الحلويات السورية في تركيا تنافس البقلاوة في مهدها

تُعد الحلويات السورية في بلاد اللجوء الأكثر رواجا، حيث انتشرت هذه الصناعة بكثرة في الآونة الأخيرة في تركيا على سبيل المثال، وتتزايد أعداد محلات الحلويات السورية بشكل ملحوظ.

يقول صاحب أحد محلات حلويات حلب في مدينة غازي عنتاب: "للحلويات التركية ثلاثة أنواع معروفة، وهي أزمة والبقلاوة وقطايف فستق المعروفة باسم الكنافة؛ أما الحلويات السورية فتتعدد أنواعها منها البلورية، والعصملية، ولسان العصفور، والأصابيع وحلاوة الجبن، وتاج الملك، والهريسة، والشعيبيات الريحانية بأنواعها".

ويوضح لـ"عربي21" أن "البقلاوة السورية لها عدة أنواع أيضا، منها بقلاوة بالجوز، وبالفستق والمجروشة، وتتعدد أشكالها وأنواعها مقارنة بالحلويات التركية"، مشيرا إلى أن "هناك إقبالا واضحا من قبل الأتراك على شراء الحلويات السورية بكثرة".

ويضيف: "أما من ناحية السعر، فالحلويات السورية أرخص من الحلويات التركية، ويبلغ سعر كيلو الحلويات الفاخرة السورية، وهي المبرومة الفاخرة، ما يقارب 60 ليرة تركية، أما الحلويات التركية فيبلغ ثمن الكيلو الواحد ما يقارب 70 ليرة تركية، وهناك أنواع أرخص".

ويرى أن "ميول الأتراك إلى المحلات السورية أصبح واضحا"، مقدرا النسبة بنحو 25 في المئة من سوق الحلويات في غازي عنتاب على وجه التحديد.

فأعداد المحلات السورية وصل في غازي عنتاب إلى نحو 20 محلا موزعة على مساحة المدينة، لكن في اسطنبول هناك عدد أكبر من المحلات.

ويبين محمد قربون، وهو أحد الكبار في المهنة، ويعرف بـ"شيخ الكار"، أن أصل البقلاوة يعود إلى أيام الدولة العثمانية، وهو اسم زوجة أحد السلاطين العثمانيين؛ كانت تجيد صناعة هذا النوع من الحلويات، ولذلك سمي هذا النوع من الحلوية باسمها.

وأضاف لـ"عربي21": "لا ننكر هذا، لكن لكل منا لمساته ونكهته الخاصة، فهي في الحقيقة أصل تركي وتميز سوري"، بحسب وصفه.

وقال: "بالنسبة لصناعة الحلويات؛ فحلب كانت في تلك الفترة ضمن الدولة العثمانية وقريبة من عنتاب التي كانت مشهورة بصناعة الحلويات التركية، ولكن نستطيع القول إن كثيرا من التلاميذ تفوقوا على أساتذتهم، فالسوريون يتميزون بهذه الصناعة التي تجاوزت حدود البلاد في السابق".

ويتابع قربون حديثه قائلا: "لا أحد يقول عن دبسه حامضا، علما بأن الحلويات السورية لها اسمها ومكانتها عربياً وعالمياً. ففي السابق كنا نصدرها لدول كبيرة مثل ألمانيا وفرنسا، وإسبانيا، وكان الأتراك عندما يزورون سوريا يشترون الحلويات السورية ويأخذونها معهم كهدايا للأصدقاء والأحباب".

وتحدث عن إقبال الأتراك على الحلويات السورية، مضيفا: "بشهادتهم يعترفون بأن الحلويات السورية تنافس بقوة الحلويات التركية من حيث المذاق والمظهر والسعر".

ويكمل: "كثير من الأتراك عندما يشاهدون الحلويات معروضة يدخلون المحل ويسألوني عنها ويشترونها، والآن هناك زبائن أتراك كثر، ولا أتوقع أن ذلك من باب العطف على السوريين، إنما هو نجاح لهذه الصناعة"، كما قال.

ويشير يوسف أرسلان، وهو تركي الأصل، إلى أن الحلويات السورية لها أشكال وأنواع كثيرة، وتعد من ألذ وأشهى الحلويات، وتشتهر بغناها بأنواع المكسرات، مثل الفستق الحلبي واللوز والجوز والصنوبر. وفيما يتعلق بالحلويات التركية، تعتبر البقلاوة التركية من أشهر الحلويات التركية على الإطلاق، "ولا أتوقع أن تكون الحلويات السورية متفوقة ولكن منافسة"، على حد وصفه.

ويضيف لـ"عربي21": "قسم كبير من الأتراك يفضلون شراء الحلويات السورية لعدة أسباب، منها تعدد الأنواع، والطعم اللذيذ وفرق السعر، حتى إن قسما لا بأس به من الأتراك أصبحوا يفضلون أنواعا محددة من الحلويات السورية على الحلويات التركية، وهو بحد ذاته نجاح لهذه الصناعة السورية".