قال مصدر عسكري عراقي، مساء الثلاثاء، إن العمليات العسكرية توقفت "مؤقتا" خلال فترة الليل في ناحية
القيارة الواقعة على مسافة 60 كلم جنوب الموصل، معقل تنظيم الدولة في محافظة
نينوى (شمال)، في الوقت نفسه ناشد مسؤول محلي القوات بتوخي الحذر حفاظا على حياة
المدنيين عقب "سقوط قتلى وجرحى منهم".
وقال الملازم الأول في
الجيش العراقي صاحب لفتة إن "العمليات العسكرية في ناحية القيارة توقفت بشكل مؤقت بسبب حلول الليل ومع كثرة الألغام والمركبات المفخخة داخل أزقة مدينة القيارة على أمل أن تستأنف غدا صباحا".
وكان مدير ناحية القيارة صالح حسن الجبوري قد أعلن عن انطلاق عمليات عسكرية فجر اليوم الثلاثاء لاقتحام ناحية القيارة جنوب الموصل تمهيداً لتحريريها من سيطرة تنظيم الدولة.
وأوضح الجبوري في تصريحات سابقة أن "القوات العراقية تواصل تقدمها وتمكنت من تحرير مناطق داخل مركز ناحية القيارة، جنوب الموصل".
وأضاف الجبوري الذي يدير أعماله من منطقة "الحاج علي" المحررة التي تتبع القيارة أن "المبنى الحكومي وسط القيارة والذي يضم مبنى الناحية، والمجلس والشرطة، جرى السيطرة عليه من قبل رجال مكافحة الإرهاب (جهاز تابع لوزارة الدفاع) وتم رفع العلم العراقي عليه"، مشيرا إلى أن "القوات تمكنت أيضا من السيطرة على مستشفى القيارة، شمال غربي المدينة، وسوق القيارة جنوبي المدينة".
من جهة أخرى، قال عضو مجلس محافظة نينوى التي تقع بها ناحية القيارة، عبد الرحمن الوكاع، إن "12 شخصا مدنيا بينهم نساء وأطفال سقطوا بين قتيل وجريح في قصف مدفعي على منطقة الرمانة بمركز مدينة القيارة جنوب الموصل".
وأضاف الوكاع أن "قصفا مدفعيا لقوات الجيش سقط على منزلين لهذه العائلة ما تسبب بأضرار جسيمة بمنازلهم"، إلا أن الوكاع لم يحدد أعداد القتلى من الجرحى.
وناشد القوات العراقية، "بتوخي الدقة والحذر في استهداف مواقع داعش سواء بالقصف المدفعي أو الجوي لأن الناحية تحوي عشرات الآلاف من السكان يحتجزهم التنظيم كدروع بشرية".
وطالب الوكاع بـ"تجنيب المدنيين أضرار وويلات الحروب فهم محتجزون رغما عنهم من قبل داعش ونتلقى اتصالات من داخل المدينة من أبناء عمومتنا تطالب بإنقاذهم".
وتابع أن "أغلب عناصر داعش المحليين فروا من القيارة عبر نهر دجلة ثم قرية الحود ولم يبق في القيارة إلا عناصر التنظيم من الأجانب".
ولم يتسن الحصول على تعقيب فوري من الجيش العراقي على ما ذكره المسؤول المحلي.
وتُعد القيارة أكبر ناحية في محافظة نينوى، ومنطقة إستراتيجية لما لها من أهمية من الناحية التكتيكية والدعم اللوجيستي في المعركة العسكرية المرتقبة لتحرير الموصل، فضلا عن أنها تضم مصفى للنفط كان ينتج 16 ألف برميل من المشتقات النفطية يوميا، وأحد أكبر الحقول النفطية الذي يضم عددا من الآبار النفطية.
وبدأت الحكومة العراقية في آيار/ مايو الماضي، بالدفع بحشود عسكرية قرب الموصل التي يسيطر عليها "داعش" منذ حزيران/ يونيو 2014، ضمن خطط لاستعادة السيطرة عليها من التنظيم، وتقول إنها ستستعيد المدينة قبل حلول نهاية العام الحالي.