انتقد مساعد رئيس
حزب الوسط المصري للشؤون الخارجية، عمرو فاروق، موقف رئيسة
المجلس الثوري المصري، مها عزام، الرافض للكيان الثوري الجديد المرتقب ظهوره خلال الفترة المقبلة، تحت اسم "
الجمعية الوطنية للشعب المصري"، والذي انفردت "
عربي21" بنشر تفاصيله السبت الماضي.
اقرأ أيضا: "عربي21" تنفرد بنشر تفاصيل كيان جديد جامع للثورة المصرية
وكانت "عزام" قالت في تصريحات خاصة لـ"
عربي21"، إن "التحدي الذي تواجهه ثورتنا في هذه اللحظة هو محاولات لإيجاد حل ما يصلح تمريره كنقطة بداية للفترة القادمة، إلا أنه سيؤدي بحكم الهيكلة السياسية الحالية، إلى البحث عن تسوية سياسية تكون نتيجتها - إن نجحت - "لقطة إعلامية"، يتبعها تفرقة وتقسيم للصف الثوري، وإضعاف للجبهة الثورية لصالح النظام الانقلابي المغتصب للحكم".
اقرأ أيضا: المجلس الثوري يعلن رفضه فكرة "الجمعية الوطنية لشعب مصر"
وقال "فاروق" في تصريح لـ"
عربي21": "يا دكتورة مها، ألم تسمعي قول الله تعالى "لكم دينكم ولي دين"؟ يا سيدتي الفاضلة، الإسلام أقر التعدد واعتبر الكفر دينا، فكيف لك أن تصادري حق الآخرين في اختيار وسيلتهم المختلفة في إطار التعدد السياسي؟".
وأضاف: "ثم إن استدلالك ببريطانيا وتركيا بشأن نسبة نجاح الدكتور محمد مرسي الضئيلة ليست في محلها، لأن هذه الدول مستقرة ديمقراطيا وخاصة بريطانيا، فلا يجوز القياس عليها، وبالرغم من ذلك فبريطانيا تفكر في إعادة النظر في نتائج الاستفتاء الأخير وربما يتم إعادته، فما بالنا بدولة جاءت برئيس في فترة هامة وفارقة، وجاء بنسبة ضئيلة جدا تعكس الانقسام السياسي الحاد في المجتمع وقتها؟".
وتابع: "كيف يمكن لهذا الرئيس أن يدير دفة الوطن من جديد وينفذ أجندتك الثورية المزعومة بعد عودته، في حين أنه لم يستطع، بل لم ينتو فعل ذلك وهو في مجد سلطته، وبالمناسبة هو الرئيس نفسه الذي طالب القاضي يوما لجعل الجلسة سرية وطلب استدعاء وزراء الدفاع ورئاسة الأركان كي يتحدثوا في مسائل تتعلق بالأمن القومي، فعن أي ثورة تتحدثون؟ وعن أي هدم تريدون؟".
واستطرد "فاروق" - الذي شغل منصب المتحدث باسم التحالف الوطني لدعم الشرعية سابقا- قائلا: "أما الإرادة الشعبية التي جاءت به وعلينا احترامها، فنحن من تحدثنا عنها في مؤتمرات صحفية (داخل مصر)، فهي الحقيقة الوحيدة التي نتحدث عنها والتي يجب أن تعود مرة أخرى بيد الشعب ليقرر هو ما الذي سيفعله من جديد؟".
وأكمل: "أما بخصوص المزج بين العدالة الانتقالية وهدم الدولة العميقة فهذا أمر غير مقبول، لأنك ومجلسك ببساطة لا تمتلكان أي تصور عن هذا الأمر سوى الفوضى الخلاقة التي عفى عليها الزمن، ولم نر لها أي نموذج صالح في تاريخنا المعاصر".
وأكدت "عزام" أن "احترام الإرادة الشعبية لا يقتصر على عودة الرئيس والبرلمان والدستور فحسب، إنما هذه مجرد نقطة البداية لمشروع ثوري كبير يهدف إلى تقويض وهدم الدولة العميقة لإزالة الفساد المتجذر في الهيكل السياسي والاقتصادي في مصر، وإقصاء النخب الفاسدة التي سيطرت على المجتمع المصري، وذلك هو الطريق الوحيد لبناء دولة العدالة الاجتماعية والمساواة التي تهدف إلى خدمة الشعب وليس استغلاله".
وأردف "فاروق": "لن أتحدث هنا عن مطالبتها للإخوان المسلمين بعدم التراجع خطوة واحدة إلى الوراء من أجل شركاء الوطن، فهذا ليس شأني، ولكني سأكتفي بالإشارة إلى ما فعله رئيس حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي وحزبه لحماية ثورة بلاده، وأحيلها إلى أحاديث نائب رئيس حركة النهضة عبد الفتاح مورو لعلها تنتفع بها".
وهاجم "فاروق" بشدة قول رئيسة المجلس الثوري المصري إن الهدف من "الجمعية الوطنية للشعب المصري" هو إقرار مشروع جديد للمنطقة يُرسم من الخارج، ويشمل الهوية والأبعاد السياسية والاقتصادية للإبقاء على المنظومة العاملة لغير صالح الشعوب، ويظل حاميا لمصالح الأقلية المستغلة من القوى الداخلية والخارجية في المنطقة وخارجها.
وقال "فاروق" إن "اتهامها بأن من سيقودون الثورة من خلال الجمعية الوطنية (التي لم تخرج بعد من إطار الأفكار والتصورات) هم من لهم أجندات خارجية، فهو كلام لا يساوي الرد عليه قيمة المداد الذي سيكتب به، ولكن هذا الاتهام يؤكد حتما ويعكس مستوى الفكر والأداء ممن يفترض أنهم أكاديميون وقادة لثورة عظيمة سيضيعها تحريف الغالين، وتأويل الجاهلين، وانتحال المبطلين".
وكانت مصادر مطلعة قد كشفت لـ"
عربي21"، عن أن شخصيات مصرية معارضة تعتزم الإعلان عن تدشين "كيان ثوري جامع للثورة المصرية، ليكون معبرا عنها في الداخل والخارج، تحت اسم "الجمعية الوطنية للشعب المصري"، التي تستلهم تجربة الحملة المصرية ضد التوريث، والجمعية الوطنية للتغيير، والتي ساهمت في إسقاط الرئيس المخلوع حسني مبارك".