قطاع واسع من الجزائريين تنفسوا الصعداء بعد فشل الانقلاب

رغم أن الحكومة الجزائرية، قد تأخرت، بإصدار بيان يعبر عن موقفها من محاولة الإنقلاب الفاشلة بتركيا، إلا أن قطاع واسع من الجزائريين، أدانوا من اللحظات الأولى المحاولة الانقلابية، ولم تقتصر الإدانة على منتسبي التيار الإسلامي، المعروفين بدعمهم للرئيس طيب رجب أردوغان، ولكن من العلمانيين أيضا.
 
 الوضع السياسي والاقتصادي، الذي يخيف الجزائريين بالداخل، والذي أثار موجة تساؤلات بشأن مستقبل البلاد، بين السلطة و المعارضة، لم يثن الجزائريين عن التعبير وبقوة عن موقفهم من محاولة الانقلاب التي نفذها قطاع من الجيش التركي، فمنذ الساعات الأولى، للمحاولة، تدفقت التعليقات، الصاخبة والمستنكرة للانقلاب على الشرعية، كما ورد بحسابات عدة بمواقع التواصل الاجتماعي لدى الجزائريين.
 
 لكن ورغم أن الموقف الغالب للجزائريين، تأييد الرئيس التركي وحكومته الشرعية، فهناك من اعتبر محاولة الانقلاب “تمثيلية”، وفي هذا الشأن كتبت مديرة جريدة “الفجر” حدة حزام مقالا، الثلاثاء بعنوان “وفعلها السلطان أردوغان”، لكن موقفها لقي موجة سخط كبير من قبل قطاع واسع من الجزائريين، واصفين إياها بالعلمانية.
 
 وقالت حدة حزام في مقالها “أسئلة كثيرة تطرحها محاولة الانقلاب الفاشل في تركيا، وأضع الانقلاب بين ظفرين، للتساؤل من يقف وراء هذا، وهل أردوغان هو الذي أعد السيناريو وأخرجه بإحكام؟!”.
 
 وتهاطلت التعليقات المنددة بموقف مديرة الصحيفة، حيث قال القارئ أسامة بن علي “صاحبة المقال تتحدث من منطلق أيديولوجي حاقد بحت.. تناقض نفسها في أكثر من موضع، فهي تعترف بأن أردوغان نهض بتركيا اقتصاديا وأبعد الجنرالات الفاسدين وتصفه بالديكتاتورية”.
 
 وتابع صاحب التعليق “تقول إنه قمع المعارضة. ولكن المعارضة هي التي طالبت جمهورها بالخروج إلى الشارع لدعم الشرعية الديمقراطية”.
 
 وغزت مواقع التواصل الاجتماعي، بالجزائر صور تسليم الانقلابيين لأنفسهم لقوات الشرطة، وأبرزوا صور كبار الضباط، وقدموا مقارنات بين وضع هؤلاء الضباط حينما كانوا “معززين مكرمين” ببزاتهم العسكرية وبين وضعهم الحالي، مرتدين لباسا مدنيا ومصطفين الواحد تلوى الآخر بعد القبض عليهم.
 
 وهناك من الإعلاميين من وضع مقارنات بين محاولة الانقلاب الفاشلة بتركيا، بتوقيف المسار الانتخابي بالجزائر العام 1990، عندما فازت الجبهة الإسلامية للإنقاذ بمقاعد البرلمان وهي العملية التي يصفها البعض بالانقلاب الذي أتى بالعسكر إلى الحكم.
 
 وقال الإعلامي الجزائري، عثمان لحياني في تصريح لصحيفة “عربي21”، الثلاثاء “عسكر يناير 1992 في الجزائر كانوا يستحقون هذا المصير الذي في الصور أيضا فكل قبعة تريد أن تجلس في غير موضع، وكل بزة تلبس في غير ثكنة، وكل عمامة تريد أن يقرأ الناس القرآن بالحرف الذي تريد تستحق هكذا مآلات”.
 
 ويحفظ قطاع واسع من الجزائريين، مواقف للرئيس التركي، بشأن بلادهم، أهمها عندما واجه فرنسا العام 2014، وأدلى بتصريح مثير متحدثا عن جرائم الاستعمار الفرنسي بالجزائر خلال الثورة الجزائرية (1954 _ 1962)، وذلك بعد مطالبات فرنسا، لتركيا بالاعتراف بإبادة الأرمن”.
 
 كما تابع الجزائريون، مواقف رجب أردوغان خلال العدوان على غزة ووقوفه بوجه إسرائيل بالعديد من المرات.
 
 بيد أن الحكومة الجزائرية أصدرت بيانا ثلاثة أيام بعد محاولة الانقلاب بتركيا، وعبرت عن تأييدها للحكومة المنتخبة ديمقراطيا وأدانت ما أقدم عليه خصوم الرئيس أردوغان.