قال الكاتب البريطاني روجر بويز إن "مأساة
حلب تفضح عجز الغرب"، مشيرا إلى أن إدارة أوباما سمحت لبوتين بدعم نظام الأسد "المتوحش".
ووصف بويز، في مقال له على صحيفة "التايمز"، الأربعاء، ما يجري في حلب، قائلا إن "الدخان الأسود يغطي سماء حلب بعد أن أحرق السكان الإطارات لإخفاء الأهداف عن المقاتلات السورية والروسية"، مشيرا إلى قصف خمسة مشافٍ من التسعة الموجودة، الأسبوع الماضي في حلب التي بقي بها 300 ألف مدني محاصر.
وقال الكاتب إن ما يجري في حلب هو "سراييفو" القرن الحادي والعشرين، "ونحن نتجاهله عالقين بهجماتنا الإرهابية، بتنويم من الإدارة الأمريكية، التي تنسينا حلب"، بحسب تعبيره، مضيفا بقوله: "عندما نستيقظ سيكون الأوان قد فات، وستكون المدينة التي كانت أكبر المدن التجارية السورية، فارغة".
وأوضح بويز أن هذا يأتي لمصلحة القيادة الروسية، التي سعت لإبقاء رجلها بشار الأسد في السلطة، والحفاظ على موطئ قدمها في الشرق الأوسط، "في إهانة للغرب نتيجة لانهزاميته".
وقال الكاتب إن مستقبل
سوريا مرتبط بحلب، وهذا ما جعل روسيا تمنح الأسد الدعم الجوي والاستخباري المطلوب لطحن المقاومة هناك، في مدينة تحولت خلال العقود إلى مركز مدني هائل.
وتابع: "ليس من المستغرب أن يبدي الناس قلقهم من ممرات روسيا الآمنة، فقد تعلموا من تجربة حمص أن من يغادر المدينة يختفي"، مضيفا أن "كل هذا يهدف لطرد التمرد في تلك المدينة".
وسخر الكاتب من السياسة الغربية، قائلا: "ربما هذا ما عناه وزير الخارجية الحالي بوريس جونسون بقوله: لنتعامل مع الشيطان؟"، متسائلا: "هل كان يعني تسليم حلب للروس، وللدكتاتور السوري، والحرس الثوري الإيراني؟"، داعيا إلى أن "الله سيعيننا إن كانت هذه السياسة القادمة، التي تعني نهاية التأثير الغربي في الشرق الأوسط".
واختتم الكاتب بقوله إن الغرب بتعاونه مع بوتين قال للعالم إنه يتجاهل سوريا كقضية صعبة الحل، مما سيزيد الهجرات، ولن يفعل شيئا لتقليل الإرهاب، معتبرا أن "أخذنا بنصيحة بوتين وتعاوننا مع الشيطان يعني خسارتنا جميعا، وأكثرنا أولئك الموجودون في حلب".