قالوا قديما إن "الشهد في
عنب الخليل"، ولا غرابة؛ فنسبة السكر فيه تتجاوز الـ17 بالمئة، وهو يشكل بعد
الزيتون ثاني منتج زراعي رافد للاقتصاد الوطني
الفلسطيني، وتحديدا في محافظة الخليل جنوب
الضفة الغربية المحتلة.
ويشغل قطاع العنب خمسة آلاف و600 مزارع فلسطيني في الخليل وحدها، والتي تُعد المنتِج الأكبر لهذا الصنف الزراعي بـ65 بالمئة من عنب الضفة وقطاع غزة، بحسب رئيس مجلس العنب والفواكه الفلسطيني فتحي أبو عياش.
وقدّر أبو عياش في حديثه لـ"
عربي21" المساحات المزروعة بالعنب في الضفة وغزة بـ63 ألفا و620 دونما، مشيرا إلى أن "معظم هذه المساحات موجودة في محافظة الخليل، وتحديدا في حلحول وبيت أمر شمالا".
وأوضح أن مساهمة هذا المنتج بشكل كبير في الاقتصاد الفلسطيني؛ ترجع إلى وجود عدة منتجات يمكن اشتقاقها منه وإعادة تصنيعها، مثل: الدبس، والملبن، والعنبية، وعصير العنب، ومربى العنب، وورق العنب. ويجري العمل حاليا على استحداث زيت بذور العنب؛ للاستفادة منه بعد طحنه".
وصنف أبو عياش العنب في 18 نوعا، أهمها "الدابوقي، والجندلي، والشيوخي، والزيني، والحمداني. كما أن منه اللونين الأبيض والأحمر".
مشاكل القطاع
وحول المشاكل التي يعاني منها قطاع العنب؛ بيّن أبو عياش أن العوائق التي يضعها الاحتلال أمام تصدير العنب إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948؛ يؤثر على المردود الاقتصادي للمزارعين والتجار، مشيرا إلى أنه "يتم تصدير العنب إلى الداخل الفلسطيني بنسبة 20 بالمئة، واحد بالمئة منها يدخل بشكل قانوني، بينما تصل البقية بطرق أخرى عبر المعابر والحواجز".
وقال إنه "لا يُسمح بتصدير العنب إلى الأردن إلا بعد 25 من شهر تشرين أول/ أكتوبر من كل عام، وهو وقت متأخر نسبيا للتصدير الذي تكون ذروته في شهر أيلول/ سبتمبر، يضاف إلى ذلك أن عمليات الفحص تصل مدتها إلى ثلاثة أيام على معبر الكرامة بين الضفة والأردن، وهذا يؤثر على جودة المنتج".
وفي سرده لمشاكل هذا القطاع؛ أضاف أبو عياش أن "الأسواق الفلسطينية مغمورة بالعنب المهرب من الداخل المحتل؛ ذي الشكل الأفضل، والسعر الأقل، ما يضعف إقبال المواطن على المنتج المحلي"، لافتا إلى مشكلة "استهداف سلطات الاحتلال للأراضي المزروعة بالعنب، ومصادرتها وتخريبها، إضافة إلى الهجمات التي ينفذها المستوطنون على الأراضي الزراعية، والتي تؤدي إلى إفسادها، وضعف إنتجاها، وربما إتلاف أشجارها أصلا".
مهرجان تسويقي للعنب
وفي أيلول/سبتمبر من كل عام؛ يُقام في محافظة الخليل "مهرجان العنب"، وهو مهرجان تراثي يهدف للتواصل بين المزارعين والمستهلكين والتجار والمؤسسات، لتسويق وطرح المنتجات المتعلقة بالعنب، وتعريف المواطنين بأصنافه المختلفة".
وقال أحمد مناصرة، مدير عام الغرفة التجارية في شمال الخليل، والممثل عن اللجنة التحضيرية العليا لمهرجان العنب، إن العنب موجود في كل بيت خليلي، ولذلك قالوا "خليلي يا عنب"، موضحا أن "زراعته جاءت للاكتفاء الذاتي من منتجاته المختلفة، إضافة الى مردوده الاقتصادي الجيد على العائلات في الخليل".
وأضاف مناصرة لـ"
عربي21" أن أهمية العنب "دفعت إلى إقامة مهرجانه الذي يُنظم منذ سنوات طويلة، وتم تطويره لتعزيز وجود العنب في الأسواق المحلية، ورفع أسعاره بما يتناسب مع المستهلك؛ ويوفر عائدا اقتصاديا جيدا للمزارع والمنتج".
زيادة الإنتاج
وبين مناصرة أن المهرجان يشتمل أيضا على عرض منتجات يدوية وصناعات محلية تراثية، إضافة إلى أنه يفتح المجال للتسويق المنظم، والوصول إلى حلول من أجل الترويج، بدلا من الطرق البدائية والبسيطة في التصنيع والتغليف، كما أنه يساعد في التوجيه والإرشاد للحفاظ على المنتج.
وكشف عن وجود دراسات فلسطينية حول إطالة وقت إنتاج العنب من ثلاثة إلى أربعة أشهر سنويا، لتصل إلى ما بين ستة أشهر وسبعة، مضيفا أن "العمل جار على
زراعة العنب في أرجاء محافظات الضفة الغربية، وخاصة الشمالية، للوصول إلى هذا الحد من الإنتاج".