أبدى عدد كبير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي دهشتهم من
شماتة إعلامي موال لرئيس الانقلاب، عبد الفتاح السيسي، في آخر، موال له أيضا، واصفين أحمد موسى، ويوسف الحسيني، بأنهما وجهان لعملة واحدة، وأحد مظاهر الانحطاط الإعلامي بمصر، في حين وصف إعلامي ثالث، موال للسيسي أيضا، تغريدة موسى، بأنه كالدبة التي قتلت صاحبها، فيما دافع رابع، موال للسيسي، عن موسى نفسه.
جاء ذلك على خلفية استفتاء نشره الأخير، عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الإجتماعي "تويتر"، حول تأييد ترشح السيسي لولاية ثانية، أظهر هزيمة رئيس الانقلاب هزيمة ساحقة، برفض 81 بالمائة من متابعي موسى ترشحه للرئاسة مجددا، ما سبب حرجا بالغا لنظام السيسي، وفق مراقبين.
الحسيني: كم واحد "هاكك"
وعلق يوسف الحسيني، على ما أشاعه موسى عن تعرض حسابه للقرصنة، عبر صفحته على "تويتر"، ساخرا من تفسير موسى لما حدث، وكون حسابه تمت قرصنته، وبالتالي قام بحذف الاستفتاء، وحسابه معا، من على "تويتر".
فقال الحسيني: "بتقولوا ايه !!!!#أحمد_موسى اتهاك؟! ومن قطريين وأتراك؟! ولسه بيتهاك لحد دلوقتي، واللا خلاص؟! كام واحد هاكه؟! بيتهاك من زمان؟! تصدق كنت شاكك!!".
الباز: عن الدبة التي تحوم حول الرئيس
ومن جهته، استغل رئيس تحرير صحيفة "البوابة"، الموالي للسيسي، محمد الباز، سقطة أحمد موسى، لتسجيل نقطة لصالحه عند نظام السيسي.
وتساءل في مقاله بالصحيفة، بالعنوان السابق، السبت: هل كان السيسي في حاجة لحديث عبثي وفوضوي عن مسألة ترشحه مرة ثانية من عدمه؟
وأردف: "أعترف أنني كنت أول من تحدث عن مسألة ترشح السيسي لفترة ثانية، منذ أكثر من شهر، ولم ألتفت إطلاقا لمن يوافق أو يعترض على ترشح الرئيس لفترة ثانية، فطبيعي جدا أن هناك من يوافق، ومن يرفض، لكن هذا له موضعه في صناديق الانتخابات التي ستقول كلمتها في النهاية".
وأضاف: "الفكرة التي طرحتها تحولت فجأة إلى كابوس، كان السيسي يجري حوارا مهما مع رؤساء الصحف الحكومية الثلاث الكبرى، يمكن أن تعتبره إعادة تقديم لرئيس مقاتل بعد أكثر من عامين في السلطة".
وأردف: "بدلا من الاحتفاء بالحوار من خلال النقاش الحر المفتوح حوله، تم ابتذاله بأكثر من طريقة، كان أكثرها بشاعة هو الحديث عن ترشحه لفترة ثانية، إذ خرج ياسر رزق رئيس تحرير جريدة "الأخبار"، بما يمكننا اعتباره تصريحا استباقيا، قال إنه سأل الرئيس عن مسألة ترشحه لفترة رئاسية ثانية، فرد عليه بأنه سيفعل هذا بشروط".
وعلق الباز بالقول: "تم التعامل مع التصريح على أن السيسي يريد أن يترشح للرئاسة مرة ثانية بشروطه، واضطر مكتب الرئيس الإعلامي إلى أن يصحح الأمر، وصدر ما يشبه البيان للتأكيد على أن الرئيس قال إنه سيترشح مرة ثانية إذا أراد الشعب ذلك".
وأردف: "اعتقد بعض الإعلاميين أن الرئيس في ورطة، سارعوا بإجراء استفتاءات رأي، وكان السؤال هل توافق على ترشيح الرئيس السيسي لفترة ثانية؟".
وتابع الباز: "أحمد موسى فعل ذلك على حسابه على "تويتر"، ومؤكد أنه تصرف هكذا وهو على ثقة كاملة أن جمهور متابعيه سيمنحون السيسي ثقتهم المطلقة".
واستطرد: "كان لابد من مخرج، والمخرج السهل في هذه الحالة حديث متهافت عن سرقة الحساب من قبل شياطين الإخوان، ومؤيديهم، وهو كلام مضحك لا ينطلي على طفل صغير".
وشدد على أن موسى أوقع نفسه في الفخ، مستدركا: "لكنه دون أن يدري أوقع الرئيس في حرج بالغ، كان في غنى عنه تماما".
والأمر هكذا شدد الباز على أن الاستطلاع "لم يكن إلا دبة حاولت أن تحمي صاحبها فقتلته"، متابعا: "أعتقد أن هناك دببة كثيرة تحيط بعبد الفتاح السيسي، تعبث بمستقبله السياسي، فهل تتوقف الدببة عن عبثها حول الرئيس، وتلتفت لعملها الذي تسيطر عليه العشوائية؟"، بحسب تساؤله.
