أجمع معلقون
إسرائيليون على أن الزيارة التي قام بها وزير الخارجية
المصري سامح
شكري لإسرائيل أمس، تأتي في إطار استنفار نظام رئيس الانقلاب عبدالفتاح
السيسي لمساعدة حكومة اليمين المتطرف على إحباط المبادرة الفرنسية.
وخلال تعليق له الليلة الماضية على الزيارة، قال أودي سيغل، معلق الشؤون السياسية في قناة التلفزة الإسرائيلية الثانية إن الزيارة تأتي في إطار "التنسيق المصري الإسرائيلي المشترك لإحباط المبادرة الفرنسية، لاسيما وأن حالة من الهلع تسود دوائر الحكم في تل أبيب؛ بسبب التداعيات الخطيرة التي يمكن أن تنجم عن المؤتمر الذي ستدعو له باريس نهاية العام الجاري".
وأضاف سيغل: "لقد مثل الخطاب الذي ألقاه السيسي في أسيوط في 17مايو وحديثه عن رغبة مصر في التوسط بين السلطة وإسرائيل، مؤشرا واضحا على تنسيق مع
نتنياهو لمحاولة قبر المبادرة الفرنسية من خلال التظاهر، وكأن هناك مبادرة مصرية بديلة، مع أن المبادرة المصرية غير قائمة في الواقع".
ونوه سيغل إلى أن شكري هدف أيضا للتأكد من أن الاتفاق التركي الإسرائيلي لن يسهم في رفع الحصار السياسي والاقتصادي عن حركة حماس، "على اعتبار أن مصلحة السيسي تكمن في إبقاء حماس تحت الحصار والمطاردة".
من ناحيته قال تسفي يحزكيل إن زيارة شكري لإسرائيل جاءت بعد "الصفعتين" اللتين وجههما له رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بتوقيعه على اتفاق المصالحة مع تركيا، وزيارته لأثيوبيا وتوقيعه على سلسلة اتفاقيات معها، على الرغم من "الحساسية" المصرية تجاه بناء سد النهضة الذي تقيمه أثيوبيا على نهر النيل.
وفي تعليق بثته القناة الليلة الماضية، سخر يحزكيل من السيسي قائلا: "نتنياهو يفر من السيسي في حين أن الزعيم المصري يصر على اللحاق به، هو غير معني بأن يفقد قيمته لدى إسرائيل بسبب دورها في تأمين شرعية دولية له وهو يحفظ الجميل لنتنياهو ومعني بالحفاظ على العلاقة معه".
من ناحيته أكد سفير إسرائيل الأسبق في القاهرة تسفي مزال أن زيارة شكري تمثل "التحول الهائل" الذي طرأ على العلاقات بين مصر وإسرائيل بعد أن وصل السيسي للحكم.
وفي مقابلة أجرتها معه صحيفة "ميكور ريشون" ونشرها موقعها فجر الاثنين، شدد مزال أن السيسي معني بـ "تسخين العلاقات مع إسرائيل، على الرغم من إدراكه حجم المعارضة التي تبديها كل شرائح المجتمع والنخبة في مصر للعلاقات مع إسرائيل".
وشدد مزال على أنه "باستثناء الجيش فإن جميع المؤسسات في الدولة ترفض التطبيع مع إسرائيل".
من ناحيتها كشفت صحيفة "جيروسالم بوست" أن زيارة شكري هدفت إلى تعزيز التعاون الأمني، وبشكل خاص في مجال تبادل المعلومات الاستخبارية.
وفي تقرير نشره موقعها صباح اليوم، اعتبرت الصحيفة أن الزيارة تمثل خطوة أخرى من سلسلة خطوات أقدم عليها نظام عبد الفتاح السيسي؛ لإنهاء حالة "السلام البارد" القائم بين إسرائيل ومصر.
وأشارت الصحيفة إلى أن السيسي أقدم على إعادة السفير المصري إلى القاهرة قبل ستة أشهر، مشيرة إلى أن "آخر ما يفكر فيه السيسي هو دفع التسوية مع الفلسطينيين قدما"، وأن السيسي يدعي الحرص على حل القضية؛ من أجل تبرير تطبيعه العلاقات مع إسرائيل أمام شعبه.
ونقلت إذاعة "صوت إسرائيل"، عن رئيس لجنة الخارجية والأمن البرلمانية، آفي ديختر، في سياق تعليقه على زيارة شكري، قوله: "إن القضية الفلسطينية لا تعني مصر البتة، والتصريحات الصادرة عنها مجرد ضريبة كلامية".