أعلن في
اليمن، السبت، عن "المجلس السياسي الأعلى" المتشكل من جماعة الحوثي وحزب المؤتمر الشعبي، بزعامة رئيس اليمن الذي سيتولى إدارة البلاد، طبقا لاتفاق موقع بين الطرفين.
وبحسب ما نشرته وكالة "سبأ" التي يسيطر عليها الحوثيون، فإن المجلس السياسي الأعلى في اليمن يضم عشرة أعضاء، هم: "نائب رئيس حزب المؤتمر صادق أبو رأس، ورئيس المكتب السياسي للحوثيين صالح الصماد، ومحافظ حضرموت الأسبق خالد الديني، والقيادي الحوثي يوسف الفيشي، والمسؤولان العسكريان قاسم لبوزة ومبارك صالح المشن، والقيادي في حزب اتحاد القوى الشعبية صالح النعيمي، وعضو البرلمان جابر الوهباني، وسلطان أحمد عبدالرب، ومجاهد السامعي، وناصر ناصر عبدالله النصيري".
وفي حفل الإعلان، قال نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام صادق أمين أبو راس، في كلمة المؤتمر وحلفائه: "نشهر المجلس السياسي الأعلى للجمهورية الذي سيتولى إدارة أمور هذا البلد في كل المجالات، وإعادة البلد إلى الدستور والقوانين النافذة.. الدستور الذي ضحى من أجله الشعب اليمني كله من أقصاه إلى أقصاه".
وأضاف أن "هنالك بعض الحقائق التي يجب أن يعرفها الآخرون، أولها أن إنشاءنا هذا المجلس هو لغرض داخلي، لصيانة بلدنا ومؤسساته والروح الوطنية اليمنية بين مختلف شرائح الشعب اليمني".
وأشار أبو راس إلى أن هذا المجلس ليس موجها ضد أحد. وقال: "من يظن أن هذا المجلس جاء ضده فهو خاطئ. نحن نمد أيدينا للسلام إلى جميع إخواننا، وأخص بالذات إخواننا اليمنيين في الخارج والداخل كمرحلة أساسية وأولى، عدا من أساءوا وسفكوا دماء أبناء الشعب اليمني، دماء النساء والأطفال.. هؤلاء سنترك التاريخ يحكم عليهم".
وأردف: "نحن نمد أيدينا إلى الجيران وإلى الأشقاء في دول العالم، أن يقدروا ظروف الشعب اليمني، هذه رغبة الشعب اليمني نترجمها في هذا المكان"، لافتا إلى أن "المجلس السياسي الأعلى ترجمة لرغبة الشعب اليمني، ولم يأت نزوة من المؤتمر ولا من أنصار الله، وإنما جاء بناء على رغبة جماهيرية عارمة من كل أنحاء اليمن".
من جانبه، قال رئيس المجلس السياسي للحوثيين صالح الصماد في كلمة له: "تحية إجلال وإعظام للشعب اليمني الصابر الصامد والجيش واللجان الشعبية المرابطين في مواقع الشرف والبطولة، وتحية إجلال لرئيس وأعضاء اللجنة الثورية العليا وكل رجالات الدولة في كل المؤسسات الذين صبروا في سبيل الحفاظ على مؤسسات الدولة وتسيير أمورها في أشد وأصعب الظروف".
وأضاف: "نفتتح لقاءنا هذا في هذه اللحظة التاريخية، والعدوان الأمريكي السعودي لا يزال على أشده بعد عام ونصف من القتل والتدمير. تكشفت خلال هذه الفترة أهداف العدوان وسقطت كل ذرائعه وتبين أنه يسعى لتدمير اليمن أرضا وإنسانا وكيانا ودولة وحضارة، ومعاقبة للشعب اليمني على خياراته الاستقلالية".
وأشار صالح الصماد إلى أن "القوى السياسية الوطنية بذلت منتهى التفاهمات وقدمت التنازلات المجحفة في كل مراحل الحوار التي تدور في حلقة مفرغة من دون تقدم يذكر، وكان المراد منها أن تبقى دون أفق زمني ولا سياسي في ظل إدارة أممية هزيلة وتواطؤ دولي مريب".
وتابع الصماد بأن "القوى الوطنية استطاعت تفنيد كل مبررات ودعاوى العدوان الواهية التي يتمترس خلفها، ومنها القرارات الأممية ونحوها، رافق ذلك تقديم العديد من الرؤى والمبادرات كانت في غاية الإنصاف لو كانت هناك إرادة جادة في السلام".
وتابع رئيس المجلس السياسي للحوثيين: "فكان لزاما على القوى السياسية الوطنية الاستجابة لصوت الشعب، والمضي في ترتيب وضع البلد وتوحيد الجهود لمواجهة التحديات وعدم الرهان على الخارج، فرهاننا هو على الله تعالى وعدالة قضيتنا وصمود شعبنا".
واستدرك: "كل ذلك كان إرهاصات دفعت بالقوى السياسية وفي مقدمتها أنصار الله وحلفاؤهم والمؤتمر الشعبي العام وحلفاؤه، للتوقيع على الاتفاق التاريخي في 28 تموز/ يوليو الماضي لترتيب وضع البلد والاستعداد لمرحلة جديدة من الصمود ومواجهة العدوان وأدواته".
وأردف الصماد: "وها نحن اليوم نلتقي لاستكمال خطوات هذه الاتفاق التاريخي بإشهار تشكيلة المجلس السياسي الأعلى ليخرج إلى العلن ليكون اللبنة الأولى لتعزيز مشوار الصمود".