كشفت مصادر محلية في مدينة منبج، بريف
حلب الشرقي، أن قوات
سوريا الديمقراطية التي تهيمن عليها
الوحدات الكردية، أقدمت بعد طرد
تنظيم الدولة من المدينة؛ على حل المجلس المحلي المنتخب، لتشكل "المجلس التأسيسي" للمدينة، فيما أعلن مسؤولون في حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي أنه سيجري إلحاق المدينة بالإدارة الذاتية الكردية.
وكان المجلس الثوري المنتخب من أبناء منبج؛ يدير المدينة قبل دخول تنظيم الدولة إليها، وظل حتى وقت قريب يدير شؤونها المحلية.
وتشكل السيطرة على مدينة منبج نقطة انطلاق "بحسب محللين عسكريين" للقوات الكردية باتجاه الغرب السوري، وصولاً إلى منفذ بحري، وربط الكانتونات الكردية شمال سوريا ببعضها في مسعى لإعلان "كيان كردي سوري شبيه بالكيان الكردي العراقي"، وفق مراقبين.
وفي حديث لـ"عربي21"مع سيهانوك ديبو، عضو إدارة مكتب العلاقات العامة في حزب الاتحاد الديمقراطي، الذي تتبع لها الوحدات الكردية، ومستشار الرئاسة المشتركة للحزب، قال إن الهدف من المجلس التأسسي الجديد؛ هو السعي "لإقامة نظام سياسي لا مركزي في المدينة".
ووفق المعطيات السياسية على الأرض، فإن أي نظام لا مركزي تقيمه الوحدات الكردية في الشمال السوري سيتبع وبشكل مباشر لما يسمى بالإدارة الذاتية الكردية، الأمر الذي ينظر له نشطاء على أنه "خطوة في محاولة تكريد المنطقة الشمالية من سوريا".
وأضاف ديبو: "من أهداف المجلس أيضا العمل على دحر تنظيم الدولة، وترميم آثار دماره الفكري والبنيوي في المجتمع، إضافة لتفعيل دور المرأة في المجتمع"، وفق قوله.
ونشرت الجمعة صور لنساء قيل إنهن من منبج، وقد خرجت للعلن للمرة الأولى منذ سيطرة التنظيم على المدينة، وتظهر في الصور فيها امرأة تحرق الحجاب وأخرى تدخن السجائرة بإحدى يديها فيما تشير بيدها الأخرى علامة النصر، الأمر الذي استهجنه بعض أهالي المدينة المحافظة، فيما قال سكان إن هؤلاء النسوة لسن منبجيات.
من جانبه، أكد محمد الخطيب، ابن مدينة منبج وأحد إعلامييها، أن قوات سوريا الديمقراطية "ألغت المجلس الثوري المنتخب من قبل أبناء المدينة، وأعلنت عن مجلس عُيِّن أعضاؤه من قبل وحدات حماية الشعب الكردية، في مسعى من الأخيرة لإقامة دولة انفصالية عن سوريا"، كما قال.
وقال محمد إن مصير آلاف الوثائق الرسمية التي تثبت ملكية العقارات والأراضي وهوية الأفراد؛ ما زال مجهولاً بعد أن حُرق مبنى المحكمة في مدينة منبج، إثر سيطرة قوات سوريا الديمقراطية على المدينة، وسط تضارب الأنباء حول الفاع.
واندلع الحريق بعد اشتباكات قوية بين تنظيم الدولة المنسحب وقوات سوريا الديمقراطية التي استكملت سيطرتها على الأمريكي بإسناد مباشر من الطيران الأمريكي إلى جانب مجموعة من القوات الأمريكية الخاصة التي تتابع المعارك من غرفة العمليات على الأرض.