بعث بابا
الفاتيكان فرنسيس، الثلاثاء، برقية تعزية إلى رئيس أساقفة بلدة روان، شمالي
فرنسا، المطران دومينيك لوبران، في واقعة الاحتجاز التي جرت داخل كنيسة تقع على مقربة من البلدة، مع إدانات واسعة دولية لاعتداء استهدف كنيسة.
ودعا الفرنسيين إلى التمسك بالمصالحة والأخوة بعد هذه الحادثة، التي أسفرت عن مقتل كاهن وإصابة شخصين آخرين.
ووفق إذاعة الفاتيكان، قال البابا في برقيته: "أعبر عن الحزن الذي ألم بي لدى تلقي نبأ الاعتداء واحتجاز الرهائن في كنيسة بلدة سانت إيتيان دو روفريه" في فرنسا.
وأعرب البابا في برقيته عن "الصدمة حيال عمل العنف هذا الذي وقع داخل كنيسة خلال الاحتفال بالقداس، وعن القرب الروحي من الضحايا".
وأضاف: "ابتهل إلى الله، أب الرحمة، أن يقبل نفس الكاهن الراحل جاك هاميل (التي قتل في عملية الاحتجاز)، ويمنح عزاءه للأشخاص المصابين".
وجرت، صبيحة الثلاثاء، عملية احتجاز للرهائن بكنيسة بلدة "سان إتيان دي روفراي" على مقربة من مدينة روان، شمالي فرنسا، نفّذها مسلّحان بسكاكين، اقتحما الكنيسة من بابها الخلفي، في وقت كان يقام فيه قداس.
إدانات دولية واسعة
وأدان كلّ من الفاتيكان و"المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية"، إضافة إلى شخصيات سياسية فرنسية، عملية احتجاز الرهائن.
وأدان البابا فرانسيس في بيان صادر عن الفاتيكان ما وصفه بـ"الهجوم الهمجي"، مستنكرا "الطريقة الأكثر تطرّفا" لاحتجاز الرهائن.
وأضاف البيان: "نحن مصابون بالذهول من هذا العنف المروّع الذي ضرب كنيسة، وهي مكان مقدّس تعلن فيه محبّة الله، إضافة إلى القتل الوحشي لكاهن وإصابة اثنين من المؤمنين".
وأعرب "المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية"، في بيان له، عن "عميق تعاطفه مع أسر الضحايا"، و"تضامنه الكامل مع جميع مسيحيي فرنسا"، داعيا إلى "الوحدة والتضامن بين الأمة بأسرها".
أما رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس، فأعرب عن صدمته من "الهجوم الهمجي"، وكتب في تغريدة له على حسابه عبر موقع التواصل "تويتر"، يقول إن "فرنسا بكاملها وكل الكاثوليك تحت الصدمة في مواجهة الاعتداء الهمجي على الكنيسة".
وأدان وزير الخارجية الفرنسي، جون مارك آيرولت، عبر موقع "تويتر" أيضا ما وصفه بـ"الهجوم الرهيب ضدّ كاهن ومؤمنين كاثوليك"، معربا عن "تضامنه الكامل" وداعيا إلى "البقاء متحدين بوجه الرعب".
أما السكرتير الأول لـ"الحزب الاشتراكي" الفرنسي جون كريستوف كمباديليس، فقال إنّها "جريمة قتل في مكان مخصّص للعبادة، وهذه درجة أخرى من الهمجية. الكرامة لسان إتيان دو روفراي".
ومن جانب المعارضة الفرنسية، أدان النائب الجمهوري، فرانسوا فيون، ما وصفه بـ"العمل المقيت والجبان والمثير للاشمئزاز"، في حين قدّرت رئيسة "الجبهة الوطنية" في البلاد مارين لوبان، في تغريدة لها عبر "تويتر"، أن "أسلوب تنفيذ عملية الاحتجاز يبعث على مخاوف من كونها هجوما إرهابيا جديدا"، بحسب قولها.
وأصدر رئيس أساقفة "روان"، اليوم، بيانا أعلن فيه هوية ضحية عملية احتجاز الرهائن، وهو الكاهن جاك آميل، البالغ من العمر 84 عاما.
وأعلن تنظيم الدولة مسؤوليته عن عملية احتجاز الرهائن، التي جرت في وقت سابق اليوم داخل كنيسة بلدة "سان إتيان لو روفراي".
وتبنى الاعتداء تنظيم الدولة كما يتزامن الاعتداء مع افتتاح الأيام العالمية للشباب في كراكوفيا في بولندا، وهو تجمع ضخم للكاثوليك يشارك فيه البابا فرانسيس.
واحتجز المسلحان ما لا يقل عن خمس رهائن، بينهم راهبتان واثنان من المصلين وكاهن في الـ84 من عمره لقي حتفه ذبحا، في حين تمكّنت راهبة أخرى كانت داخل الكنيسة وقت احتجاز الرهائن من الفرار، وإخطار قوات الأمن بما يجري، وفق الشرطة الفرنسية.
وأصيب في الهجوم أحد المصلين الذين تم احتجازهما بجروح حرجة، فضلا عن رجل أمن آخر (لم تتضح درجة إصابته).
وحسب المصدر ذاته، سيطرت القوات الأمنية على الوضع بقتل الخاطفين عندما حاولا الهرب من الكنيسة.
ويأتي هذا التطور بينما لا تزال فرنسا في حالة تأهب بعد أسبوعين على الاعتداء الذي استهدف مدينة نيس، جنوبي البلاد، وأسفر عن مقتل 84 شخصا، وإصابة أكثر من 350 آخرين.