يخشى سكان مدينة
المعضمية في ريف دمشق الغربي من تكرار سيناريو جارتها "
داريا"، بأن يقوم النظام السوري بإخلائها من أهلها ومقاتليها وإخضاعها لاتفاقية مماثلة، وقعتها الأخيرة بعد تكثيف القصف المروحي على المدينة.
وبين المصدر أن وقع الساعات الأولى من إخلاء داريا شعبا ومقاتلين كان صاعقا، مضيفا "ولكننا تجاوزنا وقع هول الأمر خلال الساعة التي تلت عملية
التهجير"، موضحا "نتشارك مع داريا بإرث تاريخي عريق، وفي الثورة السورية، كان كل منا عونا للأخر، انتفضنا سلميا سوية، وتسلحنا سوية عندما بطش النظام بنا، وتحاصرنا سوية، وعندما ضربنا الأسد بالكيماوي كانوا سندا لنا".
وأضاف المصدر، أما اليوم بعد التهجير القسري لداريا بمباركة أممية وتواطؤ دولي، لم يعد الحال كما كان، فقد بات الإيراني واللبناني هم البديل عن السكان الأصليين لداريا، وبات حزب الله اللبناني على حدودنا الداخلية مع داريا التي تبلغ عدة كيلو مترات.
وأشار المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، إلى أنه من الطبيعي أن يعود ملف معضمية الشام للظهور مجددا وبقوة على المشهد السوري، بسبب بقائها وحيدة على تخوم دمشق من الجهة الغربية، إضافة لوقوعها بين العديد من الأحياء "العلوية" وقربها من مطار المزة العسكري والفرقة الرابعة، علاوة على أن أقرب نقطة محررة تبعد عنها ما لا يقل عن 12 كم.
وتوقع المصدر تشديد
الحصار على المدينة من قبل قوات النظام عبر افتعال أي ذريعة لمنع دخول الأغذية، وإغلاق المنفذ الوحيد لها، بغية الضغط على المعارضة المسلحة من قبل عشرات آلاف المدنيين للرضوخ لمطالب النظام بتسليم السلاح أو الرحيل عن المدينة، أو غير هذا من السيناريوهات التي قد يلجأ إليها النظام.
بدوره، قال أحد القيادات العسكرية للمعارضة في المدينة، إنه "من غير المستبعد أن يقوم النظام السوري وحزب الله بالضغط عسكريا على المدينة قبل طرح خيار التهجير، مؤكدا أنه في حال قيام النظام بهذه الخطوة، لن تقف المعارضة مكتوفة الأيدي، وأن قوات النظام لم تنس بعد شراسة المعارضة في المعارك، وأن خيار التهجير القسري سيكون مرفوضا جملة وتفصيلا في الأحوال كافة".
ورأى متابعون للشأن السوري بأن حال مدينة معضمية الشام المجاورة لداريا بات مشابها تماما للأوضاع التي آل إليها حي الوعر في حمص، المدينة بعد التهجير القسري لبلدات حمص القديمة سابقا، في حين لا تزال التكهنات حول مصير المعضمية غير واضحة المعالم من قبل المعارضة.
وتعد مدينة معضمية الشام، بوابة دمشق من الجهة الغربية، وتقع على الأوتوستراد الرئيسي الواصل بين العاصمة ومحافظة القنيطرة، ويقطنها قرابة 43 ألف مدني، وكانت المعارضة السورية حررتها منذ عام 2012 وما زالت تسيطر عليها.
تعرضت المعضمية للقصف الكيماوي مع الغوطة الشرقية عام 2013، ووقعت أواخر العام ذاته اتفاق تهدئة مع النظام السوري، وهو الاتفاق الذي ما زال ساريا حتى اليوم، وتخلله تشديد الحصار لفترات وقطع المواد الإغاثية عنها، فيما تمنع حواجز النظام خروج أي مدني منها ما عدا الموظفين والطلبة.
يشار إلى أن قوات النظام السوري نجحت في الفصل بين داريا والمعضمية قبل أشهر، عقب معارك استمرت عدة أشهر، ومن ثم نفذت قوات النظام حملة عسكرية كبيرة على داريا واستهدفتها بألاف البراميل المتفجرة، أدت إلى تدمير غالبية المدينة بشكل شبه كامل.