قامت "وحدات حماية الشعب" الكردية، بإخلاء قرى عربية في ريف مدينة منبج، بريف
حلب الشرقي، بعد أسابيع من سيطرتها على ريف المدنية وإخراج
تنظيم الدولة منها، بمساندة قوات
سوريا الديمقراطية، وبغطاء جوي من قوات التحالف الدولي.
وتأتي عملية إخلاء القرى العربية بذريعة وقوعها على خطوط التماس بين تنظيم الدولة وقوات سوريا الديمقراطية.
وأكد مصدر عسكري ينتمي لقوات سوريا الديمقراطية، في تصريح لـ"
عربي21"، أن القوات الكردية أجبرت أهالي القرى العربية بريف منبج الغربي على الخروج من منازلهم والتوجه لمناطق أخرى، بذريعة تسلل عناصر تنظيم الدولة والاختباء فيها.
والقرى التي تم إجبار الأهالي على النزوح منها هي: قرعة كبير، وقرعة صغير، والمحترق، وقطمة، وقطمة صغير، وتل أم السرج، وعوسلجي كبير وصغير.
وبحسب المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه لأسباب أمنية؛ فإن قرار إخلاء هذه القرى اتخذ في اجتماع مغلق بين قيادات سوريا الديمقراطية، في أعقاب تكرار عمليات تسلل مسلحي التنظيم إلى تلك القرى، وقيامهم بمهاجمة القوات الكردية انطلاقا منها، ما أسفر عن مقتل العشرات، وفق قوله.
وأشار المصدر إلى أن بعض قيادات الجيش الحر الذين شاركوا في الاجتماع، دعوا إلى إبقاء السكان العرب في قراهم، فيما رفض مسؤول كردي ذلك، وطالب بفرض إخلاء تلك القرى من أهاليها، وخاصة القرى التي تقع خلف مواقع القوات الكردية غرب منبج، لمنع عناصر التنظيم من التسلل والاختباء فيها، بحسب ما نقله القيادي العسكري عن المسؤول الكردي.
ولفت المصدر إلى أن طيران التحالف الدولي بدأ بتكثيف ضرباته الجوية خلال الفترة الماضية على مواقع سيطرة تنظيم الدولة ضمن خطوط التماس، بهدف إخلاء سكان القرى التي تقع ضمن المواقع العسكرية، والنزوح إلى مناطق آمنة أخرى.
وفر مئات المدنيين من قراهم إلى أقاربهم في ريف مدينة عين العرب (كوباني) على مشارف نهر الفرات، وأكد بعضهم أنهم غادروا قراهم بعد تلقيهم تهديدات بالاعتقال أو القتل من عناصر "وحدات حماية الشعب" الكردية.
ويقول أبو محمد، وهو من سكان قرية قطمة بريف منبح الغربي، لـ"
عربي21"، إن السبب الرئيس وراء النزوح هو الخوف من ارتكاب انتهاكات بحقهم من قبل القوات الكردية، وخصوصا بعد تلقيهم تهديدات عديدة من عناصر في هذه القوات تطالبهم بوجوب إخلاء قراهم والخروج منها، بالتزامن مع نشر قوائم بأسماء مطلوبين من أبناء المنطقة بتهمة الانضمام لتنظيم الدولة، إضافة إلى الخوف من الاشتباكات وقصف طيران التحالف.
وأكد أبو محمد في شهادته؛ أن هناك اعتقالات عديدة بحق المدنيين، من بينهم الشيخ عثمان البرهو، أحد وجهاء عشائر بني سعيد، الذي ما زال حتى الآن معتقلا، كما أنه أفاد بحصول عمليات سرقة ونهب للمنازل والمواشي.
من جانبه، قال الحاج حسين لـ"
عربي21": "وضعنا الآن لا يقارن بالسابق، إذ كنت أسكن في بيتي بريف منبج، ولدي بقالة (مغلقة حاليا)، ومن دون مقدمات طلبت قوات الحماية الكردية مغادرة القرية، وكان ذلك يوم السبت 16 تموز/ يوليو، فحزمت القليل من أمتعتي وغادرت صباح الأحد، حتى استقر بي الحال في هذا المكان في قرية القبة".
يذكر أن لجان توثيق محلية وناشطين؛ اتهموا
قوات سوريا الديمقراطية التي تقودها وحدات حماية الشعب الكردية، بارتكاب انتهاكات متكررة من تهجير وقتل واعتقال بحق مدنيين عرب، في ريف محافظات الحسكة والرقة وحلب، وكان آخرها تهجير نحو ثمانية آلاف من قرى وبلدات ريف الرقة الشمالي.