عزمي مجاهد: حذاء موسى برقبة مهاجميه
في المقابل، شن الإعلامي الموالي للسيسي، عزمي مجاهد، عبر مداخلة هاتفية ببرنامج "انفراد"، على فضائية "العاصمة"، الجمعة، هجوما حادا على مهاجمي أحمد موسى، قائلا: "جزمة (حذاء) أحمد موسى برقبة كل مهاجميه، وبرقبة خالد أبوالنجا".
وكان الممثل أبو النجا، علق على إغلاق موسى لحسابه عبر "تويتر"، بتغريدة قال فيها باللغة الإنجليزية: "حساب أحمد موسى يختفي من على "تويتر" ومصر بتفرح أوي".
نشطاء: كلاهما وجهان لعملة واحدة
ومن جهتهم، وصف نشطاء كلا من: أحمد موسى ويوسف الحسيني، بأنهما وجهان لعملة وحدة.
وقال أحمد البيه: "كل واحد منافق، وبيدعم الظلمة.. ربنا هيفضحه بين الناس".
وقال العمروسي أحمد: "زيك زيه مفيش اختلاف.. ملوك التطبيل والتعريض لبلحة".
وتساءل هاني فاروق صبحي: "يا ترى.. أحمد موسى هيرفع عليك قضية سب وقذف بعد التويتة دي، ولا قذف بس؟".
ودعا مصطفى عاطف الحسيني إلى عمل استطلاع مشابه.. فيما رأى عبد الرحمن بن محمد أن ما يحدث: "فخار يكسر بعضه بعضا".
وقال حديث القلم: "هذا مبلغكم من الأدب الخلق والثقافة.. هذا خطابكم في العلن فما أقبحكم في السر".
من هما الحسيني وموسى؟
ويذكر أن يوسف الحسيني هو أحد الإعلاميين المؤيدين للسيسي، والمرافق له في زياراته الخارجية، وله فضيحة جنسية سربتها جهة ما، وبثتها على موقع يوتيوب قبل شهور قليلة.
أما أحمد موسى فيُعتبر أحد أهم الأذرع الإعلامية لللسيسي، ويقول مراقبون إنه أحد أكبر المحرضين على الفض الدموي لرابعة، وقتل المتظاهرين السلميين.
وأطلقت صحيفة "الوطن"، السبت، على أحمد موسى، وصف "سباب الشعوب أو المسؤولين"، مشيرة إلى أنه وصف سفير بريطانيا في
مصر بـ"النطع الوقح"، وشوه سمعة مخرج مظاهرات 30 يونيو، خالد يوسف، بعرض صور فاضحة له، و"فبرك" فيديو من لعبة شهيرة على أنها مشاهد من قصف روسي لداعش بسوريا.
فيما قالت صحيفة "الموجز" إن "المذيع المتهاك" لقب أطلقه الساخرون من تبريرات الإعلامي أحمد موسى، بتعرض حسابه الرسمي على "تويتر" للاختراق من قبل مجموعة هاكرز من قطر وتركيا، قائلة بسخرية: "المذيع المتهاك.. لف وارجع تاني".
إلى ذلك، رأى مراقبون أن استطلاع موسى، وتعليق الحسيني، قد أحرج الأجهزة الأمنية التي يعملان لحسابها في تأييد السيسي، وتوقعوا أن يتم التضحية بهما معا في القريب العاجل، الأول بمنع ظهوره في قناة "أون تي في"، والثاني ربما بتفعيل عشرات البلاغات المقدمة ضده، تتهمه بالسب والقذف، وحتى الخيانة العظمى، على خلفية تأييده التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير للسعودية.
ويذكر أن رواد موقع "تويتر" دشنوا هاشتاغ "المذيع جاب ورا"، وشنوا حملة
سخرية من تبريرات موسى بتهكير الحساب.
برلماني والداخلية تحججا قبل موسى بالهاك
كما كتبت الصحفية سارة سعيد، مؤكدة أن هناك ثلاثة تحججوا بـ"الهاك" للتنصل من أفعالهم، أولهم النائب أسامة شرشر، الذي أكد أن حسابه على تطبيق "واتس آب" اخترق، وأرسل فيديوهات "جنسية" على مجموعة الأمانة العامة لمجلس النواب، وأعلن حينها رئيس المجلس أنه سيتخذ الإجراءات اللازمة.
والواقعة الثانية كانت لوزارة الداخلية عندما أرسلت بالخطأ بريدا إلكترونيا للصحفيين يتضمن مذكرة تحتوي على تعليمات بخصوص أزمة اقتحام نقابة الصحفيين، وخطة للتعامل مع الأزمة تتضمن "عدم التراجع"، ومحاولة التنسيق مع قطاعات من الرأي العام مؤيدة للوزارة، والتركيز في الخطاب الإعلامي للداخلية على أن أعضاء مجلس النقابة خالفوا القانون، وارتكبوا جريمة التستر على هاربين.
وبعد الهجوم على وزارة الداخلية عقب الإيميل الذي وصل بالخطأ للصحفيين، أعلنت الوزارة على الفور وقوع خلل تقني بإيميل الوزارة الذي تتواصل منه مع مندوبي الصحف، ومختلف وسائل الإعلام.
واعتبرت سارة سعيد واقعة موسى هي الثالثة في هذا الصدد.