أعلن معهد التمويل الدولي أن الأسواق الناشئة ستشهد نزوح تدفقات رأسمالية بقيمة تقارب 350 مليار دولار خلال العام الجاري، بما يعادل نصف مستويات ?2015 مخفضا بذلك تقديراته التي نشرها في أوائل 2016، وتوقع فيها نزوح 448 مليار دولار.
وأضاف المعهد وهو أحد الجهات الأكثر موثوقية التي ترصد تدفقات رؤوس الأموال من الدول النامية وإليها، أن الأسواق الناشئة عانت في أوائل 2016، لكنها شهدت بعد ذلك تعافيا مستداما في
استثمارات المحافظ.
وقال وفقا لما نشرته صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية، جاء التحسن بدعم من تجدد البحث عن العوائد في مواجهة التدني الشديد لأسعار الفائدة بالأسواق الناضجة بفعل توقعات، بمزيد من إجراءات التيسير من البنوك المركزية.
وتعرض حاليا سندات تزيد قيمتها على عشرة تريليونات دولار في أنحاء العالم عوائد دون الصفر، في حين أثار التصويت لصالح خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي مراهنات على مزيد من إجراءات التحفيز في المملكة المتحدة ومنطقة اليورو واليابان، وإحجام مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) عن رفع الفائدة مجددا قبل 2017.
وأوضح المعهد أن التصويت المفاجئ لصالح خروج بريطانيا، عزز هذا الاتجاه ودفع أسعار الفائدة للهبوط إلى مستويات جديدة.
وأضاف أن إجمالي التدفقات إلى الأسواق الناشئة من المستثمرين الأجانب "غير المقيمين"، ارتفع إلى 122 مليار دولار في الربع الثاني من 2016 مقارنة مع 48 مليار دولار في الربع الأول، بفضل زيادة التدفقات على السندات والأسهم وتقلص نزوح الأموال من الصين.
ومن المتوقع أن يضخ غير المقيمين بصفة عامة 550 مليار دولار في الأسواق الناشئة، أو ما يعادل ضعفي مستويات 2015.
وانتعشت التدفقات على محافظ الأسهم وأدوات الدين إلى 33 مليار دولار في الربع الثاني من 2016، بعد ثلاثة فصول متتالية من نزوح التدفقات، بحسب معهد التمويل الدولي.
وانحسرت المخاوف بشأن الاقتصاد الصيني إلى حد ما، لكن البلاد ستظل تحظى بنصيب الأسد من التدفقات الخارجة من المقيمين بالأسواق الناشئة. لكن من المتوقع وصول تدفقات الأموال النازحة بصفة عامة إلى 420 مليار دولار انخفاضا من 675 مليار دولار في العام الماضي.
وبلغ صافي التدفقات النازحة 227 مليار دولار في النصف الأول من 2016 بما يقل 206 مليارات دولار عن النصف الثاني من العام الماضي.