ما زالت بعض وسائل الإعلام
الإيرانية غير مقتنعة بفشل المحاولة
الانقلابية في
تركيا.
وكالة
تسنيم الإيرانية شبه الرسمية بثت على موقعها الإلكتروني، السبت الساعة 9:48 صباحا بتوقيت طهران، أي بعد انتهاء المحاولة الانقلابية الفاشلة، تقريرا جاء التعليق على الصورة المرفقة فيه: "رغم ظهور بعض الشائعات التي تفيد بفشل محاولة الانقلاب على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلا أن هناك الكثير من الأتراك ما زالوا يظنون أن محاولة الانقلابيين تكللت بالنجاح، وأن الجيش يسيطر على مفاصل الدولة بشكل كامل".
وقدمت الوكالة في تقريرها احتمالين لما جرى في تركيا، الأول هو أن يكون أنصار فتح الله
غولن هم من خططوا لهذه المحاولة الانقلابية، وتأتي هذه المحاولة الانقلابية بعد أسبوع من قيام السلطات التركية بشن عمليات اعتقال بحق العسكريين المنتمين إلى تيار غولن وحزبه. وفق تسنيم، ورغم أن غولن ليس له حزب معلن.
وفي معرض تبريرها لما حدث، قالت الوكالة المقربة من الحرس الثوري إنه وخلال العامين المنصرمين لم يمض يوم دون أن تكون هناك اعتقالات ومضايقات على أنصار غولن، وقد سجن المئات منهم؛ بحجة التعاون مع أطراف مناهضة لتركيا.
لكن الأسبوع الماضي شهد حالة نادرة؛ حيث قامت السلطات التركية باعتقال ضباط في الجيش التركي مقربين من غولن وتياره، ومنعتهم من مزاولة أعمالهم، وهذا ما جعل هؤلاء العسكريين وأنصارهم يشعرون بأن طريق الخلاص هو القيام بانقلاب عسكري على أردوغان وحكومته وتسلم السلطة. وفق التقرير.
وحسب تحليل "تسنيم"، فإن العامل الرئيس في إفشال هذه المحاولة الانقلابية -حسب هذا الاحتمال- هو رتب قادة الانقلاب العسكري؛ حيث لم يكونوا من الرتب العليا في الجيش، ما ساهم في رفضهم من قبل القادة الرئيسيين للجيش التركي، وبالتالي فشل الانقلاب، واعتقال القائمين عليه.
أما الاحتمال الثاني الذي تقدمه الوكالة، فهو احتمال مثير للغاية وأقرب للخيال، حيث يقول التقرير إن هناك احتمالا أن يكون الرئيس التركي هو من يقف خلف هذه الأحداث ،وذلك للادعاء بأن الجيش غير موال للسلطة الشرعية في البلاد، ومن ثمّ يقوم بتجريد قادته من امتيازاتهم، ويوسع دائرة صلاحياته على حساب الجيش والقوات المسلحة التركية. كما أنه بهذا يمنع الجيش من المحاولات المحتملة للقيام بانقلاب عسكري حقيقي وشامل على أردوغان وحزبه.
ويتابع التقرير بأنه بالاستناد إلى هذا الاحتمال، فإن أردوغان يسعى لتلميع صورته أمام الشعب التركي؛ ليرسم من نفسه بطلا وطنيا يقاوم الفوضى والاضطراب، ويتعامل بيد من حديد مع من تسول لهم أنفسهم بث الرعب والخوف داخل المجتمع التركي.
لكن الوكالة ترجح في تحليلها غير القائم على أي تصريحات أو مصادر أن الاحتمال الأول هو الأرجح، وتقول: "إذا عرفنا أن من قاموا بهذه المحاولة الانقلابية هم قادة القوات الجوية وقوات الدرك الذين يعدّون من المقربين إلى تيار فتح الله غولن، نرجح حينئذ الاحتمال الأول، ونعتقد بأن هذه المحاولة كانت محاولة انقلابية حقيقية، وليست مصطنعة من قبل أردوغان وأنصاره، إلا أنها كانت محاولة فاشلة يعوزها التخطيط الصحيح والقادة الكبار من الجيش التركي، وليس قادة من الرتب الصغيرة".
وتختتم الوكالة تقريها بالقول: وإذا ما استطاع الجيش التركي والحكومة السيطرة الكاملة على زمام الأمور ومحاسبة الانقلابيين، نستطيع القول عندئذ بأن أردوغان بات يواجه خصما ضعيفا، وأزال شبح الخصم القوي الذي كان يتوقع صولته في كل لحظة، وبتعبير آخر يمكن القول إن هذه المحاولة الانقلابية الفاشلة كانت "نعمة إلهية" على حد وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان".