وصفت موسكو رسالة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والتي قدم فيها "أسفه وتعازيه" عن إسقاط قاذفة "سو-24" الروسية في أجواء سوريا، بأنها "خطوة في الاتجاه الصحيح".
وقال أليكسي ميشكوف نائب وزير الخارجية الروسي الثلاثاء 28 حزيران/ يونيو، تعليقا على رسالة أردوغان إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وآفاق تطبيع العلاقات الثنائية بين موسكو وأنقرة بعد تقديم الجانب التركي للاعتذار: "إنها خطوة في الاتجاه الصحيح"، بحسب وكالة "نوفوستي" الروسية للأنباء.
من جانب آخر، أعلن الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، الثلاثاء، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيتصل بنظيره التركي رجب طيب أردوغان الأربعاء لكن "تطبيع" العلاقات بين البلدين سيستغرق وقتا.
وقال مسؤول تركي إن بوتين سيعبر في هذا الاتصال عن "امتنانه" لنظيره التركي.
وكان الكرملين أعلن الاثنين أن بوتين تلقى رسالة من أردوغان، وذلك بعد مرور سبعة أشهر على إسقاط المقاتلة الروسية التي تسببت بأزمة دبلوماسية بين البلدين.
وأدت الحادثة إلى تدهور العلاقات الثنائية بين روسيا وتركيا بشكل حاد، إذ ردت روسيا بفرض عقوبات اقتصادية ضد أنقرة، وتبادل الطرفان اتهامات على خلفية استمرار الأزمة السورية.
علاقات اقتصادية مع مصر
وفي سياق متصل، قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، إنه لا مانع من تطوير العلاقات الاقتصادية بين تركيا ومصر وعقد لقاءات بين مسؤولي البلدين، مع استمرار الموقف التركي الرافض للانقلاب على الرئيس المصري محمد مرسي، أول رئيس منتخب ديمقراطيا في تاريخ مصر الحديث.
وأضاف رئيس الوزراء التركي في حوار أجراه مع قناة "TRT Haber" التركية، وبث ليلة الاثنين "يمكن أن يذهب مستثمرونا إلى مصر، وأن يطوروا من استثماراتهم، وقد يؤدي ذلك مستقبلا لتهيئة المناخ لتطبيع العلاقات، وحتى إلى بدء علاقات على مستوى الوزراء، لا يوجد ما يمنع حدوث ذلك وليست لدينا تحفظات فيما يتعلق بهذا الموضوع".
وردًا على سؤال حول ما إذا كان المستقبل القريب يمكن أن يشهد زيارة وزير تركي إلى مصر، أو عقد لقاء بين مسؤولي البلدين، قال يلدريم "من الممكن إجراء زيارات متبادلة بين المسؤولين ورجال الأعمال في البلدين، واتصالات متبادلة تتعلق بالمجال العسكري".
وتابع يلدريم "الأمور واضحة جدًا فيما يتعلق بمصر، حدث انقلاب على الديمقراطية، وتم الانقلاب على مرسي الذي جاء إلى منصبه بالانتخاب، وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان منذ البداية للعالم أجمع، أن ما حدث هو انقلاب، وأننا لا يمكن أن نوافق على التغيير بهذه الطريقة. هذا جانب من المسألة، إلا أن الحياة تستمر على الجانب الآخر".
وقال يلدريم: "نحن نعيش في نفس المنطقة، ونحتاج لبعضنا البعض، لذلك لا يمكننا قطع كل شيء فجأة حتى لو أردنا ذلك. هذا دون أن نشير إلى الروابط الدينية والثقافية التي تربط البلدين. لذلك فإننا إذا وضعنا جانبًا الشكل الذي تغير به النظام هناك (مصر)، وما يتعرض له مرسي وفريقه من ظلم، فإنه لا يوجد مانع يتعلق بتطوير علاقاتنا الاقتصادية".
يلدرم يتراجع
وأبدى رئيس الوزراء التركي بن علي يلديرم، الثلاثاء، تراجعه عن تصريحات أدلى بها مساء الاثنين، واستبعد أن تكون تركيا مستعدة لدفع تعويضات لروسيا عن إسقاط المقاتلة الروسية قرب الحدود السورية السنة الماضية.
وقال لشبكة "سي إن إن تورك" إنه "من غير الوارد دفع تعويضات لروسيا، عبرنا لهم فقط عن أسفنا"، وذلك ردا على سؤال حول هذه القضية التي أثارت أزمة دبلوماسية خطيرة بين البلدين الذين يحاولان الآن تطبيع العلاقات الثنائية.
وقال بن علي مساء الاثنين للتلفزيون التركي العام "عرضنا فكرة أننا مستعدون لدفع تعويضات إذا لزم الأمر"، فيما مد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان يده إلى موسكو لتطبيع العلاقات الثنائية التي تدهورت بسبب هذه القضية.
لكن الرئاسة التركية أوضحت أن أنقرة لم تصل إلى هذه المرحلة بعد، حيث قال مصدر في الرئاسة لوكالة "فرانس برس" إنه "ليس لدينا موافقة لدفع تعويضات" متحدثا عن "التباس" ساد المقابلة التي أجريت مع يلديريم.
وكانت أنقرة تستبعد حتى الآن تقديم اعتذارات أو تعويضات لموسكو.
وأضاف يلديريم مساء الاثنين "أعتقد أننا توصلنا إلى اتفاق حول هذه القضية، وسنقوم بطي الصفحة ونواصل طريقنا".