قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في تصريحات نشرت، الأربعاء، إن بلاده مستعدة للمشاركة في أي مبادرة تقترحها الولايات المتحدة للسيطرة على معقل
تنظيم الدولة في
سوريا في الوقت الذي تنتزع فيه قوات مدعومة من
تركيا المزيد من الأراضي السورية من قبضة المتشددين.
ونقلت صحيفة "حريت" التركية في عددها الصادر اليوم الأربعاء، عن أردوغان قوله إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما طرح فكرة عمل مشترك مع تركيا لاستعادة مدينة
الرقة السورية من تنظيم الدولة خلال محادثات بين الزعيمين على هامش قمة مجموعة العشرين في الصين.
وبدأت تركيا عملية في شمال سوريا يوم 24 آب/ أغسطس بهدف إبعاد تنظيم الدولة عن حدودها ومنع وحدات حماية الشعب الكردية السورية من توسيع الأراضي التي تسيطر عليها.
وقال أردوغان للصحفيين على متن طائرته التي وصلت أمس الثلاثاء: "أوباما يريد أن نقوم بشيء معا فيما يتعلق بالرقة على وجه الخصوص". وأجرى أردوغان اجتماعات في الصين مع أوباما والرئيس الروسي فلاديمير بوتين وزعماء آخرين.
وذكر: "أعلنا من ناحيتنا أنه ليس لدينا مشكلة في ذلك وقلنا فليجتمع جنودنا معا وسيتم عمل كل ما يتطلبه الأمر". وأضاف أن الدور التركي سيتوقف على إجراء مزيد من المحادثات.
ورحب مسؤولون أمريكيون بجهود أنقرة لإخراج تنظيم الدولة من معاقله في سوريا، لكنهم أبدوا قلقهم عندما بدأت القوات التركية في قتال وحدات حماية الشعب الكردية وهي قوة تعتبرها واشنطن حليفا فعالا في حربها على التنظيم المتشدد.
واشتبكت قوات المعارضة السورية المدعومة من تركيا مع مقاتلي وحدات حماية الشعب في المراحل الأولى من عملية التوغل التركي في الأراضي السورية التي بدأت قبل أسبوعين لكنها بعد ذلك حولت تركيزها إلى الأراضي التي يهيمن عليها تنظيم الدولة وسيطرت على عدة قرى.
وقال الجيش التركي في وقت متأخر من مساء أمس الثلاثاء إن ثلاثة جنود أتراك قتلوا عندما أصيبت دبابتان بصواريخ أطلقها التنظيم المتشدد. وأضاف أن أربعة جنود آخرين أصيبوا بجروح.
وأضاف الجيش التركي أن الجيش السوري الحر -الذي تدعمه أنقرة- سيطر على ست قرى أخرى تقع أيضا في مناطق تنظيم الدولة.
وتسيطر تركيا وقوات المعارضة المتحالفة معها الآن على أراض تمتد 90 كيلومترا على الجانب السوري من الحدود وتتقدم جنوبا.
وتريد أنقرة الآن دعما دوليا لعملية تسيطر من خلالها على مثلث من الأراضي يمتد نحو 40 كيلومترا داخل الأراضي السورية لإقامة منطقة عازلة بين جيبين يسيطر عليهما الأكراد إلى الشرق والغرب ومناطق يهيمن عليها تنظيم الدولة في الجنوب.
وتقول تركيا إن "المنطقة الآمنة" ستساعد في وقف تدفق المهاجرين السوريين. لكن الفكرة لم تحظ بعد بموافقة الولايات المتحدة وروسيا بسبب المتطلبات العسكرية لتأمين هذه المنطقة.
وترسل تركيا في هذه الأثناء المزيد من العتاد العسكري إلى الجنوب، وقالت وكالة "دوغان" التركية للأنباء إن الجيش أرسل 15 دبابة إلى منطقة الإصلاحية قرب الحدود ليبلغ إجمالي عدد الدبابات والمركبات المدرعة في المنطقة 90 مركبة.
وقال أردوغان: "ليس بإمكاننا أخذ خطوة إلى الوراء، إذا أخذنا خطوة إلى الوراء ستستقر هناك جماعات إرهابية مثل داعش (تنظيم الدولة) وحزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي ووحدات حماية الشعب الكردية".
وحزب الاتحاد الديمقراطي هو الجناح السياسي لوحدات حماية الشعب الكردية في سوريا الذي تقول أنقرة إنه امتداد لحزب العمال الكردستاني المحظور الذي يقاتل للحصول على الحكم الذاتي للأكراد في جنوب شرق تركيا.