رئيس وزراء السويد السابق ينتقد أوروبا ويطالب بدعم أردوغان

نشر رئيس وزراء السويد السابق كارل بيلدت، والذي يشغل حاليا منصب رئيس مجلس أوروبا المشارك لشؤون العلاقات الخارجية، مقالا طالب فيه الدول الأوربية بأن تدعم الرئيس التركي ردب طيب أردوغان الذي تعرض لمحالة انقلاب عسكري فاشلة على حكمه في تركيا.

وفي مقاله الذي نشره في صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية، التي تصدر في واشنطن، انتقد بيلدت ردود فعل المسؤولين في أوروبا عقب فشل المحاولة الانتقلابية على أردوغان في تركيا، إذ استنكرت الإجراءات التي اتخدتها الدولة بحق الانقلابيين، وراحت تنتقد الرئيس التركي والحكومة المنتخبين. 

وتساءل بيلدت رئيس الوزراء السابق المعروف في السويد، والذي شغل سابقا منصب وزير الخارجية أيضا: "هل تغط بروكسيل في نوم عميق أم أنها في جهل مدقع؟ هذا هو السؤال الذي يُطرح بعد الرد الفاتر للزعماء الأوروبيين على المحاولة الانقلابية العسكرية التي جرت في تركيا يوم الخامس عشر من تموز/ يوليو الماضي".

وتحت عنوان "يا أوروبا.. قفي دفاعا عن إردوغان"، قال السياسي السويدي في مقاله الذي ترجم خصيصا لـ"عربي21": "لا مكان للانقلابات في منطقة أنشئت على القيم الديمقراطية”، وموجها كلامه للقادة الأوربيين، استذكر ما حصل مع اليونان التي عاشت “كابوسا” وعاشته معها أوروبا لما يقرب من عقد من الزمن". 

وعبّر بيلدت عن استيائه، وذلك لأن الاتحاد الأوروبي ليلة الانقلاب في تركيا، استغرق زمنا قبل أن يعلن عن تنديده بالمحاولة الانقلابية، وقال: "لم نشهد ما يدل على أن أيا من ممثلي الاتحاد الأوروبي سارع بالطيران إلى تركيا فيما بعد، ليعرب عن دعم الاتحاد لبلد طامح في الانضمام إليه، في مواجهة أكبر تهديد يتعرض له نظامه الدستوري، حتى تلك اللحظة".
 
وانتقد رد فعل زعماء أوروبا مباشرة بعد فشل الانقلاب، في إثارة التساؤلات حول الإجراءات التي اتخذتها السلطات التركية لتطهير مؤسسات الدولة من العناصر التي يُظن أنها مرتبطة بحركة غولن.
 
وعندما طالبت تركيا بإعفائها مؤقتا من الالتزام بالمعاهدة الأوروبية لحقوق الإنسان، انقض عليها زعماء الاتحاد الأوروبي بالرفض القطعي، متناسين أن فرنسا تقدمت بالطلب ذاته على إثر الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها باريس في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي. 

ورأى بيلدت أن تركيا لديها كل الحق، بل ويتوجب عليها بالفعل، أن تتخذ من الإجراءات ما تحمي بها نفسها من القوى التي تسعى إلى الإطاحة بالنظام الدستوري.
 
وحذّر من أن أوروبا تخاطر بفقدان سمعتها إذا لم تبد اهتماما خاصا في التعامل مع قضية الانقلاب ذاتها. ولا يوجد أدنى شك في أن رد فعل الاتحاد الأوروبي المخجل والمشين على الانقلاب الذي وقع في مصر في عام 2013 قد نال من مكانته من هذه الناحية.
 
وقال إن "الاتحاد الأوروبي لكان في موقف أفضل بكثير لو أن زعماء الاتحاد الأوروبي توجهوا مباشرة إلى تركيا للتعبير عن صدمتهم وتنديدهم بالانقلاب، وتهنئة شعب تركيا بإلحاق الهزيمة بالانقلابيين، ولو أنهم بادروا إلى الجلوس إلى الرئيس ومع الحكومة ومع زعماء المجلس النيابي ومع غيرهم لمناقشة كيف يمكن ضمان الديمقراطية في تركيا وضمان سلامة الطريق الذي ترغب تركيا في سلوكه نحو أوروبا".
 
وأشار في معرض حديثه إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد يكون أول زعيم يجتمع بالرئيس أردوغان بعد الانقلاب. ولو حصل ذلك فعلا، فإنه عار على أوروبا”، وفق قوله.

ماذا كان ليحصل لو نجح الانقلاب

وأوضح قائلا: "تصوروا لو أن الوحدات العسكرية المتمردة نجحت في مسعاها، وأن طغمة عسكرية سياسية من نوع ما قد استولت على مقاليد الأمور، وسيطرت على الدولة في تركيا؛ أشك في أن الأمر كان سيبدو بالسهولة ذاتها التي بدا عليه الوضع عندما استولى قادة الجيش بدباباتهم على السلطة في أثينا في شهر نيسان/ إبريل من عام 1967، وقاموا باعتقال الآلاف المؤلفة من الناس، وكان ذلك إيذانا ببدء الكابوس الذي عاشته اليونان وعاشته معها أوروبا".
 
وأضاف أن تركيا كانت على موعد مع سفك الدماء في حال نجح الانقلاب على الديمقراطية، مستذكرا ما حصل في الانقلاب العسكري في مصر، حين قتل العسكر الآلاف من المدنيين المعارضين للانقلاب.

وتابع بأن "شوارع أنقرة وشوارع إسطنبول كانت لتشهد سفكا للدماء بينما تحاول قوات الانقلابيين إخماد غضب جموع المتظاهرين المعارضين لانقلابهم. ولكم أن تعودوا بالذاكرة إلى العنف المميت الذي شهدته شوارع القاهرة بعد انقلاب تموز/ يوليو 2013 في مصر".
 
وفي شرحه للسيناريو المحتمل في حال نجح الانقلاب في تركيا، قال إنه "من المرجح أن تركيا كانت ستغرق في حرب أهلية عارمة فيما لو قدر للمحاولة الانقلابية أن تنجح، وما من شك في أن تداعيات ذلك كانت ستكون جسيمة".
 
وعاد في حديثه للقادة الأوروبيين، محذرا: "لكان ملايين المواطنين الأتراك الهاربين من العنف والفوضى والموت قد انضموا إلى ما يزيد عن مليوني لاجئ سوري استقر بهم المقام في تركيا في البحث عن قوارب تنقلهم إلى أوروبا عبر البحر. ولكانت أوروبا الآن تواجه كارثة لجوء أكبر بكثير من تلك التي شهدتها في عام 2015".

وبارك بيلدت فشل الانقلاب، ومسارعة الأحزاب السياسية في تركيا إلى التنديد مجتمعة بالانقلاب، مبديا أمله في أن يعزز مثل هذا المشهد الفريد من التضامن والوحدة الديمقراطية في تركيا، وأن يوفر لها مزيدا من الحماية.

لقراءة المقال كاملا إضغط هنا