تناقش الأكاديمي
الإماراتي عبد الخالق عبد الله، ومواطنه الأديب عبد الغفار حسين، حول "الخلل السكاني في الإمارات"، حيث لا تتجاوز نسبة المواطنين الـ13 بالمائة من إجمالي عدد السكان.
وتحت عبارة "ضاع الوطن"، قال الأكاديمي عبد الخالق عبد الله، إن الإماراتيين هم الأقل نسبة من حيث عدد السكان في دولهم، من بين دول الخليج.
الأديب الإماراتي عبد الغفار حسين، قال إن "سعادة المجتمع لا تقاس بالأكثرية المواطنة، بل بتوفير العدالة الاجتماعية وشعور الأفراد بأنهم متساوون في الحقوق..".
وفي دعوة صريحة منه لمنح الجنسية الإماراتية لمن يخدمها، قال: "علينا إفساح المجال أمام غير المواطن لكي يحب الوطن ويدين له بالولاء، ويؤهل نفسه سلوكيا واجتماعيا وثقافيا للمواطنة الصالحة".
وأضاف: "مساهمة غير المواطن في مجال العمران في الإمارات كثيرة، وعلينا تكريم مثل هذا المساهم واستقباله بالبشاشة، النسبة الصغيرة لعدد المواطنين ليست مخيفة فلنجعل من هذه النسبة النخبة والصفوة بالعلم والتنوير والفكر القيادي المنفتح".
فكرة عبد الغفار حسين، قال إنه استقاها من الهند، وتحديدا جماعة تُسمّى "البارسيز"، التي تُعد نخبة المواطنين الهنود، ورفض آباؤهم سابقا عروضا من شاه إيران للقدوم إليه، والمساهمة برفع مستوى نجابة الإيرانيين.
وبحسب حسين، فإن "المجتمعات المتقدمة لا تؤخذ بالمعايير القومية والطائفية والدينية في التأهيل للمواطنة، ودستور الإمارات يتماشى مع متطلبات المجتمعات المتقدمة".
عبد الغفار حسين البالغ من العمر 70 سنة، قال إنه شارك في إحصاء المواطنين بدبي، وبلغ عدد المواطنين في جميع الإمارات حينها (قبل توحيدها) 80 ألف نسمة.
وتابع: "يصل عدد المواطنين اليوم إلى قرابة المليون ونصف المليون، والسبب الأساسي
التجنيس للقادمين الجدد في بداية تأسيس الدولة".
واقترح عبد الغفار حسين أن "يتم وضع خطط جديدة لتجنيس مثل هذا العدد خلال السنوات الخمس القادمة، بالتنظيم الدقيق وضمان الولاء والتجانس الثقافي".
وفي تلميح منه لعنصرية رافضي التجنيس، قال: "كان حكام الإمارات وقادتها أبعد نظرا من الميول العنصرية والانغلاقية التي أرادت عرقلة التجنيس..".
بدوره، ردّ عبد الخالق عبد الله، على تغريدات حسين، قائلا إنه لا يتفق معه في التهوين من خطر الخلل السكاني الذي يزداد خللا، وتابع: "أعتقد أن الوقت غير مناسب لفتح باب التجنيس في الإمارات".
وأضاف: "الدعوة لحل الخلل السكاني لا تصدر من أصوات عنصرية ومنغلقة في المجتمع بل إن قادة الإمارات الكرام حتى يدركون خطورته".
وفي إقرار منه بخطر استمرارية مشروع الإمارات في التطور الحضاري، وغيره، قال: "الإمارات هي الدولة القدوة والنجم الصاعد، لكنها ليست قدوة في الخلل السكاني الذي يثير السؤال حول ديمومة نموذج الإمارات".
وتابع قائلا: "هل يمكن لنموذج تنموي أن يتسم بالاستقرار ويستمر بـ20% مواطنين وقريبا 10% وربما 1%. لا يجب التهوين من المعضلة السكانية".
وبحسب عبد الخالق عبد الله، فإنه "لا أحد يدعو لوقف النمو الاقتصادي، لكن مطلوب نموا معتدلا يخفف تدفق العمالة بما يتوافق مع وضعنا السكاني الكارثي".
ودعا عبد الله إلى "هامش أكبر من الحرية لمناقشة الخلل بشفافية وبدون خشية من الاتهام بعنصرية أو غوغائية، والقول إن المسؤول أبخص".