كشف قائمقام
الفلوجة، السبت، عن الأوضاع التي تشهدها المدينة بعد استعادتها من تنظيم الدولة، وما تقوم به
المليشيات من عمليات حرق وتدمير، في ظل نزوح أكثر من 420 ألفا من سكانها إلى خارج المدينة.
وقال عيسى ساير في حديث لـ"
عربي21"، إن "عمليات التدمير التي شهدها مركز مدينة الفلوجة، حدثت بعد تحرير الفلوجة من تنظيم الدولة، وذلك بعد دخول مليشيات بزي الشرطة الاتحادية وحرقها لمنازل المواطنين وتفجير عدد من المساجد".
"ساير" أكد، أن "سوق المدينة شهد عملية حرق متعمدة قامت بها عناصر مليشيات ترتدي زي الشرطة الاتحادية"، لافتا إلى أن "المناطق التي تشهد عمليات الحرق تسيطر عليها الشرطة الاتحادية، بينما تخلو مناطق يسيطر عليها الجيش والفرقة الذهبية من هذه الأعمال".
وأضاف قائم مقام الفلوجة، أن "المدينة لم تتضرر بشكل كبير جراء العمليات العسكرية، لكن ما حصل من عمليات تدمير وحرق متعمدة لمنازل وأسواق ومساجد المدينة تسبب بدمار لكثير من الأحياء".
وبشأن ما تردد من أنباء عن تفجير عدد من مساجد الفلوجة وهي "المدلل، والفرقان، والفردوس، وأبو عبيدة، والمعاضيدي، والتقوى، الأنبياء" على يد مليشيات
الحشد الشعبي، أوضح الساير أن "ثلاثة من هذه المساجد تضررت بالمعارك، لكن البقية دمرتها المليشيات".
وبحسب قائمقام المدينة، فإن "أوامر صدرت تقضي بسحب تدريجي للشرطة الاتحادية من جميع المناطق التي تقع تحت سيطرتها تنتهي في الـ12 من الشهر الجاري"، مؤكدا أن "قوات الجيش أبدت امتعاضها من ممارسات المليشيات التي دخلت بزي الشرطة الاتحادية".
وتحدث الساري لـ"
عربي21"، عن نزوح أكثر من 420 ألفا مواطن من سكان الفلوجة البالغ عددهم 620 ألف نسمة، مبينا أنهم يعانون ظروفا إنسانية صعبة في مخيمات النازحين بسبب قلة الطعام والشراب، وانعدام الخدمات المقدمة لهم وسط لهيب الصيف الحارق.
لكن قائمقام الفلوجة، أكد أن "الهندسة العسكرية التابعة لقوات الجيش
العراقي تجري عمليات واسعة لتطهير أحياء الفلوجة من الألغام التي خلفها تنظيم الدولة"، مشيرا إلى أن "عودة النازحين ستتم قبل حلول العام الدراسي الجديد في أيلول/ سبتمبر المقبل".
وعن مصير المختطفين من أهل الفلوجة البالغ عددهم أكثر من 700 مدني، قال الساير، إن "الحكومة شكلت لجنة للكشف عن مصيرهم وعن الجهة التي عذبت الفارين من المدينة"، مضيفا أنه "في حال لم تعلن اللجنة عن نتائج شفافة وحقيقية، فسنذهب للمطالبة بتحقيق دولي".
وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي في وقت سابق، صورا تظهر عمليات الحرق والنهب التي قامت بها مليشيات الحشد الشعبي في عدد من أحياء مدينة الفلوجة، فضلا عن احتلالهم لعدد من مساجدها ورفع صور وصفوها بـ"الاستفزازية".
وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر
العبادي، أعلن في 17 حزيران/ يونيو الماضي، تحرير مدينة الفلوجة غرب البلاد، من قبضة تنظيم الدولة بشكل تام، بعد أقل من شهر على انطلاق العملية العسكرية.