"، وأن "المملكة لا تمتلك المؤهلات اللازمة التي تسمح لها وتمنحها الصلاحية بأن تقوم بإدارة شؤون المسلمين في الحج"، بحسب الصحف الإيرانية.
وطالبت صحيفة" كيهان" المملوكة لخامنئي بتشكيل لجنة تقصي حقائق دولية للتحقيق حول حادثة منى التي ذهب ضحيتها مئات الحجاج من الدول الإسلامية كافة، إلا أن إيران وحدها استغلت حادثة منى للهجوم على السعودية.
واستخدمت الصحف الإيرانية في هجومها ضد السعودية، الخطاب نفسه الذي استخدمه الخميني عام 1979 ضد العراق وصدام حسين، حيث نتج عنه حرب مدمرة استمرت لمدة ثماني سنوات ساعدت الخميني في تصفية جميع خصومه السياسيين في الداخل والخارج، وفقا لمراقبين.
ويتخوف الإيرانيون الآن من أن يقوم الحرس الثوري بافتعال حرب قصيرة مع السعودية، لتصفية جميع خصومهم السياسيين، من الإصلاحيين وغيرهم في البلاد، على حد قول المراقبين للشأن الإيراني.
ورافق هجوم الصحف الإيرانية ضد السعودية عملية تحريض واسعة في المحافظات الإيرانية ضد المملكة، وقام الحرس الثوري بطبع صور كبيرة عن الملك سلمان وحكام السعودية بأوضاع ساخرة، ودموية ونشرها على الطرقات وعلى لوحات الإعلانات في المدن والأسواق الإيرانية.
ووصف سيد هاشم بطحائي، عضو مجلس خبراء القيادة الإيرانية، السعودية بأنها دولة احتلال ولا يحق لها فرض سلطاتها على الحرمين الشريفين. ورأى أن مسألة إدارة شؤون الحج يجب أن تحل عن طريق تشكيل الشورى بين المسلمين، وأن جميع الدول يجب أن تشارك في إدارة شؤون الحج، على حد قوله.
من جانبه، قال كبير مراجع الشيعة في قم مكارم الشيرازي، إن السعودية بسبب هزائمها باليمن وسوريا والعراق، تحاول أن تنتقم من إيران عن طريق منع فريضة الحج للإيرانيين في هذا العام.
وأضاف شيرازي: "نحن نجدد مطالبنا بخصوص تدويل إدارة شؤون الحج وإننا في إيران نتمسك بهذا الخيار لأن مدينتي مكة والمدينة تعود ملكيتهما لجميع المسلمين، ولم تكن هذه المدن الإسلامية أملاكا خاصة لآل سعود حتى يتصرفوا فيها كما يشاءون".
بدوره، طالب إبراهيم رئيسي، مدير شؤون الروضة الرضوية في مدينة مشهد التي تعد من أكبر المؤسسات المالية والتجارية التابعة لخامنئي، بـ"أن يتم تدريس ما وصفه بـ(جنايات آل سعود) في المدارس والجامعات والمعاهد الإيرانية حتى تبقى هذه الجرائم في ذاكرة الإيرانيين، وأن لا نسمح بنسيان جرائم الشجرة الخبيثة في إيران".
وترفض السعودية المزاعم الإيرانية التي تدعي فيها أن المملكة لا تمتلك الأهلية لإدارة شؤون الحج، وتعتبر المطالب الإيرانية تدخلا سافرا في شؤون السعودية.