(قل إن الموت الذي تفرون منه) يا حكومة (فإنه ملاقيكم)!!
بقدر ما أنا غاضب من سوء إدارة الإخوان، وحزين على ما أوصلوا أنفسهم إليه في موضوعة الانتخابات، إذ تم سوقهم رغما عنهم ليشهدوا زورا على وجود مجلس مختطف، حتى صح فيهم قول الله سبحانه وتعالى (إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان)، بقدر ما أنا أنفجر ضاحكا شامتا بخصومهم الذين مهما حاولوا إضعاف الإخوان بأساليب لئيمة لا تمت للشرعية بشيء، فإنهم يكتشفون كم هم أنفسهم أقزام أمام النسخة المقزمة من الإخوان.
أنفجر ضاحكا كلما رأيت تخبط الحكومة الفصيحة بنتائج قراراتها "العبقرية" التي تقصد فيها تحجيم الإخوان، وقد حشدت كل مكرها لتمكر بهم، فإذا بهؤلاء الحزانى (الذين يمتلئ قلبي غضبا عليهم لما جروه على أنفسهم وعلى التيار الإسلامي من هوان) يخرجون راكبين ممتطين يبارزون الحكومة في الشرعية.
فأما شرعية الدولة فتلك فوق الجميع، ولكننا نتكلم عن شرعية الحكومة وقوتها وهيبتها، فتلك فيها كثير من الكلام إذا ما تم مقارنتها بالشرعية المثبتة للإخوان على أرض الواقع.
الحكومة مرتبكة قبل يوم الانتخاب، بينما ظهرت شرعية الإخوان ظاهرة جلية إلى درجة أن الحكومة فكرت بإلغاء الانتخابات، فالإخوان يحشدون بنعومة تحسدهم عليها الصبايا، وهم رغم ضعفهم ورغم التنكيل بهم ورغم كل الجهود لإضعافهم يثبتون أن وجودهم أعمق من وجود أي حكومة من الصنف البايخ الذي نراه.
حكومات تقف على عكازات الديوان.. فالحكومة تسوقهم رغما عنهم إلى انتخابات مجلس مفقود (يصح فيه شعار خرج ولم يعد) ليشهدوا زورا على وجود ذلك المفقود الدستوري، ويعطوا الشرعية لبديله: ذلك المجيليس القادم، الذي سيرفل بحفاظاته ويتلهى بلهايته، ويمص إصبعته مالئا الدنيا صراخا: واوا واوا.
فإن هم لم يفعلوا، أكملت الحكومة مسار نزع الشرعية عن جماعتهم. فإذا بالسحر ينقلب على الساحر، إذ سيأتي مجلس مفتت إلا من الإخوان وحلفائهم. لا أستطيع أن أمنع نفسي من الضحك على هذا المشهد الكوميدي.
الجلاد أصبح ضحية، والضحية أصبحت قوية. والإخوان الآن أقوى، إذ أجبرتهم الحكومة على ما كنا ننصحهم فيه دون جدوى: تحالفوا ووسعوا تحالفاتكم، فإنما تستقطب الحكومة الرجالات بوعدهم بالمناصب، فإن أنتم قوة أصبحتم توزعون بعض المناصب فقد ازددتم قوة وأصبحتم منافسا حقيقيا للحكومة عند شعب يكثر فيه المتطلعون للمكاسب.
لو خيرت مرشحا متنفعا بين خيار أن يرشح نفسه مدعوما من الدولة عينك عينك وبين أن يتكرم عليه الإخوان بمقعد في لوائحهم لركض ركضا نحو لوائحهم. ثم تتكلم الحكومة عن شرعية الإخوان؟!؟ L O L
إنه مشهد "يفطس" من الضحك، إذ أطلقت الحكومة على رجلها الرصاص وهي تزعم أنها "المباردي" الأول (المباردي عندنا في الطفيلة هو القناص الذي يتقن استعمال البارودة).
خذوها مني يا عباقرة الحكومة، فوالله لو رشح الإخوان هرة على رأس قائمة لنجحت، وتظنون أني أمدحهم؟ لا !
لكن الحقيقة أن الناس أميل بكثير إلى شعار يحمله من قد لا يثقون به منهم، إلى من يحمل شعارات فالصو.
البعض ثقافته لم تصل إلى التعرف على أعمال دانتي لذلك غيرنا العنوان.