نشرت صحيفة "ديلي تلغراف" تقريرا للصحافية جوزيفين ماكنا، تقول فيه إن تسجيلات المكالمات الهاتفية تظهر أن طالب جامعة كامبردج المقتول جوليو
ريجيني كان تحت مراقبة الشرطة
المصرية عندما اختفى في كانون الثاني/ يناير، بحسب ما أوردته إحدى قنوات التلفاز الإيطالي.
ويكشف التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، عن أن محطة "أل أيه 7"، التي تبث من روما، قالت هذا الأسبوع إن مصادر سرية أفادت بأن تسعة تسجيلات لمكالمات أظهرت أنه تمت ملاحقة ريجيني إلى محطة مترو في القاهرة من خمسة أو ستة ضباط شرطة في اليوم الذي اختفى فيه في 25 كانون الثاني/ يناير 2016.
وتذكر ماكنا أن تقرير المحطة زعم أن المكالمات الهاتفية تشير إلى أن واحدا من ضباط الشرطة على الأقل كان على الطريق السريع إلى الاسكندرية، حيث وجد جثمان ريجيني يحمل علامات تعذيب متواصل، بعد أسبوع من اختفائه.
وتشير الصحيفة إلى أن تقرير محطة التلفاز قال إن الادعاء العام الإيطالي رفض تأكيد تلك الأخبار لأسباب تتعلق بالخصوصية، مشيرة إلى أن الحكومة المصرية تصر دائما على أن قوات الأمن لم تكن تلاحق الباحث الإيطالي البالغ من العمر 28 عاما، وتنفي أن يكون قد تم اعتقاله من الشرطة.
ويلفت التقرير إلى أن قضية ريجيني أدت إلى توتر العلاقات بين القاهرة وروما، حيث وصف الرئيس الإيطالي سيرجيو ماترلا مقتل ريجيني بأنه "
جريمة قتل بربرية"، وأضافها إلى الأحداث الأليمة التي أصابت الشعب الإيطالي.
وتنقل الكاتبة عن رئيس مكتب تحقيقات الجيزة خالد شلبي، قوله إن ريجيني مات في حادث سير، بعد ساعات من اكتشاف جثته، مستدركة بأن والدة ريجيني، بولا قالت لاحقا إن جسد ابنها كان مشوها تماما، وإنها لم تستطع التعرف عليه إلا من خلال أنفه.
وتنوه الصحيفة إلى أن ريجيني طالب دكتوراه في جامعة كامبردج، وذهب إلى مصر بصفته أكاديميا زائرا للجامعة الأمريكية في القاهرة.
ويفيد التقرير بأن
إيطاليا سحبت سفيرها من القاهرة في شهر نيسان/ أبريل، علامة على عدم الرضا، وصوّت البرلمان الإيطالي في نهاية حزيران/ يونيو على وقف إمداد مصر بقطع غيار لطائرات "إف-16" الحربية؛ عقوبة على ما تراه إيطاليا بأنه إهمال من السلطات المصرية بشأن التحقيق في وفاة ريجيني.
وتورد ماكنا أن والدي ريجيني هددا في حزيران/ يونيو بنشر 260 صورة، تبين آثار التعذيب الوحشي لجسد ابنيهما الممزق، ما لم يضغط الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك المملكة المتحدة، على القاهرة؛ للتحقيق في وفاة ريجيني الغامضة.
وتختم "ديلي تلغراف" تقريرها بالإشارة إلى أن وزير داخلية إيطاليا إنجلينوا ألفانو، قال في آذار/ مارس إنه لدى فحص الطب الشرعي لجثمان ريجيني "شاهدنا شيئا غير إنساني، بل حيوانيا"، في إشارة إلى مدى تشوه جسد ريجيني تحت التعذيب.