قالت وزيرة
الدفاع الألمانية، أورسولا فون دير ليين، الأربعاء، إن ألمانيا وفرنسا ترغبان في توثيق علاقاتهما الدفاعية في
الاتحاد الأوروبي بعد خروج
بريطانيا التي "شلت" في الماضي مثل هذه المبادرات.
وأضافت في معرض تقديمها لتقرير عن السياسة الأمنية الألمانية أن ألمانيا وفرنسا ستقودان محادثات مع دول أخرى لاختبار رغبتها في إقامة مشروعات مشتركة، وبهدف بعيد المدى هو اتحاد أمني ودفاعي مشترك.
وقالت فون دير ليين في مؤتمر صحفي: "أستطيع أن أخبركم من واقع خبرتي أن بريطانيا في الماضي قالت إنها لن تقوم بمثل هذه الأشياء".
وأضافت أن "ذلك تسبب في شلل للاتحاد الأوروبي إزاء مسائل السياسة الخارجية والأمنية. هذا لا يعني أن (الجزء) الباقي من أوروبا سيبقى غير فعال لكننا نرغب في التحرك قدما إزاء هذه المسائل الكبرى".
واقترحت الوزيرة بناء "مقر مدني-عسكري" تنشر انطلاقا منه بعثات الاتحاد الأوروبي إضافة إلى قوة طبية أوروبية.
من جانبه، أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، الأربعاء، عن أن باريس ستعرض اقتراحا بهدف "تعزيز مجال الدفاع في أوروبا".
وقال هولاند في خطاب في وزارة الدفاع عشية العيد الوطني في 14 تموز/يوليو والعرض العسكري التقليدي: "لاحظت أيضا أن أصدقاءنا الألمان مستعدون لذلك، يمكننا بناء على ذلك أن نطلق هذه المبادرة في شكل مشترك".
وأوضح أن الهدف "تسهيل التزامات الاتحاد الأوروبي خارج حدوده وتعزيز الأمن لدى شركائنا وجيراننا والعمل معا على تعزيز قدرات الرد والتصدي للتهديدات التي تطاولنا عبر الإرهاب".
واعتبر هولاند أن "على الأوروبيين أن يضمنوا أمنهم الذاتي ويتحركوا في شكل مستقل ضمن الحدود الممكنة".
وكانت الحكومة الألمانية قالت في تقريرها بشأن سياسة الأمن: "إن البيئة الأمنية لألمانيا صارت أكثر تعقيدا واضطرابا وديناميكية وبذلك تزداد فيها (حالة) عدم اليقين".
وألقت الحكومة الضوء على التهديد الذي تمثله روسيا. وقالت الحكومة إن هذا التهديد "يستدعي البحث بصورة واضحة في مسألة نظام السلام الأوروبي".
وأضافت أن لذلك تأثيرا "بعيد المدى على أمن أوروبا وبالتالي أمن ألمانيا"، مؤكدة الحاجة "لمزيد من المرونة" فيما يتعلق بالسياسة الدفاعية في الوقت الذي يتم فيه التعاون مع روسيا بشأن المصالح المشتركة.
وقالت الحكومة إنه "دون تغيير جذري في السياسة ستمثل روسيا تحديا لأمن قارتنا في المستقبل المنظور".
من جهته، أكد الرئيس الفرنسي أن "بريطانيا ستبقى قوة عسكرية أوروبية ومصالحها تتقاطع مع مصالحنا".
لكنه شدد على أن "
فرنسا ستجد نفسها رغم ذلك في وضع جديد" ما دامت ستكون العضو الوحيد في الاتحاد الأوروبي الذي يتمتع بعضوية دائمة في مجلس الأمن الدولي والذي يملك قوة نووية ويستطيع إرسال قوة عسكرية كبيرة إلى الخارج.