كشف مركز الميزان لحقوق الإنسان، عن تلقي العاملين في المركز "تهديدات بالقتل"، بدأت في أواخر عام 2015، وتواصلت بشكل متصاعد حتى الوقت الحاضر.
واتهم مدير وحدة البحث الميداني في مركز الميزان، سمير زقوت، "
إسرائيل بالوقوف خلف هذه التهديدات بالقتل؛ التي تستهدف بعض العاملين في المركز".
وأكد في حديث خاص لـ"
عربي21"، أن الاحتلال الإسرائيلي "يعمل على تشويه صورة المركز لدى الجهات المانحة، بادعاء أن له علاقة بتنظيم داعش، من أجل تجفيف مصادر التمويل التي يعتمد عليها المركز في تنفيذ مشاريعه الحقوقية المختلفة".
وأكد مركز الميزان، أن أحد أعضاء المركز تلقى "رسالة تهديد موجهة له ولأسرته، ومرفقا معها صورا حديثة نسبيا للبيت الذي يسكنه، تم التقاطها عن قرب، ضمن حملة متصاعدة من التهديدات والاعتداءات".
وأوضح المركز في بيان له الخميس، وصلت "
عربي21" نسخة منه، أن هذه "التهديدات مشابهة للتهديدات التي وجهت للزملاء في مؤسسة الحق، والتي يبدو أنها تستهدف منظمات
حقوق الإنسان التي تركز في عملها على المساءلة القانونية لجرائم الحرب (التي ارتكبتها إسرائيل) والوصول إلى العدالة".
واستنكر المركز ما أسماها "الاعتداءات القذرة على المدافعين عن حقوق الإنسان الذين يعملون على تعميم وحماية هذه الحقوق، وإعمال القانون الدولي، وفقا لآليات قانونية وسلمية"، داعيا المجتمع الدولي والمنظمات الدولية "للتحرك العاجل لوضع حد لهذه الاعتداءات والملاحقات، واستنكار هذه الحملة غير المبررة، واتخاذ الإجراءات الكفيلة بمجابهتها ووضع حد لها".
جرائم الحرب
ولفت المركز إلى أن الحملة المتصاعدة التي تستهدف العاملين في المركز، "بدأت بتعميم رسائل بريد إلكتروني ونشر تدوينات على صفحات "فيسبوك"، وإجراء مكالمات هاتفية على هواتف موظفي المركز وأصدقائهم وممولي المركز بشكل متكرر، موضحا أن الرسائل "تحمل في طياتها تهديدات متعددة وادعاءات باطلة عن المركز وموظفيه؛ وصلت لحد التهديد بالقتل"، بحسب البيان.
وأضاف البيان: "يلاحظ أن شدة هذه الاعتداءات كانت تتزايد في كل مرة يكون فيها طاقم المركز منخرطا في العمل على رفع دعاوى قانونية على المستوى الدولي، خاصة لدى محكمة الجنايات الدولية، وكذلك في أنشطة المناصرة والتحشيد على المستوى الدولي، فيما يتعلق بالمحاسبة القانونية على جرائم الحرب وانتهاكات إسرائيل للقانون الدولي التي يوثقها المركز باستمرار".
ولفت إلى أن "مضمون هذه الاعتداءات؛ يشير إلى أن أعضاء المركز يخضعون لمراقبة وثيقة باستخدام أعلى التقنيات والقدرات".
وقال إن المركز "آثر التعامل مع هذه الممارسات الدنيئة بطريقة حذرة، غير أن هذه التهديدات بلغت حدا وضيعا لدرجة تهديد حياة وعائلات أعضاء المركز مما اقتضى الإفصاح عنها"، وفق ما جاء في البيان.
وأكد مركز الميزان أن "هذه الاعتداءات جاءت لاحقا لموجة عدوانية أظهرتها إسرائيل تجاه عمل منظمات حقوق الإنسان؛ المتعلق بتأمين العدالة والمحاسبة على جرائم الحرب الذي تعتبره حربا قانونية"، مبينا أن المركز يعمل مع عدد من المؤسسات والهيئات الدولية المختصة بحقوق الإنسان، بما فيها الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والمنظمات غير الحكومية على المستويين الوطني والدولي.
وفيما اعتبر المركز أن "هذه الهجمة الشرسة، تهدف للنيل من مكانة المركز ومصداقيته لدى المجتمع الفلسطيني والدولي، وثنيه عن أداء مهمته في الدفاع عن حقوق الإنسان"، أكد أنها "لن تخيف المركز وأعضاءه، بل على العكس ستزيدهم تصميما على أداء عملهم الاحترافي في الدفاع عن حقوق الإنسان بالطرق المشروعة"، وفق قول المركز في بيانه.
حماس
من جانبها، حذرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، التي تدير قطاع
غزة، على لسان القيادي النائب مشير المصري، "العدو الصهيوني من مغبة الاستمرار في هذه السياسية المكشوفة، التي تستهدف المؤسسات الدولية والحقوقية العاملة في قطاع غزة "، مشددا على "ضرورة أن يتحمل الجميع مسؤوليته للجم هذه العقلية الإجرامية والإرهابية التي يتمتع بها الاحتلال"، بحسب تعبيره.
وأوضح المصري، في تصريح لـ"
عربي21"، أن الاحتلال "يتحرك وفق استراتيجية مكشوفة لتضييق الخناق على الشعب الفلسطيني"، معتبر أن ضغوط الاحتلال تهدف إلى "الحيلولة دون أن يسمح للضحية أن ترفع صوتها عبر المؤسسات الحقوقية لتكشف عن ممارسته النازية الإجرامية".